عبّر ممثلو خمس نقابات في قطاع التربية أمس، عن تخوفهم على مصير العمل النقابي في القطاع، الذي يشهد إضرابا مفتوحا دعت إليه نقابة «الكنابست»، بدون مبررات قوية لذلك، رغم أن أبواب الحوار والتشاور مفتوحة أمام الذين يشنون الإضراب، في الوقت الذي يقدمون دروسا خصوصية بالمستودعات في تصرف وصفوه بغير الأخلاقي، ويرهن مصير التلاميذ ومستقبلهم. أوضح الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية فرحات شابخ، في ندوة صحفية عقدت بمقر الاتحادية الكائن بثانوية الثعالبية 2 بحسين داي، أن الوضع الذي يشهده القطاع يبعث على الخوف على العمل النقابي الذي اعتبره عملا نظيفا ونبيلا للدفاع عن مصالح وحقوق العمال، بعيدا عن أغراض أخرى ترهن مصير التلاميذ، خاصة فيما تعلق بالإضراب الذي يعتبر حقا دستوريا في حالة انقطاع طرق التشاور والحوار. وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أن أبجديات العمل النقابي تقتضي إعطاء الوقت اللازم للسلطات لتجسيد المطالب المرفوعة. مؤكدا أن الاتحادية حاولت أن تكون طرف صلح في حل المشكل ووقف الإضراب الذي تشهده بعض المؤسسات التربوية، غير أنها لم تلق أي رد إيجابي من قبل المضربين. من جهته، أكد رئيس الاتحادية الوطنية لقطاع التربية «سناباب» بلعموري لغليظ، عن عدم ارتياح نقابته للإضراب الذي يشهده القطاع، نتيجة للعراقيل التي يخلقها، وتنعكس على سير عمل لجنة القانون الأساسي الذي يعتبر إيجابيا ويخدم جميع المستخدمين، متهما أطرافا وتجار السياسة باستخدام القطاع لأهداف أخرى. مشيرا إلى أن الحركة الاحتجاجية ترهن مصير العمل النقابي الذي انتقدته مختلف الشرائح، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على استقرار القطاع والتلاميذ الذين يستغلونهم لتحقيق مطالبهم. وحسب المتحدث، فإن الإضراب في شكله الحالي شوه العمل النقابي في قطاع التربية، حيث يجري حسبه التفكير في منع الإضراب في القطاع من قبل الوزارة وأطراف أخرى بسبب الإفراط في الاحتجاج بدون مبررات قوية للقيام بإضراب مفتوح. مشيرا إلى أن كل الأزمات التي مر بها القطاع كانت مفتعلة لضرب الجزائر في العمق. أما الأمين العام للنقابة الوطنية للتعليم الابتدائي محمد احميدات، فأكد على ضرورة حماية العمل النقابي من الانزلاق، لأن للإضراب أساليب خاصة وأهداف واضحة، عكس الإضراب المفتوح الذي تشنه نقابة واحدة والذي أثر كثيرا على التلاميذ. وأضاف أن قطاع التعليم الابتدائي الذي له نقابته يرفض أي وصاية من جهة أخرى ويرفض أيضا أن يكون أستاذ هذه المرحلة وقودا للإضرابات والتلميذ هو الضحية. بدوره تبرأ سيد علي محاري، رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، من الإضرابات العشوائية التي ترهن مصير التلاميذ وتؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه، مؤكدا أن قطاع التربية فيه قوانين أساسية إلا أن الانتهازية طغت لدى بعض المنتسبين للقطاع، كما ندد المتحدث بما وصل إليه القطاع في الفترة الأخيرة، داعيا الأساتذة المضربين إلى الاستفاقة من أجل مصلحة التلاميذ التي تعتبر أولى الأولويات، مضيفا أن المشاكل تحل بالحوار، وليس على حساب التلاميذ، مقترحا طرقا أخرى للاحتجاج منها مثلا الامتناع عن إجراء الفروض عوض توقيف الدراسة.