انتهى هجوم مسلح نفذه متطرفون ليلة الجمعة إلى السبت ضد فندق فخم في قلب العاصمة البوركينابية، واغادوغو، خلف في حصيلة أولية مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا من بينهم 18 رعية من جنسيات أجنبية. وأكد وزير الاتصال البوركينابي، ريمي دانجينو تسجيل هذه الحصيلة الأولية في أعنف هجوم نفذته مجموعة إرهابية مسلحة استهدف فندق "سبلانديد" ومطعم "كابوشينو" الفخمين في قلب العاصمة واغادوغو. وأعلنت السلطات البوركينابية أمس حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ترحما على أرواح الضحايا دون أن تقدم أية تفاصيل إضافية حول جنسياتهم، على اعتبار أن الفندق عادة ما يستقبل رعايا ورجال أعمال وشخصيات أجنبية. وكان مصدر أمني بوركينابي رفض الكشف عن هويته، أعلن عن سقوط ما لا يقل عن 23 شخصا إضافة إلى مصرع أربعة مسلحين من بينهم امرأتان في وقت أشار فيه بيان لوزارة الخارجية الفرنسية إلى سقوط 27 قتيلا وحوالي 150 جريحا. وتبنى ما يعرف باسم تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" الهجوم وأكد أن جماعة "المرابطون" التي يتزعمها الإرهابي مختار بلمختار هي التي نفذته. وتعد هذه ثاني عملية دامية ينفذها هذا التنظيم الإرهابي في دول منطقة الساحل الإفريقي بعد تلك التي استهدفت في 20 نوفمبر الماضي فندق "راديسون بلو" الفخم بقلب العاصمة المالية، باماكو وخلف سقوط 20 قتيلا من بينهم 14 أجنبيا. وكان وزير الداخلية البوركينابي، سيمون كومباوري أعلن أن ثلاثة مسلحين قتلوا في هذا الهجوم، بينما تم تحرير 126 شخصا من بينهم 33 جريحا، في نفس الوقت الذي أشار فيه إلى أن بعض الزبائن تمكنوا أثناء تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والمسلحين من مغادرة الفندق عن طريق بواباته الخلفية. وبينما كشف السفير الفرنسي، جيل تيبولت عن مشاركة عسكريين فرنسيين في عملية تحرير الرهائن، أعلن مصدر عسكري أمريكي أن البنتاغون لبى طلبا فرنسيا لتقديم "مساعدة أمريكية عاجلة بتدخل طائرات المراقبة دون طيار" لتحديد مواقع عناصر المجموعة قصد القضاء عليهم وتفادي سقوط قتلى من نزلاء الفندق. وحسب مصادر أمنية محلية، فإن تدخل القوات الأمنية البوركينابية المدعومة بعسكريين فرنسيين تم بعد ست ساعات بعد اقتحام المسلحين الفندق الذي يرتاده الأجانب وموظفي وكالات الأممالمتحدة الناشطة في هذا البلد. وتحول محيط الفندق طيلة 12 ساعة إلى ساحة حرب حقيقية وسط تبادل إطلاق نار كثيف بين قوات الأمن والمسلحين مما تسبب في احتراق عدة سيارات مركونة بالمكان، بينما اشتعلت النيران بواجهة الفندق الأمامية. وتواصلت المواجهات إلى غاية فجر أمس خارج الفندق وبداخل مطعم "كابوشينو" المحاذي والذي شوهدت بداخله عدة جثث ملقاة بفنائه. ويعد هذا الهجوم الإرهابي أول تحد يواجهه الرئيس البوركينابي الجديد، كريستيان كابوري الذي دعا شعبه إلى التحلي بالشجاعة والحذر في نفس الوقت الذي أكد فيه عزمه على محاربة الإرهاب سواء كان ذلك بالتعاون مع الفرنسيين أو الأمريكيين. وفي الوقت الذي واصلت فيه قوات الأمن البوركينابية عملية التمشيط بحثا عن مشتبه فيهم في الهجوم بشوارع وأحياء العاصمة، أعلنت وزارة الأمن البوركينابية عن تعرض طبيب نمساوي وزوجته لعملية اختطاف صباح الجمعة في شمال البلاد من دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل حول هوية الخاطفين وما إذا كان هذا الزوج النمساوي جاء إلى بوركينا فاسو في إطار سياحة أو في مهمة عمل أو أنه يقيم في هذا البلد الإفريقي الذي خرج لتوه من مرحلة انتقالية دامت قرابة عام. الجزائر تدين وتعزّي أسر الضحايا أكدت وزارة الشؤون الخارجية أمس في بيان لها، أن الجزائر تدين "بشدة" الاعتداءات الإرهابية التي وقعت يومي الجمعة والسبت في العاصمة البوركينابية واغادوغو. وأوضح المصدر أن "الجزائر تدين بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت أول أمس الجمعة وأمس السبت، بعض الأماكن في العاصمة البوركينابية واغادوغو"، معربة عن تضامنها مع عائلات الضحايا وكذا الحكومة والشعب البوركينابيين. وأضاف البيان أن الجزائر تجدّد "التأكيد على قناعتها بأن الإرهاب يشكل تهديدا شاملا وحقيقيا للسلم والأمن الدوليين، وأن التجنيد الجماعي للمجتمع الدولي وتوحيد كل جهوده، وحده الكفيل بمواجهته". لا رعية جزائرية ضمن الضحايا كما أكدت وزارة الشؤون الخارجية أنه لا يوجد في الحال أي رعية جزائرية ضمن ضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية. وجاء في البيان أنه "إثر الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت عدة مواقع في العاصمة البوركينابية واغادوغو، تفيد وزارة الشؤون الخارجية بأنه لا يوجد في الحال ولا رعية جزائرية ضمن الضحايا". وأضاف المصدر أن مركز اليقظة وتسيير الأزمات على اتصال مستمر بسفارة الجزائر بواغادوغو، ليتابع، عن كثب، تطورات الوضع في عين المكان. .. وتدين الاعتداء على البعثة الإفريقية في الصومال أدانت الجزائر الاعتداء الإجرامي الذي اقترفته جماعة "الشباب" الإرهابية ضد قاعدة لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، والذي أودى بحياة العديد من الجنود الكينيين، حسبما ورد في بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وجاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية أن الجزائر "تتقدم بتعازيها الخالصة لأسر ضحايا هذه الفعلة الشنيعة، كما أنها تعرب عن تضامنها مع الشعب والحكومة الكينيين". وأضاف المصدر أن "الجزائر تجدّد دعمها للحكومة الصومالية والاتحاد الإفريقي في جهودهما الرامية لاستتباب الاستقرار في هذا البلد الشقيق واجتثاث آفة الإرهاب".