الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    المغرب: لوبي الفساد يتجه نحو تسييج المجتمع بالخوف ويسعى لفرض الامر الواقع    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    الشباب يهزم المولودية    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    العدوان الصهيوني: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوء والكارثة تجاوزت التوقعات    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثلوج وأمطار إلى غاية يوم الاثنين
نشر في النصر يوم 10 - 02 - 2012


مناطق لا تزال معزولة ونقص في المؤونة
استمرار تساقط الأمطار والثلوج إلى غاية يوم الاثنين
أفاد الديوان الوطني للأرصاد الجوية أول أمس، أن موجة جديدة من البرد منتظرة اليوم السبت وغدا الأحد، ستكون مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج وذلك بعد نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية، أكدت استمرار الاضطرابات الجوية .
وفي هذا السياق أشار مصدر من الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن مصالحه تترقب بداية من اليوم السبت إلى غاية يوم الاثنين، أجواء باردة وغير مستقرة مرفوقة بأمطار تكون جدّ معتبرة على الجهات الساحلية وقرب الساحلية إلى جانب تساقط كمية معتبرة من الثلوج يومي السبت والأحد على المرتفعات التي يتراوح علوّها ما بين 500 و700 متر، وتكون الأجواء مصحوبة بأمطار غزيرة مرفوقة أحيانا بالبَرَد بخمس ولايات شرقية حسب ذات المصدر الذي أوضح أن الأمر يتعلق بولايات الطارف وعنابة وسكيكدة وجيجل وبجاية، حيث ستبلغ كميات الأمطار المتساقطة 50 ملم أو تتجاوزها وذلك إلى غاية يوم غد الأحد. ق و
إرسال 40 طنا من الأدوية لسكّان المناطق المتضرّرة من الثلوج
مصالح الأمن تلقّت 10 آلاف مكالمة وقامت بأكثر من 4500 تدخل
- الطرق لازالت مقطوعة في 11 ولاية
ارتفع عدد ضحايا موجة البرد والثلوج خلال الأسبوع الماضي إلى 44 قتيلا، 30 منهم قضوا في حوادث مرور و14 آخرون اختناقا بالغاز حسبما أكدته حصيلة مصالح الحماية المدنية، فيما أعلنت مصالح الأرصاد الجوية أن تساقط الثلوج والأمطار سيستمر إلى غاية الإثنين المقبل.
من جهة أخرى، أدى سوء الأحوال الجوية إلى استمرار غلق عدة طرقات وطنية وولائية أمام حركة المرور في 11 ولاية حسبما أكدته أول أمس الخميس قيادة الدرك الوطني، حيث يشمل ذلك كلا من تيزي وزو والبويرة والبليدة والمدية وبومرداس وتيبازة وتيارت وميلة وسوق أهراس والمسيلة فيما كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن إرسال 40 طنا من الأدوية الاستعجالية لسكان المناطق المعزولة المتضررة، وأكد وزير الصحة جمال ولد عباس أول أمس أن الوزارة قررت ابتداء من يوم الخميس الماضي وبالتعاون مع الجيش الوطني الشعبي إرسال أدوية أساسية لفائدة المصابين بالأمراض المزمنة وكذا مقويات للفئات الهشة مثل الأطفال بالمناطق التي عزلتها سوء الأحوال الجوية، حيث انطلقت القافلة الأولى المكوّنة من 12 شاحنة نحو منطقة القبائل من مقر الصيدلية المركزية للمستشفيات.
وتخص العملية في بدايتها -كما ذكر الوزير- ولايات الوسط على غرار تيزي وزو وبجاية وجيجل والبويرة و بومرداس وستتوسع هذه العملية إلى كل ولايات القطر المتضررة من موجة البرد، ودعا وزير الصحة مختلف مستخدمي القطاع إلى المساهمة في هذه العملية التضامنية.
وقد أعلنت مصالح الأمن الوطني من جانبها، أنها قامت ب4500 تدخل وتلقت 10 آلاف مكالمة عبر الخط الأخضر بالولايات المتضررة ما بين 3 و 4 فيفري، وأوضح المكلف بالاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني السيد جلالي بودالية، في هذا السياق أن المديرية العامة للأمن الوطني قامت بتجنيد عتادها على مدار 24 ساعة من خلال وضع مخطط عمل استعجالي، وفيما يخص الوقاية أوضحت المديرية أن العديد من الدوريات لمصالح الأمن العمومية أعلموا مستعملي الطرقات بعدم استخدام الطرق المقطوعة مؤقتا أمام حركة المرور، ولإعادة فتح الطرق المقطوعة جرّاء تراكم الثلوج جنّدت المديرية العامة للأمن الوطني حسب ذات المسؤول جزء كبيرا من إمكانياتها لتسهيل عمليات إيصال المواد الغذائية الأساسية ومواد أخرى أساسية للمواطنين، كما قامت الفرق الطبية للمديرية العامة للأمن الوطني في نفس الفترة بتوزيع مشروبات ساخنة وأغطية للأشخاص بدون مأوى ومن المقرر أن تتواصل هذه العملية إلى غاية تحسن الأحوال الجوية، و أشار ذات المصدر إلى أنه تم وضع جهاز للمساعدة وتجنيد الطاقم الطبي والممرضين والأطباء النفسانيين وسيارات الإسعاف بما في ذلك المساعدة الطبية الاستعجالية ووحدة المساعدة الطبية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني عبر مختلف القرى.
وقد سجل الاستهلاك الوطني للكهرباء يوم الأربعاء الماضي مستوى قياسيا على الساعة الثامنة ببلوغه 8305 ميغاواط بارتفاع قدره 7 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2011 بحسب ما أعلنه يوم الخميس مجمع سونلغاز، وأوضح المجمّع في بيان له أن هذه الزيادة المقدرة ب 541 ميغاواط تعادل الطاقة التي تنتجها محطة توليد كهربائية على غرار تلك الموجودة بالبرواقية (ولاية المدية)، ولا تستبعد (سونلغاز) أن تسجل هذه الفترة الشتوية مستويات قياسية جديدة خلال الأيام القادمة حسب البيان. ق و
إغاثة 15 عائلة بمداشر سيرايدي و تواصل أزمة البوتان في الجهة الغربية بعنابة
قامت وحدات الجيش الوطني الشعبي بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة عشية أول أمس بإغاثة 15 عائلة تقيم بإحدى المداشر التابعة لقرية بوزيزي ببلدية سيرايدي، و التي ظلت معزولة كلية عن المحيط الخارجي لمدة خمسة أيام، و ذلك بسبب كثافة الثلوج التي تتساقط على المنطقة منذ عشية الجمعة الماضي، و التي تسببت في شل حركة المرور عبر الطريق الرابط بين مقر البلدية و المنطقة التي تقطنها العائلات المتضررة، على إعتبار أن صعوبة المسلك و تراكم كميات معتبرة من الثلوج حال دون النجاح في فك الحصار خلال الأيام الفارطة.
هذا و لم تسجل وحدات الحماية المدنية أية خسائر بشرية في أوساط أفراد العائلات المعنية، كون وحدات الجيش كانت قد تدخلت يوم الأحد المنصرم و زودت سكان المناطق المعزولة بمرتفعات الإيدوغ بالمؤونة و الأغطية و الأفرشة، الأمر الذي خفف نسبيا من معاناة هذه العائلات طيلة الفترة التي قضتها وسط الحصار الذي فرضته عليها أكوام الثلوج.إلى ذلك فقد عادت الحياة بصفة تدريجية إلى بلدية سيرايدي التي تبقى أكثر المناطق تضررا بولاية عنابة جراء التقلبات الجوية الأخيرة، لأن هذه البلدية كانت بمثابة منطقة منكوبة، مما إستدعى تسخير كاسحات الثلوج و الجرافات و الشاحنات التابعة لمختلف المديريات و كذا البلديات المجاورة، و التي عملت على مدار خمسة أيام متتالية لفتح الطريق على مستوى المسالك المقطوعة، سيما الطرق التي تربط مقر البلدية بقريتي برواقة و بوزيزي، و كذا المسلك الرئيسي و الوحيد الذي يربط سيرايدي بعاصمة الولاية عبر مرتفعات الإيدوغ، و لو أن هذا الطريق الإستراتيجي ظل مقطوعا على مستوى النقطة الكيلومترية الثامنة، بسبب سمك الطبقة الثلجية، الأمر الذي أجبر الجهات المعنية تلجأ إلى ضبط مخطط تنقل إستثنائي للتعامل مع الحالات الطارئة، خاصمة منها ما يتعلق بتحويل المرضى إلى المستشفى الجامعي إبن رشد بعاصمة الولاية، أن عملية التحويل تتم على مرحلتين، الأولى من مقر الإقامة إلى النقطة الكيلومترية الثامنة على الطريق الرابط بين سيرايدي و عنابة، بينما سخرت وحدات الحماية المدنية فرق تدخل ثانية على مستوى المحطة التي يبقى فيها الطريق مقطوعا، للتكفل بنقل المرضى على متن سيارة إسعاف ثانية إلى المستشفى الجامعي.
على صعيد آخر فقد ظلت جميع المؤسسات التربوية المتواجدة عبر إقليم بلدية سيرايدي مغلقة منذ يوم الإثنين الفارط، و هي المؤسسات الخاصة بالطورين الإبتدائي و المتوسط ، و التي قررت مصالح مديرية التربية بالولاية إلغاء التدريس بها بسبب الظروف المناخية القاسية، لأن تراكم الثلوج في شوارع و أزقة البلدية حال دون خروج التلاميذ من بيوتهم، و توجههم إلى المدارس قد يتسبب في وقوع حوادث.
من جهة أخرى فقد تحسنت الحياة اليومية لسكان منطقة سيرايدي منذ أول أمس الخميس مقارنة بما كانت عليه منذ مطلع الأسبوع، لأن النجاح في فتح جزء كبير من الطريق الوحيد الذي يربط هذه البلدية بعاصمة الولاية سمح بالتخفيف من معاناة السكان، سيما فيما يتعلق بوفرة المواد الغذائية ذات الإستهلاك الواسع، حيث أن العديد من أصحاب المحلات التجارية و المخابز إستأنفوا نشاطهم بصفة تدريجية، بعد تحسن الظروف المناخية طيلة يوم الخميس، الأمر الذي ساعد تلبية حاجيات المواطنين بخصوص مادتي الخبز و الحليب، بعد ندرة حادة دامت قرابة أسبوع كامل، لأن الشلل الكلي الذي عرفته حركة المرور على مدار خمسة أيام أجبر العديد من سكان سيرايدي على الإستنجاد بأقاربهم القاطنين بمدينة عنابة من أجل التزود بالحليب والخبز و بعض المواد الإستهلاكية الأخرى، و ذلك بالتنقل إلى النقطة الكيلومترية الثامنة مشيا على الأقدام، و إنتظار وصول المؤونة من عاصمة الولاية ، لكن هذه المعاناة إنتهت بعد فتح الطريق الوحيد المؤدي إلى بلدية سيرايدي.
تدابير إستثنائية لمنع الفضوليين من التوجه إلى مرتفعات الإيدوغ
بالموازاة مع ذلك إتخذت وحدات الدرك الوطني جملة من الإجراءات الإستثنائية للتعامل مع الوضعية التي تمر بها بلدية سيرايدي جراء التقلبات الجوية ، لأن حركة المرور على مستوى المسلك الوحيد المؤدي من عاصمة الولاية إلى سيرايدي تبقى صعبة للغاية بسبب توافد آلاف المواطنين على مرتفعات الإيدوغ للتمتع برفقة أفراد عائلاتهم بالثلوج، مما صعب من مهمة وحدات الحماية المدنية و مصالح البلدية في فك العزلة عبر هذا الطريق، و ذلك بتعطيل نشاط الجرافات، على خلفية ركون مئات السيارات على حافتي الطريق، الأمر الذي قابلته فرق الدرك الوطني بنصب حاجز ثابت عند مخرج مدينة عنابة لمنع المواطنين من التوجه إلى سيرايدي إلى حين التمكن من فك الحصار الذي فرضته الثلوج على سكان هذه البلدية.هذه التدابير جعلت من" التيليفيريك" الحل الذي لجأ إليه آلاف المواطنين الذين يتوجهون إلى مرتفعات جبال الإيدوغ من أجل التمتع بالثلوج، و أخذ صور تذكارية، لكن الإقبال القياسي على المصعد الهوائي زاد من معاناة سكان سيرايدي، خاصة العمال، و طلبة الجامعة، الذين تعذر على المئات منهم التوجه إلى عاصمة الولاية طيلة الأيام الخمسة الماضية بسبب توافد آلاف الفضوليين على المنطقة.
مديرية الطاقة تفتح تحقيقا ميدانيا لردع السماسرة
إلى ذلك تتواصل معاناة سكان بلدية سيرايدي و على غرار قاطني كل مداشر و قرى الإقليم الغربي لولاية عنابة مع قارورات غاز البوتان، و ذلك بسبب إستمرار الندرة الحادة في هذه المادة الحيوية، مما فسح المجال أمام التي إستغلها المضاربين لفرض منطقهم في هذه الفترة الإستثنائية، حيث وصل سعر القارورة الواحدة ظهيرة أول أمس الخميس ببلدية سيرايدي إلى 800 دج ، بعد نفاذ كل الكمية التي تم طرحها للبيع، مما أرغم المواطنين على التوجه إلى بلدية البوني لجلب قارورات الغاز، و هي نفس المعاناة التي تم تسجيلها ببلدية شطايبي ، حيث إعترف نائب رئيس البلدية عبد العزيز عوادي في إتصال مع " النصر " بأن أزمة غاز البوتان بلغت ذروتها، كون الطلب على هذه المادة تضاعف بشكل ملفت للإنتباه في هذه الفترة، و حصة منطقة شطايبي بجميع قراها و مداشرها تقدر بنحو 200 قارورة يوميا، و هي الكمية التي لم تعد كافية لتلبية طلبات سكان مركز البلدية، بصرف النظر عن حاجيات قاطني القرى و المشاتي ، فضلا عن تسجيل توافد سكان قرى تابعة إداريا لولاية سكيكدة على شطايبي للحصول على قارورات غاز البوتان ، مما زاد في تفاقم الأزمة، و تسبب في إرتفاع سعر القارورة في السوق الموازية .
و في هذا الإطار فتحت مصالح مديرية الطاقة و المناجم بولاية عنابة تحقيقا ميدانيا في أسباب ندرة غاز البوتان عبر معظم بلديات الولاية، و ذلك بمعاينة مختلف نقاط البيع المعتمدة لتزويد المواطنين بقارورات الغاز، لأن الأرقام التي ما فتئت تقدمها المديرية الوصية تشير إلى توفير 9000 قارورة غاز البوتان يوميا في 34 نقطة بيع متعمدة لدى مصالح مؤسسة نفطال بمختلف بلديات ولاية عنابة، مع اللجوء إلى رفع هذه الحصة إلى عتبة 12 ألف قارورة يوميا منذ مطلع شهر فيفري الجاري، حيث أن هذه الأرقام تجعل الولاية تحقق الإكتفاء الذاتي، بالقدرة على تلبية حاجيات المواطنين، سيما بعد إلزام أصحاب نقاط البيع بعدم بيع أكثر من قارورتين لكل مواطن، بغية توفير غاز البوتان لأكبر عدد ممكن من مستعمليه، و عليه فقد أرجع مدير الطاقة و المناجم سبب الندرة في التزويد بقارورات الغاز إلى قدوم بعض السماسرة من ولايات مجاورة، خاصة قالمة، سوق أهراس، الطارف و سكيكدة إلى ولاية عنابة و شراء أكبر عدد ممكن من القارورات المعروضة على مستوى نقاط البيع دفعة واحدة، من أجل طرحها للبيع في السوق السوداء.
هذا و تبقى أغلب قرى بلديات شطايبي، التريعات، وادي العنب، سيرايدي،العلمة، الشرفة و عين الباردة تعرف ندرة في قارورات الغاز، حيث تشهد مراكز التوزيع تشكل طوابير طويلة ، يصطف فيها الكثير من المواطنين مع بزوغ كل يوم جديد بغية الحصول على قارورة غاز، التي تضاعفت الحاجة إليها بعد اشتداد موجة البرد، في الوقت الذي أجبرت فيه العائلات التي لم يحالفها حظ الحصول على قارورة غاز للاستعانة بالحطب للطهي والتدفئة ، خاصة ببلديتي شطايبي و سيرايدي. ص / فرطاس
فيما لا تزال العديد من الطرقات مقطوعة
الحياة تعود تدريجيا إلى المناطق المتضررة شمال سطيف
بعد أزيد من أسبوع من الاضطرابات الجوية والعواصف الثلجية، التي شهدتها مختلف مناطق ولاية سطيف، بدأت الحياة تعود بصفة تدريجية للبلديات الواقعة شمال الولاية التي تضررت أكثر من هذه الوضعية جراء انقطاع الطرقات بسبب تراكم الثلوج التي وصل سمكها إلى ثلاثة أمتار عبر دوائر بابور، بني ورتيلان، قنزات وبوعنداس، الأمر الذي زاد من معاناة السكان في التمون بمختلف المواد الغذائية والطاقوية التي عرفت ندرة كبيرة لمدة تزيد عن الأسبوع.
وحسب مصالح الدرك الوطني فإنه وبالرغم من الجهود التي تبذلها مختلف المصالح لإزالة الثلوج وفك العزلة عن سكان القرى والمداشر الواقعة عبر الدوائر المذكورة، فإن العديد من الطرقات لا تزال مغلقة، وفي هذا السياق أكد قائد سرية أمن الطرقات أنه وإلى غاية الساعة السابعة من صبيحة أمس تم تسجيل غلق العديد من هذه الطرقات، يتعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 76 الرابط بين ولايتي سطيف وبرج بوعريريج على مستوى جبل "تامساوت" بين بلديتي قنزات وبرج زمورة على مسافة 5 كلم والطريق الوطني رقم 103 الرابط بين ولايتي سطيف وبرج بوعريريج على مستوى قريتي " ثنية المقسم" و"الحمامشة" على مسافة 7 كلم والطريق الوطني رقم 76 على مستوى قرية" دار الحاج" ببلدية حربيل أما بخصوص الطرق الولائي والبلدية التي لا تزال مقطوعة حسب ذات المصدر، فهي الطريق الولائي رقم 45 الرابط بين بلديتي بوسلام وبوعنداس على مسافة 21 كلم، والطريق الولائي رقم 06 الرابط بين بلديتي بوعنداس وآيت تيزي على مستوى قرية " الشريحة" والطريق الولائي رقم 32 –أ- الرابط بين بلديتي تالة إيفاسن وخراطة، والطريق الولائي رقم 117 الرابط بين بلديتي سطيف وبني فودة على مستوى قرية " شيرهم"، بالاضافة إلى الطريق البلدي رقم 100 الرابط بين بلدية آيت نوال مزادة والطريق الوطني رقم 75، والطريق البلدي رقم 101 الرابط بين بلديتي آيت نوال مزادة وبوعنداس، والطريق البلدي رقم 110 الرابط بين بلديتي تالة إيفاسن وعين لقراج على مسافة 17 كلم، والطريق البلدي رقم 171 الرابط بين بلديتي سرج الغول وبني عزيز على مسافة 6 كلم، والطريق البلدي رقم 161 الرابط من بين بلديتي ذراع قبيلة وحمام قرقور على طول المسلك.
ذات المصدر أوضح أن الأشغال جارية لفتح هذه الطرقات خلال الساعات القادمة بمشاركة كل المصالح المعنية بما في ذلك المقاولون الخواص.
وحسب سكان المناطق المذكورة فإن وحدات الجيش الوطني الشعبي تدخلت بداية من منتصف ليلة أول أمس لإزالة الثلوج وفك العزلة عن القرى والمداشر الواقعة في أعالي الجبال، مستعملة في ذلك الجرافات الضخمة بعد أن عجزت المسويات والكاسحات عن إزالة هذه الثلوج بسبب كثافة سمكها، وقد شرعت هذه الوحدات في عملها تحت الأضواء الكاشفة على مستوى بلدية بوسلام، حيث تمكنت من فك العزلة عن العديد من القرى على غرار قريتي " عين دكار" و"سوق الحد" المعزولتين منذ أزيد من أسبوع، على أن تتنقل إلى بلدية بني موحلي التابعة لدائرة بني ورتيلان، مدعمة بأربع جرافات وعدة آليات. فتح العديد من المحاور سمح بتزويد سكان المناطق المذكورة بالمؤونة والمواد الطاقوية اللازمة خاصة قارورات غاز البوتان ومادة المازوت اللتان تستعملان للتدفئة المنزلية، وفي هذا السياق تم عشية أول أمس توزيع 10 آلاف قارورة غاز على مستوى المستودع الرئيسي الكائن بمدخل مدينة بوقاعة والذي يمون بلديات المنطقة الشمالية بالموازاة مع ذلك عرفت ذات المنطقة خلال اليومين الأخيرين حبسرابريا وطوابير من الشاحنات المزودة بمختلف المواد الطاقوية التي عرفت تذبذ باكبيرا في التوزيع، مع العلم أن المستودع المذكور يعاني حاليا من ضغط كبير، حيث اضطر المشرفون على تسييره إلى توزيع وبيع قارورات غاز البوتان، بالرغام من أنه مخصص لتخزنين هذه المادة.مديرية النشاط الاجتماعي قامت أول أمس بإرسال أربع شاحنات محملة بالمواد الغذائية كالسميد والسكر والزيت والحليب والبقول الجافة لتموين سكان بلديات دائرة بوعنداس ورفع الغبن عنهم.
مصالح مؤسسة سونلغاز بدورها تمكنت من إصلاح الأعطاب وإعادة التيار الكهربائي لبلديتي آيت نوال مزادة وآيت تيزي بعد انقطاع دام أسبوعا كاملا. وحسب المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى المؤسسة المذكورة فإن العملية المذكورة تمت ليلة أول أمس بعد فتح الطرقات وقد مست أزيد من 250 عائلة بقريتي " تيزي النمل" و"بني خلاد" بالاضافة الى 750 عائلة بمركز البلدية المذكورة، علما بأن فرق إصلاح الأعطاب لازالت في الميدان من أجل إصلاح الأعطاب على مستوى قرية " بوعاصم" التي لازالت تحاصرها الثلوج. - صالح بولعراوي
مشاتي 12 بلدية بجيجل لازالت معزولة ومحاصرة بالثلوج
مروحيات الجيش لم تتمكن من إيصال المساعدات بسبب الرياح والضباب
فشلت أمس كل المحاولات التي قامت بها الطائرات المروحية التابعة لقوات الجيش الوطني الشعبي في إيصال المساعدات التي أقرتها السلطات العمومية بجيجل لفائدة سكان المناطق الجبلية الذين مازالوا معزولين بعد أن حاصرتهم الثلوج من كل الجهات منذ ثمانية أيام.
وقد تعذر حسب والي الولاية على المروحيات التحليق على مستوى منخفض لتفريغ حمولات المساعدات بسبب قوة الرياح واستمرار تساقط الثلوج وكثافة الضباب الأمر الذي حجب الرؤيا على الطيارين الذين فضلوا عدم المغامرة والمجازفة أمام رداءة الأحوال الجوية خاصة وأن جميع المناطق التي تم التحليق فوقها بحثا عن العائلات المحاصرة من طرف الثلوج مغطاة بكاملها وبالتالي استحال انزال المواد الغذائية الخاصة بسكان هذه المناطق بعد أن تمكنت ذات المصالح المشتركة من إيصال 2169 كلغ من مختلف المواد الغذائية منذ بداية تردي الأحوال الجوية إلى جانب توزيع 1260 قارورة غاز على مستوى بلدتي أولاد عسكر وسلمى بني زيادة بعد أن تم فتح الطرق المؤدية إلى مشاتي ومداشر هاتين البلديتين.
كما تم فك العزلة على الكثير من مشاتي بلديات غبالة، الشحنة تاكسنة بعد أن تم إعادة حركة المرور بالطرق 77 و135 بين بلديتي بوراوي بلهادف وأولاد عسكر يوسيف وبين هذه الأخيرة وبلدية الشحنة فضلا عن فتح الطرق الولائية رقم 41 بين سيدي معروف وأولاد رابح ورقم 40 بين برج علي وغبالة ورقم 142 الرابط بين خولة وجرافة ومقر بلدية الشحنة.من جهة أخرى أكد رؤساء 12 بلدية جبلية أن 70 بالمئة من مداشر ومشاتي هذه البلديات مازالت معزولة ومحاصرة بالثلوج جراء عدم فعالية عملية إزالة الثلوج وفتح الطرق الولائية والمسالك الجبلية المؤدية إلى المشاتي المعزولة بعد أن اصطدمت كل المحاولات والمجهودات المبذولة من طرف قوات الجيش ومديرية الأشغال العمومية وعمال البلديات بتأثيرات وعوامل الطبيعة وخاصة استمرار تساقط الثلوج ليلا كلما تم إزالتها نهارا، وهي ما أدى إلى إجهاض كل المحاوات الرامية إلى تقديم المساعدات الضرورية لسكان المناطق المعزولة خاصة المواد الغذائية والخبز وحليب الرضع والأدوية وإعادة التيار الكهربائي لمنازل السكان وأيضا تمكين التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة بعد انقطاع دام أسبوعا كاملا. ورغم هذه الصعوبات يضيف رؤساء هذه البلديات فإن الإرادة القوية لقوات الجيش ومختلف الأسلاك المشتركة قادرة للتغلب على هذه الوضعيات خاصة بعد التحسن التدريجي للأحوال الجوية مقابل تسخير عتاد ووسائل ضخمة من شأنها إزالة الثلوج وكل العوائق ليفتح بعدها المجال إلى إيصال المساعدات الضرورية لسكان هذه البلديات بالمقابل انقذت مصالح الحماية المدنية بجيجل 10 أشخاص مصابين بمرض الكلى كانوا على وشك الهلاك بعد ان تعذر عليهم الانتقال إلى العيادات والمراكز المتخصصة في علاج هذا الداء، حيث تدخلت فرق الحماية المدنية لإجلاء هؤلاء المرضى المقيمين في أقصى المناطق الجبلية ببرج الطهر، أولاد رابح، بني ياجيس، بوراوي بلهادف، صيدا، بوطويل، أولاد خلاص، الشوف وبني فوغال وهي المناطق التي تجاوز سمك الثلوج بها المترين. كما قامت ذات المصالح بإنقاذ رجل وامرأة إثر انهيار سقف منزلهما بمشتة العناب بأولاد رابح وتحويلهما إلى مستشفى الميلية لتلقي العلاج الضروري إلى جانب إجلاء مريضة أخرى كانت في حالة حرجة مشتة العناب ونقل امرأة حديثة الولادة رفقة مولودها من مشتة اخروط أولاد شبانة بجبال بلدية العنصر الى مستشفى الميلية وإسعاف امرأة كانت في حالة خطيرة جراء تعرضها إلى إجهاض طبيعي بإقامتها بجبال بوراوي بلهادف حيث تم نقلها الى مستشفى الطاهير. وفي سياق متصل بالتدخلات الاستعجالة لأعوان الحماية المدنية عبر المشاتي والمداشر التي حاصرتها وعزلتها الثلوج حيث قامت بإجلاء 174 شخصا وتقديم المساعدات والاسعافات الأولية لأزيد من 81 شخصا تعرضوا لمختلف الحوادث و 32 شخصا أصيبوا بصعقات كهربائية جراء تردي الأحوال الجوية ومعاينة 103 حالات مختلفة تسببت في وقوعها الأمطار والثلوج وذلك من خلال تسخير 39 فرقة للتدخلات السريعة والمستعجلة مجهزة بكل الوسائل الضرورية منها 12 فرقة طبية مختلطة ما بين الحماية المدنية ومديرية الصحة والسكان والتي مازالت الآن في حالة تأهب قصوى للتدخل في أية لحظة لإجلاء وانقاذ ضحايا رداءة الأحوال الجوية حسب خلية الإعلام بالمديرية الولائية للحماية المدنية. ع/ قليل
قسنطينة
الجيش يفك العزلة عن الكاف لكحل ومخزون أمني من غاز البوتان بالبلديات
تمكن عناصر الجيش والدرك والحماية المدنية من فك العزلة عن منطقة كاف لحكل وتحسين وضعية المسالك المؤدية إلى قرية تافرنت بأعالي جبل الوحش بقسنطينة بعد أيام من العزلة وقررت لجنة المتابعة تخصيص فضاءات لتخزين غاز البوتان تحسبا لاضطرابات جوية متوقعة بداية من اليوم.
حيث أفاد مصدر من ولاية قسنطينة أن رئيس اللجنة وجه أمس الاول تعليمات لكل رؤساء البلديات لتهيئة فضاءات يتم فيها تخزين قارورات غاز البوتان الذي اشتكت مئات العائلات من انعدامه رغم تأكيد السلطات في كل مرة على أنه متوفر وتوجيه أوامر لمديرية نفطال بالعمل 24 ساعة على24 ساعة حتى لا تحصل اضطرابات في التوزيع مع توجيه نداء للمواطنين الذين يمكنهم اقتناء المادة بإمكانياتهم الخاصة للتقدم إلى وحدة التوزيع ببونوارة، حيث عرفت المادة مضاربة كبيرة أوصلت السعر إلى 900 دينار وظلت عائلات دون غاز لأيام مثلما حصل بحي القماص وقرى معزولة بابن زياد ومسعود بوجريو وقريتي تافرنت وكاف لحكل بجبل الوحش، وهما منطقتان ظلتا محاصرتين إلى غاية يوم الخميس سيما منطقة كاف لكحل التي تدخل الجيش في قوة مشتركة مع الدرك لفتح 18 كلم منها بواسطة وسائل المؤسسة اليابانية كوجال وحظيت باهتمام خاص من طرف لجنة المتابعة، سكان هذا الجزء من جبل الوحش وزعت عليهم 420 قارورة غاز من طرف مصالح الأمن و350 قارورة بواسطة الدرك يوم الخميس قبل أن يزودون بشاحنة أخرى بنفس العدد لتخزين المادة وتغطية حاجيات سكان المنطقة المسماة بكيفان لغبار الذين وجهوا أمس نداء استغاثة، وقبل ذلك وزعت كميات هامة على مداشر ببني حميدان و زيغود يوسف وأحياء بالخروب وعين الباي.
وقد تقرر تخزين 8000 قارورة غاز بداية من يوم الخميس ، حسب ما ورد في بيان نشر في الموقع الرسمي للولاية، بعد أن تم توزيع 24 ألف قارورة خلال الثلاثة الأيام الماضية بمعدل 7000 قارورة يوميا وهي أرقام قياسية تؤكد زيادة استهلاك الغاز في الأسبوع الماضي ووزعت 1220 قنطار من مادة الفرينة على مخابز الولاية و2000 قنطار من مادة الفرينة على موزعي الجملة كما وزعت 300 ألف لتر من الحليب في إجراءات احتياطية تفاديا لتكرار ندرة سجلت طيلة الأسبوع الجاري سيما في مادة الحليب التي اختفت من بعض المحلات ورفع سعرها إلى 35 دج من طرف الوسطاء مصالح سونلغاز واصلت عمليات إصلاح شبكات الكهرباء بإعادة التيار ل2000 مسكن حرم سكانها من هذه الخدمة لأيام نتيجة سقوط كوابل كهربائية وتضررها من الثلوج حيث تم تجنيد فرق خاصة لتجديد كابل بطول واحد كيلومتر يمون منطقة سيدي مسيد وحي فج الريح مع إصلاح عطب ببن شرقي.
الاضطرابات الجوية خلفت عدد من العائلات المنكوبة سيما بمحيط الإنزلاقات والأحياء القصديرية وقد تم نقل أربع عائلات إلى ديار الرحمة وإيواء عائلة بمدرسة بحي ساقية سيدي يوسف كما لجأت 8 عائلات لمدرسة بحي الجباس بعد إنهيار مساكنها لكن هذه العائلات تشكو نقص المؤونة، فيما حولت مصالح الأمن 23 شخصا إلى ديار الرحمة مع توزيع 350 وجبة جاهزة على مسافرين بمحطتي النقل الشرقية والغربية والذين انتظروا الحافلات لساعات بعد تعثر الحركة بعدد من الطرقات ووزعت أيضا 227 وجبة على عائلات معوزة بكاف لكحل التي تعد من المناطق الأكثر تضررا من الثلوجّ. نرجس/ك
النصر ترافق قافلة تضامنية لمشاتي أم الطوب بسكيكدة
سكان يحتجون أمام مقر البلدية وآخرون ينتظرون قوافل المساعدة
في الوقت الذي اضطر الكثير من سكان مشتة تاغوزة بأم الطوب سكيكدة للاعتصام أمام مقر البلدية مطالبين بفك حصار الثلوج صباح أمس الأول ظل نظراؤهم من باقي المشاتي مرابطين بأعالي الجبال ينتظرون قوافل التضامن التي ألفوها عقب كل أزمة أين يتجلى كرم السكان وسخاؤهم الذي يسير في عروقهم سير نسبهم العربي.
وتتحرك مشاعر التضامن عند من يشاركونهم التاريخ والجغرافيا ليحصلوا على الأقل على زاد يومهم في انتظار الغد,لذلك قررنا المشاركة في قافلة تضامنية لمشاتي أم الطوب , لكن المفاجأة أننا وقفنا على واقع أليم يختفي خلف الروابي المنسية والجبال يعود بك إلى سبعينيات القرن الماضي وما قبلها , في مناطق جبلية تصارع الحدثين الطبيعة والإنسان ويتقلب حالها بتقلبهما, فهي أول ضحايا الطبيعة بثلوجها ووعورة جغرافيتها وضحية الأزمة الأمنية التي انجلت بالكاد بعد أن ذاقوا ويلاتها عقدا من الزمن , حيث اختار البعض منهم بيع مواشيهم والزحف نحو المدينة بحثا عن ملجأ آمن ولو كان مكتظا في حين تشبث البعض الآخر بالأرض والماشية تاركا أمره للأقدار تسيرها حيث تشاء .
رافقنا القافلة المتجهة نحو مشاتي الزيتونة وبوعلاهم وأولاد جامع على التوالي, كانت سيارتنا التي تسير خلف القافلة تصارع طريقا تسير عليه الجرارات والأحمرة فبدا أنه لا يصلح إلا لها , دفع بسائق السيارة مجيد لللتفكير في العودة أدراجه في الوقت الذي تمكنت السيارات النفعية والجرافات الحاملة للمؤونة من العبور بسلام ولكن الرحلة الشيقة غطت على الطريق الشاق – قيل أن الطريق مبرمج لإعادة التأهيل هذا العام على مسافة 10 كلم - وحدها المدرسة الابتدائية تعطيك أملا في الحياة هنا .
تركنا أمر الطريق وانشغلنا بالنظر إلى الأرض التي كسيت بغطاء ثلجي بديع ,دفع بالينابيع والوديان إلى التدفق بكثافة فرحة بامتلائها ومهددة من يعترض طريقها بفيضان جارف ,وحدها المجاري المائية الصغيرة كان يسيل عبرها ماء صاف رقراق يغريك بشربه دون رقابة ودون علاج فهو أنقى من ماء الخلجان , والكثير من السكان يشربونه مباشرة كما ورثوا ذلك عن آبائهم عبر العصور دون أن يصابوا بأي أذى ..
مساكن من حجارة وطين وقصدير ..ولا طريق أو ساحة لعب أو قاعة علاج
وصلنا مشتة الزيتونة , حين اندفع السكان نحو القافلة ليستلموا ما جاد به الكرماء ويخففوا ألم الحرمان مؤقتا بعد ألم الحصار والمشهد نفسه يتكرر في مشتتي بوعلاهم وأولاد جامع ,وفي الوقت الذي التف السكان حول القافلة التي جندتها لجنة مكونة من اللجنة الدينية للمسجد ولجنة الشؤون الاجتماعية للبلدية والدائرة والمجتمع المدني وبعض المقاولين , وانشغل مسيروها الطاهر وسمير وجمال وصالح وأحمد مجيد وكريم ويزيد ومن رافقهم بإدخال الفرحة على قلوب السكان وإطعامهم من جوع ,انشغلت بالوقوف على وضعية تلك المشاتي وأهلها , كان منظر المساكن القصديرية وحيطان الطوب والحجارة والديس والأوتاد تلف المكان قال لنا بعض السكان هذه حالنا منذ الاستقلال و لم أكن قبل الوصول أصدق أن بهذه المشاتي مساكن بهذا الشكل لا سيما وأني اطلعت على تقرير عن وضعية السكن القصديري بأم الطوب صادر سنة 2000 يقول إن المساكن القصديرية بالبلدية 00(صفر) ؟!. في تلك الفترة التي عرفت برنامج البنك العالمي لمحاربة المساكن القصديرية ,.لم تشدني كثيرا مشاهد الريف ومظاهره المميزة له والتي لا يكون ريفا بدونها على غرار انشغال النساء بالحقول وكثرة المواشي من الأبقار والأغنام والماعز وبروز الحمار مركبا فارها للمتنقلين .
لكن الذي شدني هو الحرمان فلا طريق ولا عيادة ولا نقل مدرسي لبوعلاهم وأولاد جامع ولا ساحة لعب ولا ماء بالمساكن والمياه تعبر مساكنهم ذات اليمين وذات الشمال نحو سد القنيطرة ,ولا و لا... الكهرباء الريفية شكلت الاستثناء وتخطت الجبال والروابي لتحط أخيرا بتلك الديار إيذانا بدمجهم في حياة العصر وأجهزته , وقد وجدنا عمال سونلغاز وتفنييها بعين المكان يتحدون الثلوج ليصلحوا الأعطاب التي سببها في قمم الأعمدة الكهربائية .
أطفال في عز الصبا يعانون البؤس والحرمان
كان بعض الأطفال يسارعون الخطى رفقة ذويهم لحمل ما سلم لهم من مؤونة , لكن في ذات الوقت أخرج الفضول الكثير من أقرانهم ليعري المشهد واقعهم المرير فبعضهم اندفع من كوخ طيني و الآخر من مساكن متواضعة قد امتلأت أرجلهم وأثوابهم طينا و فرائسهم ترتعد بردا ,أثر مشهدهم هذا في مرافقي فراح يوزع النقود عليهم يمينا وشمالا , كانت البراءة تبدو على محياهم وألف سؤال بدا على محياهم , من هؤلاء الوافدين ومن نحن ؟ ولماذا وكيف يحدث الذي يحدث ؟ هناك تدرك قيمة التضامن وتتذوق لذة السخاء , لاسيما عنما تنظر إليك بحسرة وألم صبية حافية القدمين تستند إلى كوخ طيني !
جبال شاهقة غارقة في الجمال تنتظر الاستغلال السياحي والرياضي
قررت مواصلة السير نحو مشتة بوعلاهم على بعد 03 كلم رفقة صديقي الطيب , ورفضت الركوب مع القافلة لأعطي لنفسي حرية أكبر في معاينة المشاتي ومخاطبة أهلها والاستماع إلى معاناتهم .وحسنا فعلت فقد استمتعت رفقة مرافقي بجمال الطبيعة ومناظر الثلوج المحيطة بنا ,التي يزداد سمكها كلما اقتربنا من قمة الجبل ,فضلنا إطلاق البصر بعيدا شدني صديقي نحو سد القنيطرة الذي يبدو من هناك آية في الجمال وهو على أهبة الامتلاء قبل أن أحول بصري إلى جبل سيدي ادريس الذي اقتربنا منه كثيرا هذا الجبل الشاهق الذي يرتفع ب800م عن سطح البحر طالما حلمت بالصعود إليه كلما نظرت إليه من المدينة وهو مكسو بكثبان الثلوج لكن الحلم لما يتحقق بعد , كان منظره أشد بياضا من جبلنا وأكثر جمالا وإشراقا سحرنا بمنظره هذا فأدمنا النظر وأكثرنا التصوير من زوايا متعددة ولسان حالنا يتساءل لماذا لم ينتبه أحد إلى هذا الفضاء السياحي ليحول إلى مزار وفضاء رياضي وصحي وترفيهي , من السهل أن يبرر الكثير ذلك بالأوضاع الأمنية, لكن ذلك كان في الزمن الغابر من القرن الماضي فمتى يلتفت إلى سيدي إدريس الذي يطل برأسه على ولايات قسنطينة وسكيكدة وميلة وجيجل ويعطى المكانة التي تليق به ؟,
معاناة التلاميذ مع أزمة النقل المدرسي تتواصل
لم يكن حال آخر مشتة أحسن من سابقتيها فقد بدت من الربوة المقابلة غارقة في الثلوج ومساكنها الخمسة والعشرين جلها من الحجارة والطين , وعلى خلاف من سبقهم استغل سكانها الفرصة ليطرحوا علينا انشغالاتهم حيث أكدوا أن برنامج التنمية الريفية سمعوا عنه فقط لكن لم يصلهم منه شيء , لتبقى المواشي مصدر رزقهم الوحيد , والمساحات المحيطة بهم يقول البعض أنه عاجز عن زرعها أو غرسها فلا يملك حتى ثمن كراء جرار للحرث ولا ثمن شراء فسائل الزيتون والأشجار المثمرة , وعبروا عن أساهم وهم يعيشون في مساكن من حجارة وطين وقصدير , وحتى تلاميذهم الذين يدرسون بأم الطوب في الطور المتوسط يضطرون لقطع مسافة 04 كلم يوميا لكي يركبوا في حافلات النقل المدرسي , وتزداد المأساة كلما ذكروا الطريق المهترئ والطبيعة القاسية ,
استقرار الأجيال الجديدة رهن ببرنامج حقيقي للتنمية الريفية
غادرنا المكان رفقة القافلة وآثرنا الركوب في سيارة مفتوحة في طريق العودة لإجراء مسح بصري عن مختلف المشاتي , كان الطريق البلدي الذي نسير عليه يقسم المشاتي والجغرافيا شطرين ,تتجلى بالشطر العلوي روعة الطبيعة بجبال آية في الجمال زادها بياض الثلج جمالا وأبهة من حدود سيدي ادريس إلى جبال أيس والمقطع والقرن , تتخللها الوديان الرقراقة بمياهها العذبة الشفافة على شكل جدارية متقنة في مرسم جبلي بأعالي أم الطوب , لكن بالشطر تنهار الصورة الجميلة للطبيعة لتظهر مكانها صورة البؤس التي تسبب فيها الإنسان , حيث الفقر والقصدير والحرمان والمعاناة لأناس ذنبهم الوحيد أنهم ورثوا عن آبائهم التشبث بالأرض مسقط الرأس والاندماج في حياة الريف قلبا وقالبا ,لكن لسان حال الأجيال الجديدة من الأطفال يرفض توارث هذه القيم والعادات لأن الحال غير الحال فلا يمكن لطفل ينمو حديثا في ظل المدرسة الجزائرية ويندمج في المدينة وتكنولوجية العصر أن يرضى بالاستقرار هناك ما لم توفر له ظروف أحسن للاستقرار وأولها برنامج حقيقي للتنمية الريفية يبدأ بالسكن اللائق والصحة ولا ينتهي بمرافق الرياضة والترفيه مرورا بالطريق الجيد والدعم الفلاحي .
العشرات من سكان مشتة تاغوزة يعتصمون أمام مقر البلدية مطالبين بفك حصار الثلوج
تجمع عشرات المواطنين تابعين لمشتة تاغوزة صباح أمس الأول أمام مقر بلدية أم الطوب بولاية سكيكدة مطالبين بفك حصار الثلوج الذي يعانون منه منذ أسبوع ولم يستطع أبناؤهم الالتحاق بمقاعد الدراسة وعجزوا عن التحرك لجلب احتياجاتهم اليومية , وقد اضطروا لقطع أشجارالغابة للطهي والتسخين , وكثير من المواشي ,نفقت كما أكدوا أنهم لم يستفيدوا من الكهرباء الريفية منذ الاستقلال وكشفوا أن مشروع تزويد المشتة بالكهرباء الريفية شرع فيه سنة 2006 توقف فجأة. وأكدوا أنهم لم يستفيدوا بأي مشروع تنموي فلا قاعة علاج ولا مدرسة ابتدائية ولا ساحة لعب ولا شيء مما استفادت به باقي المشاتي بل إنهم يشربون الماء من الينابيع مع الحيوانات الأليفة والمتوحشة ., وكشفوا أن بعض السكن الذي منح لهم في إطار البناء الريفي لم يستطيعوا بناءه وحرصوا على الاستقرار بأرضهم لان فرص العمل الفلاحي والتنمية متوفرة نقوم بها بأيدينا ..
رئيس البلدية الذي استقبل ممثلين عنهم أكد أن سبب تأخر فتح الطريق يعود إلى صعوبة المسالك المؤدية للمشتة التي لم تنفع معها الجرافات العادية , وقد وعدهم بجلب عتاد أثقل , حيث انطلقت الأشغال فعلا مساء نفس اليوم بعد أن ساهم مقاولون خواص بكاسحات ثلوج أثقل , وبشأن الكهرباء أكد المتحدث أن المشروع سيتواصل هذا العام بعد التوقف لسنوات لوضع الخيوط وربطها وتزويد كل ال
ع/خلفة
فيما وصلت طائرتان للجيش لتوزيع المؤن على المحاصرين بمداشر ميلة
إنقاذ عائلة انهار منزلها من الموت و14 امرأة على وشك الوضع وسط الثلوج
تدخلت وحدة الحماية المدنية لدائرة التلاغمة بولاية ميلة ليلة أمس الجمعة وتمكنت من إنقاذ عائلة من الموت بعد أن حاصرتها الثلوج وانهار منزلها عن آخره وذلك بدوار أولاد بغور 4كلم شمال بلدية عاصمة الدائرة .
وقد تم إجلاء هذه العائلة المتكونة من 5أفراد هم الأب 56سنة ,الأم 31سنة والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12سنة إلى 11شهرا إلى جانب الأم التي هي في حالة حمل وقد تم ترحيل هذه العائلة وإعادة إسكانها بمدرسة لافي مسعود الكائنة بنفس الدوار كما تم توزيع مواد غذائية وافرشة على تلك العائلة .
و قد أحصت مديرية الحماية المدنية ما لا يقل عن 291 تدخل لأعوانها العاملين بالوحدات في أيام الأسبوع المنقضي التي تميزت بتها طل كثيف للثلوج أدت إلى قطع العديد من المحاور الرئيسية والثانوية مما صعب من مهمة التدخل لإجلاء المرضى بالخصوص.
فقد تنقل رجال الحماية المدينة لمسافات طويلة راجلين ببلديات بوحاتم وعين الملوك ، مينار زارزة ، تسالة لمطاعي ، تسدان حدادة لحمل 14 امرأة كانت على وشك الوضع نحو شاحنات الإطفاء وسيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي قبل تحويلهن إلى مصالح التوليد بالمستشفيات ونفس العملية شملت 167 مريض منهم أولئك الذين يعانون المرض المزمن كالقصور الكلوي بعدما عجزت السيارات التي كانت تتكفل بهذه المهمة في الظروف العادية .
أما 54 تدخلا أخر فكانت في اتجاه مواطنين أصبحت منازلهم مهددة بالسقوط نتيجة تسربات المياه إليها وتراكم الثلوج على أسقفها القرميدية وجدرانها الطينية الحجرية ،حيث أجليت العائلات نحو مراكز الإيواء المؤقتة التي وضعها المسؤولين لهذا الغرض وسجل اختناق عائلتين بغاز المدينة تم إسعافهما وتحويل أفرادهما للاستعجالات الطبية أما حظ التدخلات الخاصة بحوادث المرور التي اكتفت هذه المرة بانحراف المركبات عن مساراتها بالطرقات نتيجة السرعة وقلة الحيطة والحذر فبلغ عددها 31 تدخلا كما ساهم أعوان الحماية المدنية ب37 تدخلا آخر لإزالة الحواجز التي أسقطتها الثلوج في الطرقات مثل الأشجار المتهاوية وكذا الثلوج المتراكمة مثلما شدد بيان مديرية الحماية المدنية .الصادر عنها عشية أول أمس.
كما وصلت أمس الجمعة طائرتين عموديتين تابعة للجيش الوطني الشعبي لناحية العسكرية الخامسة لتوزيع المؤن والمواد الغذائية وقارورات الغاز مع تقديم المساعدات الطبية اللازمة إلى سكان أعالي الجبال التي يستحيل الوصول إليها كمنطقة أداس و بوخلادة.
للإشارة يتواجد منذ عشية يوم الأربعاء الفارط أفراد الجيش الوطني الشعبي بالشريط الشمالي لولاية ميلة المتاخم لولاية جيجل بالياتهم وكاسحاتهم المسخرة يعملون على إزاحة الثلوج التي حاصرت التجمعات السكانية وهذا استجابة لمطلب واستغاثة قاطني هذه الأخيرة ومسؤولي الولاية واميار البلديات الذين استنجدوا بالجيش الوطني الشعبي بعدما عجزت الآليات المسخرة من قبل الجماعات المحلية والمقاولين الخواص في التغلب على الثلوج المتساقطة والتي تجاوزت في بعضها سمك المترين من السنتيمات بحسب تصريحات ساكني تلك المناطق .
وذكر بيان صادر عن ديوان الوالي صباح أمس أن معظم المشاتي والطرقات الولائية قد تم إعادة فتحها في وجه حركة المرور وهو الأمر الذي سهل من مأمورية السلطات المحلية في إيصال المؤن والمساعدات لتلك العائلات المتضررة والتي هي في أمس الحاجة لمثل هذه المساعدات .
ومن اجل التكفل أكثر بسكان المناطق المعزولة في مثل هذه الحالات خصصت الولاية قافلتان من الشاحنات كل قافلة تتكون من خمسة شاحنات لإيصال غاز البوتان إلى العائلات المتضررة إلى جانب ذلك تم تخصيص قافلة تابعة لمصالح الأمن بالولاية تحت إشراف المباشر لمدير الأمن، حيث تم بواسطتها توزيع مواد غذائية عامة على المناطق المعزولة التي مازالت تحاصرها الثلوج ،فيما قامت مصالح الولاية من جانبها من اقتناء 2000حصة من المواد الغذائية العامة ،إضافة إلى تخصيص 500وجبة تم اقتنائها من وزارة التضامن الوطني حيث تم توزيعها على المنكوبين .
وكان والي الولاية ومنذ بداية التقلبات الجوية قد وجه تعليمة ملزمة إلى جميع رؤساء البلديات والدوائر تنص على ضرورة القيام باقتناء مواد غذائية (جميع أنواعها) وتوزيعها على العائلات المتضررة وبهدف التحكم في الوضع أكثر تم إنشاء خلية أزمة تتكون من كل القطاعات مهمتها تنحصر في المتابعة عن كثب كل الوضعيات على مستوى مختلف مناطق الولاية مع تقديم كل المساعدات المادية المطلوبة لكل المناطق المتضررة .
ا . شليغم / ص. بوضياف
العواصف الثلجية تكشف هشاشة المخزون الغذائي لدى سكان المناطق الجبلية
"نفذت المؤونة لا غذاء و لا وقود إننا نعاني وسط الثلوج التي حاصرتنا من كل الجهات" نداءات استغاثة حملتها الهواتف الخلوية من قلب المناطق المعزولة بقالمة إلى فرق الإغاثة و الأهالي المتواجدين بالمدن و القرى البعيدة عن الحصار. هذا هو حال سكان الأقاليم الجبلية في أول يوم من أيام العاصفة الثلجية غير المسبوقة و التي ضربت مناطق واسعة من الولاية على مدى أسبوع كامل. مئات العائلات لم تصمد يوما واحدا أمام غضب الطبيعة التي كشفت عن هشاشة المخزون الغذائي الإستراتيجي لدى سكان المناطق البعيدة عن الطرقات المعبدة و التجمعات الحضرية يوم واحد من الحصار كشف المستور أغلب العائلات القاطنة بتلك المناطق لا تملك زاد أسبوع واحد كل، شيء نفد بمجرد سقوط الثلج و انسداد الطرقات ليس لأن هؤلاء المحاصرين من الفقراء المعدمين الغير قادرين على توفير مخزون غذائي للحالات الطارئة بل يعود الأمر إلى غياب ثقافة التخزين التي تعود عليها سكان الأرياف منذ مئات السنين و على مدار الفصول الأربعة. إن الإمكانات المادية التي يتوفر عليها هؤلاء تسمح لهم بتأمين ثلاثة أشهر كاملة من القهوة و السكر و الزيت و الدقيق الذي تصنع منه مختلف الأطباق الشعبية الشهيرة و لا يحتاجون الى الإغاثة إلا إذا ألم بهم مرض، حتى المساكن أصبحت مبنية بالخرسانة المسلحة و بجانبها مستودعات المواشي الموصولة بالماء و الكهرباء. فماذا أصاب هؤلاء حتى تحولوا إلى ما يشبه المنكوبين المعدمين في أول يوم من العاصفة؟ .سألنا العديد من الرجال و النساء بعضهم رفض الإجابة و البعض قدم مبررات غير مقنعة و ألقى باللائمة على العاصفة المفاجئة التي لم تترك الفرصة للتخزين ،لكن الحاجة اليامنة البالغة من العمر 74 سنة أقرت بالوضع القائم و قالت "إن سكان الريف القدامى كانوا يستعدون لفصل الشتاء قبل وصوله يوفرون الحطب للتدفئة و كميات كافية من دقيق القمح و مستلزمات غذائية أخرى إلى جانب الأغطية و اللباس لم يكونوا في حاجة إلى التنقل طيلة فصل الشتاء، كل شيء متوفر لم تكن هناك طرقات و مواصلات و كهرباء بالشكل الذي صار عليه الريف اليوم و بالرغم من ذلك لم يكن أحد يشتكي كما هو الحال اليوم، كانت المرأة الريفية عماد البيت تدفع بالرجل إلى اتخاذ كل التدابير و توفير كل المستلزمات قبل حلول عواصف الشتاء،اليوم تغير الوضع لم تعد عادات سكان الريف تختلف عن تلك السائدة بالمدن و القرى مخزون غذائي ليوم واحد و في اليوم الموالي تسوق جديد هذا هو المأزق الذي وقع فيه سكان المناطق الجبلية البعيدة عندما سقطت الثلوج و أغلقت الطرقات".
و منذ بداية متابعتنا للوضع المناخي الاستثنائي على مدى 6 أيام كاملة من السبت إلى الخميس لم ينقطع الحديث عن نفاد المؤونة بالمناطق المحاصرة و هو ما دفع بفرق الإغاثة إلى تحدي جبال الثلج و الوصول إلى أقصى نقطة بالأقاليم المعزولة بعن صندل ، الركنية ،بوحمدان، عين العربي و غيرها من المناطق التي غطتها الثلوج و عزلتها عن العالم الخارجي، فرق تشق الطرقات و أخرى تحمل المؤن و سباق مع الزمن للوصول السكان الذين قيل بأن البعض منهم لا يملك مخزون يوم أو يومين و بالرغم من الإنذار المبكر بقدوم العاصفة و نشر المعلومات باستمرار و بكل التفاصيل عن طريق وسائل الإعلام إلا أن الغالبية الساحقة من سكان المناطق الجبلية النائية لم يتخذوا التدابير اللازمة فوقعوا في مأزق كانوا في غنى عنه لو أحسنوا التدبير كما كان يفعل سكان الريف القدامى الذين لم يكونوا يشتكون من العزلة أو نفاد المخزون الغذائي و كلأ المواشي حتى و لو عمر الثلج شهرين كاملين. فريد.غ
النصر تقضي يوما مع سكان أعالي جبل سيدي أرغيس أين عزلتهم الثلوج وحاصرتهم الخنازير
مواطنو المناطق المعزولة يغلقون الطرقات بقارورات الغاز وعائلات منكوبة بقرى ومداشر أم البواقي
عرف أمس الأول إقليم ولاية أم البواقي عودة الحركة على طول أغلب الطرقات الوطنية والولائية بفعل تجند عمال الأشغال العمومية ومعهم عمال البلديات لفتح الطريق أمام مستعملين علقوا طيلة الأيام الماضية وسط أكوام الثلوج، ومن جهة أخرى شكلت موجة البرد التي مست المنطقة أزمة حقيقية للعائلات التي تقطن مناطق معزولة الأمر الذي دفعها في ظل ندرة قارورات غاز البوتان إلى الاستعانة بهاته الأخيرة في غلق وشلّ الطرقات خاصة منها المؤدية لقسنطينة وخنشلة وتبسة.
“النصر” من جهتها قضت يوما بين طوابير الحصول على قارورات الغاز أين عرفت محطات الوقود ملاسنات ومناوشات حادة وبين سكان عزلتهم الثلوج وزادت الخنازير البرية من عزلتهم أين حرمتهم من مغادرة سكناتهم الهشة، ومن جانب آخر تنقلت السلطات المحلية للتكفل بعائلات منكوبة مع تنقل قوافل بشرية لمناطق معزولة تحسبا لتغّير الأجواء المناخية وعودة الاضطرابات الجوية بحسب نشرية خاصة تلقاها ولاة الجمهورية وتلقت “النصر” نسخة منها.
شهدت أمس الأول عديد المناطق بإقليم ولاية أم البواقي إقدام مواطنين يقطنون بمناطق معزولة على غلق طرقات وطنية وفرعية مختلفة الأمر الذي تسبب في عزل الولاية لساعات عن محيطها الخارجي بعد العزلة التي فرضتها الطبيعة طيلة أسبوع، بمدينة عين فكرون أقدم قرابة 200 مواطن يقطنون بدوار الهزبري على غلق الطريق الوطني رقم 10 الرابط بإقليم ولاية قسنطينة بمحاذاة محطة الوقود مغياز احتجاجا منهم على ندرة قارورات غاز البوتان.
ممثلون عن السكان أشاروا بأن الندرة وعدم تكفل السلطات المحلية بحاجيات السكان دفعتهم لغلق الطريق أمام مستعمليه الذين علقوا لأزيد من ساعتين خاصة منهم المسافرون والطلبة الجامعيون، رئيس الدائرة تدخل من جهته وتمكن بمعية رئيس البلدية في إقناع المحتجين بالعدول عن قرار غلق الطريق مقدمين وعودا بحل الإشكال الحاصل في التزود بالمادة الحيوية خلال ساعات.
وبقرية توزلين على طول الطريق الوطني رقم 10 قطع سكان الطريق مطالبين السلطات المحلية بالتدخل لتمكينهم من كميات كافية من قارورات غاز البوتان وبحسب السكان فحتى المنطقة لا تحتوي على أشجار لاستغلالها في الاحتطاب والسلطات لم تستجب لمطالبهم ما دفعهم للاحتجاج للفت الانتباه.
وبعاصمة الولاية استعان عشرات المواطنين بقارورات غاز البوتان في غلق الطريق الوطني رقم 10 الرابط بولاية تبسة بمحاذاة محطة الوقود بحي النصر للمطالبة كذلك برفع الكمية التي يتزودون بها والتي لا تكفيهم لتغطية حاجياتهم.
احتجاج المعنيين عاد لينتهي باستقدام شاحنة محملة بكميات كافية غطت الاحتجاجات ولبت الرغبات، بإقليم دائرة فكيرينة قام عشرات السكان بقرى الجبابرة والجبايلية والشوف على غلق الطريق الوطني رقم 80 الرابط بإقليم ولاية خنشلة مطالبة منهم بضرورة ربطهم بغاز المدينة مشيرين بأن طلبهم يرفع في كل مرة للوصاية غير أنه لم يرى النور وظل المطلب هو حلمهم الوحيد، رئيس دائرة عين البيضاء بحسب السكان تدخل وتحاور معهم ووعد بنقل انشغالاتهم للسلطات الولائية قصد التكفل بها وحلّها.
وبعين مليلة احتج ممثلون عن قرية الصوالحية أمام مقر البلدية مطالبة منهم بربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي، من جهة أخرى وفي سياق ذي صلة تشكلت طوابير طويلة أمام مركز تعبئة قارورات الغاز بعين البيضاء لمواطنون وفلاحون قدموا من أقاليم 5 ولايات شرقية ويتعلق الأمر بولايات أم البواقي وتبسة وخنشلة وسوق أهراس وقالمة وهم الذين طرحوا إشكالية الندرة الحاصلة بولاياتهم وكذا عدم تمكينهم من العدد الكافي للقارورات هذا فيما بين مسؤول بالمركز بأن الكمية التي تمت مضاعفاتها لتصل حتى 12 ألف قارورة يوميا تكفي الجميع مشيرا بأن فرق المناوبة التي تم تشكيلها تشرف على عملية البيع التي فتحت أمام المواطنين.
الخنازير تفرض حصارا على السكان
في تغطيتنا لمخلفات التقلبات الجوية تنقلنا بين مشاتي بلديات عين ببوش وعين الديس وأم البواقي أين وقفنا على العمل الذي لا يزال جاريا للجرّافات وغيرها من كاسحات الثلوج خاصة على مستوى مرتفعات جبل سيدي أرغيس أين عزلت مناطق سكانية مرتين الأولى بسبب الثلوج والثانية بسبب قطعان الخنازير البرية التي فرضت طوقا على مساحات شاسعة وراحت تتجول بحرية مطلقة بين البساتين والسكنات على حدّ سواء ما اضطر السكان لمطالبة السلطات المحلية بتنظيم حملات لإبادة الحيوانات البرية المهددة لأمنهم وسلامتهم.
من جهة أخرى أكد العديد من رؤساء المجالس المنتخبة على مستوى البلديات بأنهم تكفلوا بعائلات منكوبة وهي التي تجاوز عددها عشرين عائلة في 4 بلديات، فسوق نعمان أكد “المير” بأن عديد المشاتي كانت قد عزلتها الثلوج نهائيا منها مشاتي بير خبايا وبكيكية وسجلت البلدية 12 عائلة منكوبة ببير الهنشير أين منحت لها مساعدات وإعانات مالية وعين الديس أشار رئيس البلدية بأن مصالحه نقلت المؤونة الكافية لثلاثة عائلات منكوبة بمنطقة بير عمار وبين بأن البلدية تدخلت لفتح الطرقات أمام مشاتي عزلت نهائيا ويتعلق الأمر بالغطاط وبكولة والموله وعين شارف.
أما بقصر الصبيحي فأوضح “المير” بأنه تم التكفل بأربع عائلات علقت بسياراتها وتكفلت بمشرد لا مأوى له، أما بالجازية فتكفلت البلدية بحسب رئيسها بعائلتين منكوبتين من ضحايا الإرهاب وحلت إشكالية ندرة الغاز.
وبعين كرشة كشف رئيس البلدية بأن مشكل البلدية مع غاز البوتان والسلطات المحلية ولتفادي حصول فوضى في التوزيع قامت بجمع قارورات المواطنين وحولتها لمركز التعبئة أين طالت مدة التكفل بطلب البلدية، كما ذكر “المير” بأن سكان بورنان بوسط المدينة طالبوا بإيصالهم بشبكة الغاز بعد أن انتهت البلدية من عملية التهيئة.
اختناق فتاة و8 أفراد من عائلة بمسكيانة وعين البيضاء
كشفت أمس مصادر مسؤولة من داخل المديرية الولائية للحماية المدنية أن وحدتها الثانوية على مستوى إقليم دائرة عين البيضاء تدخلت في ساعة متأخرة من عشيّة أمس الأول لنقل الفتاة المسماة (ش إكرام) البالغة من العمر 16 سنة وهي التي أغمي عليها بفعل استنشاقها لكميات معتبرة من غاز أول أكسيد الكربون لحظة استحمامها أين اعتمدت على آلة الطهي التي تسربت منها كميات من الغازات بسكنها بحي الزهور المتواجد بطريق مسكيانة، وبدائرة مسكيانة تدخلت إسعافات الحماية المدنية لنقل سبعة أفراد من عائلة واحدة أعمارهم تتراوح بين 11 و61 سنة بينهم 4 سيّدات مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون أين تم تقديم الاسعافات اللاّزمة لهم داخل سكنهم بحي 104 سكن وهي العائلة التي اختنقت بجميع أفرادها جراء الغاز المنبعث من المدفئة الرئيسية وتم نقلهم لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى المحلي، وبعين ببوش تدخلت وحدات إخماد الحرائق لإخماد حريق مهول شب في سيارة سياحية من نوع “دايو سيالو” على طول الشارع الرئيسي أول نوفمبر، بعين مليلة استغلت مجموعة لصوص انقطاع التيار الكهربائي على سكنات قرية جيدمالو أين قاموا بالاستيلاء والسطو على 6 عدّادات كهربائيّة الأمر الذي أدخل السكنات المعنية في ظلام دامس، وبمدينة أولاد حملة تسبب لعب الأطفال بكرات الثلج في فقأ أحدهم لعين الآخر ما تسبب في جروح بليغة نقل على إثرها لمستشفى سليمان عميرات أين تلقى الاسعافات اللازمة، من جهة أخرى شكّلت المديرية الولائية للحماية المدنية ومديريتي الصحة والأشغال العمومية 13 قافلة جابت وتجوب المناطق المعزولة أين نقلت المؤونة للعائلات المعزولة في مشتة بودهانة ببريش ومشاتي عين بازم والجاهلي وبئر عقلة وأولاد قاسم بعين مليلة إلى جانب مد يد المساعدة بخمسة مشاتي بدوار عرقوب الباهي بالضلعة أما بسيقوس فقدمت الاسعافات ل11 شخصا أعمارهم بين 6 أشهر و88 سنة عليهم أعراض متفاوتة بمشتة الدخاخنة بالعامرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.