انطلقت أمس بجامعة تلمسان أشغال الملتقى الدولي حول الشيخ محمد بن يوسف السنوسي بحضور وزير الشؤون الدينية السيد بوعبد الله غلام الله وعدد كبير من الباحثين والأساتذة الجامعيين من الجزائر والمغرب وموريتانيا. وسيناقش المشاركون في هذا الملتقى عديد المحاور تتمثل في الحياة العلمية والصوفية لعصر الشيخ السنوسي ومكانته بين العلماء ومآثره العلمية بالإضافة إلى حياة الشيخ السنوسي بين العلم والتصوف. وفي تدخله أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله بأن هذا الملتقى ينعقد في ظرف مميز من حياة الأمة التي تسعى كما قال "إلى بناء مجتمع متفتح قائم على الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار والمصالحة مع الذات فكريا وسياسيا". وأشار الوزير إلى مكانة العلم والعلماء في الإسلام مبرزا العناية التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للعلم والعلماء مذكرا بالجائزة الوطنية التي بادر بها الرئيس وخصصت هذه السنة للدراسات والبحوث المنجزة حول سيرة الشيخ محمد بن يوسف السنوسي وآثاره العلمية. وحث وزير الشؤون الدينية والأوقاف المشاركين في هذا الملتقى على إبراز كنوز تراثنا الفكري والديني من أجل تنوير الأجيال الصاعدة و تحقيق الذات قبل التأكيد على ضرورة استغلال هذا التراث واستعماله في إيجاد حلول لمشاكلنا دون "التقليد المحض". وذكر السيد غلام الله بأهمية تلمسان عاصمة الزيانيين في الإشعاع العلمي والتاريخي الشيء الذي جعل منها مهدا للعلماء والأولياء المشاهير أمثال الشيخ محمد بن يوسف السنوسي وقبلة لطلاب العلم والعلماء. ومن جهته ذكر والي الولاية في تدخله بالاستعدادات التي تجري محليا ووطنيا لتنظيم تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 ". وتميزت أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى بإلقاء محاضرة نموذجية للأستاذ حاجيات عبد الحميد من جامعة تلمسان بعنوان "تقديم كتاب مناقب الشيخ محمد بن يوسف السنوسي لتلميذه الشيخ الملالي" ثم محاضرة حكيم ميلود من نفس الجامعة حول "اجتهادات الشيخ السنوسي بن يوسف السنوسي". وقد ولد الشيخ محمد بن يوسف بن شعيب السنوسي الحسني بتلمسان في 832 هجرية الموافق لسنة 1430 ميلادية وترعرع في أحضانها قبل أن يأخذ العلم عن شيوخها من توحيد وفقه وفلسفة ورياضيات وتخرج على يده مجموعة من العلماء الذين واصلوا مشواره في العلم والتنوير وتأسيس حركة فكرية دينية بعد وفاته سنة 895 هجرية الموافق ل1493 ميلادية بتلمسان.(و.أ)