أشاد وزير السياحة والصناعات التقليدية حسن مرموري، بالجهود المبذولة من قبل النساء الماكثات في البيوت بالجزائر العميقة في ضمان استمرارية الصناعة التقليدية الخلاقة للثروة والتي تساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط السياحة. وجاءت إشادة وزير السياحة بمناسبة افتتاح أمس، فعاليات الطبعة ال50 لعيد الزربية "السجاد" الذي تحييه سنويا عاصمة وادي ميزاب غرداية. وتميزت الطبعة بتنظيم موكب يضم حوالي عشرين عربة مزينة بأجود وأفخر الصناعات التقليدية على رأسها الزربية ومختلف أنواع منتجات الصناعة التقليدية جاب مختلف شوارع ولاية غرداية. ويسعى المشاركون في هذه الطبعة إلى إبراز خصوصيات وإمكانات الصناعة التقليدية بكل منطقة من ربوع الولاية، خاصة في مجال صناعة الزرابي على غرار زربية قصر غرداية العتيق وصنف الحنبل... ومن القرارة التي تقع بمنطقة شبه رعوية إلى المنيعة الصحراوية مرورا بمتليلي الشعانبة والمحطة الحموية زرلفانة، كشف الموكب عن الإمكانيات التي تزخر بها 13 بلدية بالولاية في مجال الصناعات التقليدية بحضور جمهور غفير جاء ليحتفل ببداية الربيع الغرداوي. وتم خلال مروره تقديم استعراضات فلكلورية لفرق الفنتازيا والمهاري التي تعبر عن تقاليد المنطقة مع تقديم الشاي الأخضر المتميز بالخيمة الصحراوية. وسمحت هذه الاستعراضات بإضفاء جو من الاحتفال البهيج للموكب الذي مر عبر شارع الأمير عبد القادر إلى غاية ساحة محمد خميستي، حيث تمت إقامة منصة على شرف الوفد الرسمي وأعيان المنطقة. وبينما تفاجأ عدد من السياح بهذا الاحتفال البهيج وعبّروا عن امتنانهم ورغبتهم في اكتشاف أحد أهم مقومات الصناعة التقليدية الجزائرية، أكد عدة أشخاص أن عيد الزربية يمثل فرصة لجلب السياح في هذه الفترة من العطلة الربيعية فضلا عن كونه مناسبة للمرأة الحرفية لتسويق منتجاتها مباشرة دون وسيط. وتحظى صناعة الزرابي بمكانة خاصة بالمنطقة حيث تملك كل عائلة غرداوية منسج تقليدي إذ يعتبر إحدى الأدوات المنزلية الضرورية، علما أن تعداد النساء الحرفيات اللواتي يشتعلن في هذا المجال بالبيوت أو ضمن تعاونيات قد بلغ حوالي 20 ألف امرأة. وتعمل الحرفية خلال عملية صناعة الزربية على إبراز وتحديد مجموعة الرموز المختلفة الأشكال والألوان التي تعبر عن أصالة الزربية الغرداوية. ويشمل برنامج عيد الزربية الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 22 من الشهر الجاري، إقامة نشاطات ثقافية مختلفة إلى جانب تنظيم معرض لبيع منتجات الصناعة التقليدية حضره حوالي مئة مشارك من حوالي عشرين ولاية يمثلون مؤسسات مصغرة ومتربصين بمراكز التكوين المهني ببهو قصر المعارض المتواجد بحي بوهراوة، أشرف وزير السياحة والصناعات التقليدية على تدشينه.