خلّفت الهجمات الإرهابية التي شنها مسلحون صباح أمس، ضد مقر السفارة الفرنسية ومقر هيئة أركان الجيش البوركينابي بالعاصمة واغادوغو، مقتل 30 شخصا وعشرات الجرحى في حصيلة أولية تبقى مرشحة للارتفاع. وتعد هذه اعنف عملية إرهابية تستهدف قلب العاصمة البوركينابية بعد تلك التي استهدف شهر أوت من العام الماضي، مطعما تركيا يرتاده الرعايا الأجانب من دبلوماسيين ورجال أعمال وعسكريين خلف حينها مقتل 19 شخصا معظمهم من جنسيات أجنبية. وهجوم مماثل في 15 جانفي 2016 استهدف فندقا فخما عادة ما ينزل به عسكريون ودبلوماسيون أجانب خلف ايضا مقتل 30 شخصا من بينهم خمسة كنديين وخمسة رعايا من دول أوروبية مختلفة. وكشف وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان، عن تشكيل خلية وزارية للأزمات بمقر وزارته لمتابعة تطورات هذه الهجمات التي استهدفت إحداها مقر السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بذات المدينة. وأكد الوزير الفرنسي أن قوات الأمن البوركينابية نشرت تعزيزات بالتعاون مع أعوان تأمين السفارة لمنع تنفيذ أي هجوم محتمل. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية سارعت منذ صباح أمس، الى التأكيد بأنه لم يتم تسجيل أي ضحية من موظفي السفارة الفرنسية بالإضافة الى مقر هيئة أركان الجيش البوركينابي في العاصمة واغادوغو، وان الوضع أصبح تحت السيطرة. وتضاربت تصريحات الأجهزة الأمنية البوركينابية حول عدد المسلحين الذين تم القضاء عليهم في هذا الهجوم، فبينما أكدت الحكومة البوركينابية أن رد حراس السفارة مكن من القضاء على أربعة مسلحين، أكدت هيئة أركان الجيش القضاء على مسلحين اثنين فقط في وقت يجهل العدد الحقيقي لعناصر المجموعة المسلحة التي نفذت العملية. وذكرت مصادر إعلامية من العاصمة البوركينابية أن المسلحين يكونون قد شنوا هجمات متعددة ومن أماكن مختلفة على مقري السفارة الفرنسية ومقر هيئة أركان الجيش النظامي في هذا البلد من أجل خلط حسابات قوات الأمن. وقال شهود عيان إن خمسة مسلحين نزلوا من سيارة كانوا يستقلونها في قلب العاصمة واغادوغو قبل أن يفتحوا نيران أسلحتهم على المارة والتوجه الى مقر السفارة الفرنسية، قبل أن تندلع بينهم وبين قوات الأمن النظامية مواجهات مسلحة أدت الى اشتعال النار في سيارة المهاجمين. وفرضت قوات الأمن البوركينابية طوقا امنيا مشددا في وسط العاصمة وكبريات شوارعها في محاولة لتامين المكان ومنع تنفيذ أي هجوم انتحاري محتمل في ظل الفوضى التي أعقبت الهجمات. ويعد هذا الهجوم بمثابة رسالة قوية من تنظيمات إرهابية مسلحة في منطقة الساحل باتجاه السلطات الفرنسية التي تقود عملية بارخان العسكرية ضد عناصرها المنتشرة في مختلف دول منطقة الساحل وردا على تشكيلها لقوة دول الساحل الخمسة ضمن خطة عسكرية لتحييد عناصر هذه التنظيمات.