يتساءل قاطنو قرية كاف لكحل بأعالي جبل الوحش في قسنطينة، عن سبب تماطل المجلس الشعبي البلدي في تخصيص ميزانية لتهيئة القرية، خصوصا شبكة الطرق التي تعيش وضعية كارثية، وتجعل القرية في عزلة كبيرة كل شتاء. ناهيك عن غياب ضروريات الحياة الكريمة، رغم أن القرية التي تقطنها مئات العائلات لا تبعد سوى بكيلومترات عن التجمع الحضري جبل الوحش. سكان القرية الفلاحية أكدوا ل»المساء»، أن تجمعهم منسي من طرف السلطات المحلية والمجالس الشعبية المتعاقبة على تسيير شؤون البلدية، رغم الشكاوى العديدة، حيث قالوا بأن وضعيتهم تزداد تعقيدا مع كل شتاء، خاصة أثناء تساقط الثلوج، وهو المشكل الذي بات حسبهم نقمة كبيرة لأن هذه الاضطرابات ولسنوات عديدة جعلتهم يعيشون عزلة حقيقية، لولا تدخّل الجيش لفك عزلتهم، وهو ما حصل نهاية الأسبوع الفارط، حيث تسبب تساقط الثلوج حسبهم- على الولاية في عزلهم نهائيا وتوجيه نداءات استغاثة لمدهم بالمؤونة. كما أضاف المشتكون أن معاناتهم تزداد مع غياب الغاز عن منازلهم، وهو الذي بات بمثابة حلم لهم، حيث يتزودون بقارورات غاز البوتان التي يجدون صعوبة كبيرة في اقتنائها، باعتبار أن العزلة التي يعيشونها تفرض عليهم الخروج باكرا والانتظار لساعات من أجل الظفر بسيارة نفعية وتأجيرها بمبالغ معتبرة لا تقل عن 1000 دج، بهدف نقلهم لتعبئة القارورات بمنطقة وادي الحد والرجوع مجددا محملين بها إلى قريتهم، خاصة أن استهلاك هذه المادة الحيوية يزداد كثيرا خلال هذه الفترة، بسبب البرد الذي يسود هذه المناطق الجبلية، نفس الحال بالنسبة للتزود بالضروريات الأخرى كالحليب والخبز والمواد الغذائية الأخرى وحتى الدواء، حيث يضطر قاطنو القرية الريفية إلى اقتناء سيارات «الفرود»، باعتبارها وسيلة النقل الوحيدة وسبيلهم الوحيد في التنقل إلى أقرب محطة حافلات، تقع على بعد عشر كيلومترات، في ظل غياب الحافلات التي لا تدخل كاف لكحل بسب اهتراء الطرق وصعوبة المسالك. كما طرح المشتكون مشكلة المياه الصالحة للشرب التي لم تزر حنفياتهم منذ سنوات، حيث أكدوا أن غيابها أثر سلبا على حياتهم اليومية، كونهم يضطرون يوميا إلى قطع مسافات كبيرة للوصول إلى البئر الوحيدة من أجل التزود بمياه الشرب، بعيدا عن كل مظاهر التنمية وحياة المدينة. كما أن انعدام الطرق المهيأة المؤدية ولو بشكل بسيط إلى المشاتي المترامية بالقرية، واعتمادهم على المسالك الترابية، جعلهم يغرقون في الأوحال. سكان القرية الفلاحية كاف لكحل، أكدوا أنهم ضاقوا ذرعا من استمرار الوضع على حاله، مع لجوئهم إلى أكثر من مرة للسلطات المحلية ومطالبتهم بأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار، دون نتيجة تذكر إلى حد الساعة، حيث جدد المشتكون طلبهم بضرورة وضع حد لمعاناتهم، خاصة أنها دامت أعواما طويلة وتفاقمت في السنوات الأخيرة، خاصة عند تساقط الثلوج التي عزلتهم نهائيا عن العالم الخارجي.