تقول الشاعرة الأمازيغية زرفة صحراوي إن الاحتفال بيناير يحمل الكثير من الدلالات التي تؤرّخ لحضارة أمة بامتداد جذورها اللغوية، مؤكدة أن الحرص على تنظيم ندوات علمية تبحث في تاريخ الثقافة الأمازيغية وواقعها مع استشراف مستقبلها والاعتماد على المشاريع العلمية، ضرورة لإبراز خصوصيات الثقافية الأمازيعية. تضيف محدثتنا أنّ الأمازيغ الأحرار كانوا يحيون المناسبة قبل 950 سنة من ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، واعتمدوها كمرجع للتقويم. وعن مظاهر الاحتفال بالمناسبة قالت إنّ الأوراس الكبير يشكّل مظاهرها بكل الطقوس التي تميزها، إذ تُعتبر في مضامينها مثالا وصورا للتفاؤل بسنة خصبة حتى ولو اختلفت العادات من منطقة إلى أخرى، إلا أن المغزى يظل ثابتا، موضحة أن الغاية من وراء ذلك، هي الحفاظ على البعد الحضاري الذي تتميز به الجزائر وتراثها الموغل في التاريخ، والحفاظ على الشواهد الحية التي تؤكد الامتداد والأصالة، باعتبارها إحدى التقويمات التاريخية، التي تؤرخ لتغلب الملك الأمازيغي ششناق على ملك الفراعنة رمسيس الثالث سنة 950 ق م، والتي حافظت عليها العائلات إلى يومنا هذا. واستحضرت محدثتنا بالمناسبة الذكرى الخامسة لوفاة مفتش اللغة الأمازيغية عيسى عقون، الذي عُرف بإخلاصه للوطن ونضاله السلمي في الحركة الجمعوية، داعية في ذكرى رحيله ليلة رأس السنة الأمازيغية من سنة 2012، إلى التذكير بمناقبه والالتفاتة إلى أسرته. وإلى جانب ذلك، ثمّنت المتحدثة قرار ترسيم رأس السنة الأمازيغية عطلة مدفوعة الأجر، لتجديد القوى الروحية، مشيرة إلى أن الاحتفال بيناير يضم طقوسا وتضحيات لإبعاد شبح الجوع والنحس وجلب الخيرات ووفرة المحاصيل. وأكدت أن التحسيس بأهمية ترقية اللغة الأمازيغية التي اعتبرتها مطلبا وطنيا، يشكّل رافدا من روافد الثقافة الإنسانية وإرثا إنسانيا كبيرا، لا يمكن أن ينحصر على منطقة واحدة. وعبّرت عن مدى سعادتها بعد الإعلان عن مشروع إنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية، طبقا للدستور الذي أعاد، حسبها، مكانة اللغة الأمازيغية بترسيمها لغة وطنية، لتأكيد أصالة الجزائر، واعتبرته قرارا شجاعا يعزز الوحدة الوطنية. ❊ ع.بزاعي