أكد المشاركون في الملتقى المخصص لمزايا العلاج بأسماك المياه العذبة، الذي احتضنته قالمة، على أهمية الاستفادة من التجارب في هذا الشأن، والتي أثبتت نجاعتها، من خلال إدخال هذه التقنية في مختلف المحطات الحموية بمنطقة الشرق الجزائري. نظمت جمعية حماية البيئة وتهيئة الإقليم «الكوكب الأزرق» بولاية قالمة، بالتنسيق مع مديرية الصيد البحري وتربية المائيات في الولاية، والغرفة المشتركة بين الولايات في الصيد البحري وتربية المائيات مؤخرا، بالمركب الحموي «بوشهرين» في حمام أولاد علي بقالمة، يوما دراسيا حول المزايا العلاجية لأسماك المياه العذبة أو السمك الطبيب المعروف ب»جارا روفا»، يهدف هذا اليوم الدراسي الذي شاركت فيه مديريات الصيد البحري وتربية المائيات لبعض الولايات كالعاصمة، سطيف، سكيكدة، غرداية وبسكرة، إلى التعريف بالمؤهلات السياحية لولاية قالمة، باعتبارها تزخر بالحمامات المعدنية، وكيفية استعمال هذه التقنية للعلاج في المحطات المعدنية، وطرح الفكرة للنقاش وتبنيها من طرف المستثمرين الشباب في إطار وكالة دعم الشباب «أونساج» وفي مختلف الآليات التي توفرها الدولة. وحسب رئيسة الجمعية السيدة منيرة سريدي، تعتبر فكرة مبتكرة لنوع جديد من الاستثمار وتجربة رائدة في قطاع السياحة. قال السيد يزيد مسكيني، مدير تجاري لمؤسسة خاصة، بأن هذا النوع من السمك تم استيراده في 2015 كتجربة لتربيته لمدة سنتين، وهو سمك اقتصادي يمكن أن يكون إضافة للاقتصاد الوطني لجلب العملة الصعبة، خاصة فيما يتعلق بالسياحة الطبية، وأعطى مثالا على ذلك في مداخلته بعنوان «السمك الطبيب.. اختيار اقتصادي في الجزائر»، وقال بأن تركيا هي البلد الوحيد في العالم الذي يستعمل هذا النوع من السمك لمعالجة الأمراض الجلدية، لتوفرها على محطات حموية، وهو ما تزخر به بلادنا، ثم إن الدراسة التقنو- كيميائية في الجزائر تتماشى وهذا النوع من السمك، مما يمكننا من منافسة تركيا في مجال السياحة الطبية. أضاف المتحدث أن السياحة الطبية تكلّف 500 مليار دولار سنويا، وتركيا وحدها تستحوذ على 5 ملايير دولار في السياحة الطبية، و4 مليون دولار في السياحة المعدنية، مؤكدا أن التجربة بًينت أن الجزائر بإمكانها تحقيق ذلك، لكن بتوفير هياكل على مستوى المحطات المعدنية والتكوين واستيراد السمك الطبيب «جارا روفا». كما تطرًق السيد صلاح الدين أوذاينية، طبيب بيطري بمديرية الصيد البحري والموارد الصيدية في ولاية قالمة وباحث، في مداخلته، إلى المزايا العلاجية عبر العالم لأنواع أسماك المياه العذبة، خاصة السمك الطبيب «جارا روفا» المتداوى به عالميا، لإدخال هذا الفكر الجديد إلى ولاية قالمة، باعتباره يمس ثلاثة قطاعات؛ السياحة، الصحة والصيد البحري في آن واحد، وقال إن السمك معروف في مجال الطبخ، ويستعمل أيضا لأغراض علاجية وتزينية. أكد السيد أوداينية أن الهدف الأساسي من هذا اليوم الدراسي، هو إدخال هذه الثقافة الجديدة في صالونات الحلاقة لدى النساء والمركبات المعدنية، ومن ثمة توسيعها عبر التراب الوطني، موضحا أن السمك الطبيب له عدة مزايا علاجية، منها معالجة الأمراض الجلدية، كالصدفية والإكزيما وتنظيف الجلد والبقع والوحمات الصغيرة، ومن ميزته الجمالية أنه يبقي الجلد نظيفا، رطبا ولامعا في ظرف 30 دقيقة. وفي الختام، دعا المشاركون إلى تعميم الفكرة على مستوى المركبات المعدنية على مستوى الوطن وصالونات الحلاقة، وخرجوا بتوصيات تؤكد السعي في سبيل وضع النصوص القانونية المؤطرة لهذا النشاط، مع فتح مجال التكوين للراغبين والمهتمين بتربية السمك الطبيب «جارا روفا»، وحث أصحاب المركبات الحموية على إدخال هذه الخدمة ضمن نشاطاتهم. ❊ وردة زرقين