قررت الحكومة البريطانية أمس، طرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها وجمدت ودائع روسية في بنوكها وقطعت كل الاتصالات الثنائية بينها وبين روسيا بما فيها الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى لندن على خلفية اتهامات بتورط السلطات الروسية في عملية اغتيال عميل روسي بمادة سامة مهيجة للأعصاب. وتدهورت العلاقة بين لندنوموسكو أمس، بشكل لافت على خلفية عملية الاغتيال التي تعرض لها الجاسوس الروسي المزدوج بداية الشهر الجاري، بمدينة سالسبوري رفقة ابنته في ظروف غامضة، سارعت مختلف الهيئات الرسمية البريطانية الى تحميل مسؤوليتها للمخابرات الروسية. ففي الوقت الذي دعت فيه المملكة المتحدة، مجلس الأمن الدولي الى عقد اجتماع طارئ لبحث تداعيات هذه العملية قررت الوزيرة الأولى البريطانية، تريزا ماي أمس، طرد الدبلوماسيين الروس من مجموع 59 دبلوماسيا بمبرر أنهم عملاء روس غير مصرح بهم. في نفس الوقت الذي قررت فيه منع مشاركة أي مسؤول حكومي ولا أي فرد من العائلة الملكية في مراسم افتتاح كأس العالم شهر جوان القادم. وأكدت الوزيرة الأولى البريطانية أمام نواب البرلمان تورط روسيا في تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، فوق التراب البريطاني واعتبرت ذلك بمثابة مساس بسيادتها وبكل الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، حيث تأسفت للأسلوب الذي سلكه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع هذه القضية. وقالت إنه كان يتعين على روسيا تقديم توضيحات ولكن تبريراتها عكست استخفافا واضحا بخطورة الأحداث ولم يقدموا أية تفسيرات مقنعة. وأعلنت الوزيرة الأولى البريطانية صباح أمس، عن هذه الإجراءات الردعية بعد اجتماع طارئ لأطراف مجلس الأمن البريطاني بحثت مع أعضائه الخيارات الممكنة للتعاطي مع تطورات هذه القضية قبل أن تعرض أمام نواب البرلمان القرارات التي تم اتخاذها. وجاء تدهور العلاقات البريطانية الروسية في نفس الوقت الذي عقد فيه مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعا طارئا بطلب من الحكومة البريطانية لبحث الموقف الواجب اتخاذه تجاه عملية اغتيال العميل الروسي يوم 4 مارس الجاري، بمدينة سالسبوري في جنوب غرب المملكة المتحدة. وسعت تريزا ماي من خلال هذا التحرك على مستوى الهيئة الأممية الحصول على تأييد حلفائها حول طريقة التعامل مع روسيا بخصوص هذه القضية. يذكر أن السفارة الروسية سارعت من جهتها الى نفي الاتهامات البريطانية التي وصفتها بغير المقبولة وغير المؤسسة رافضة تحذيرات لندن في نفس الوقت الذي نفى فيه الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف أية علاقة لبلاده مع ما يجري في المملكة المتحدة".. وأكدت السفارة الروسية في العاصمة البريطانية في أول رد فعل رسمي أن قرار طرد الدبلوماسيين الروس يعد بمثابة رد معاد وغير مقبول وغير مبرر وعكس قصر نظر لدى السلطات البريطانية محملة كل تدهور في العلاقات بين البلدين على السلطات البريطانية. وكانت ماي أكدت نهار الاثنين، أنه في حال رفضت السلطات الروسية تقديم رد مقنع بخصوص ملابسات اغتيال العميل الروسي وابنته الذي اعتبرته السلطات البريطانية بأنه يعد بمثابة استعمال غير شرعي للقوة من طرف فيدرالية روسيا ضد المملكة المتحدة. يذكر أن هذه التداعيات تسبب فيها سم مهيج للأعصاب والذي عادة ما يستعمله عملاء أجهزة المخابرات لإزالة كل إثر للمتعاملين معهم وقطع كل خيط لأية تحقيقات أمنية قد تصل إليهم. وتتهم لندنموسكو باستخدام هذا السم ضد العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال البالغ من العمر 66 عاما وابنته ايلونيا البالغة من العمر 33 عاما اللذين عثر عليهما في إحدى حدائق مدينة سالسبوري في الرابع مارس الجاري، حيث نقلا على جناح السرعة الى المستشفى في ظروف حرجة تماما كما هو الحال بالنسبة لعون الشرطة الذي انتبه لحالهما والذي يرقد هو الأخر على فراش المرض بين الحياة والموت.