قال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية نور الدين عيادي، إن الجزائر اتخذت إجراءات عملية لتأمين حدودها وخاصة مع مالي والنيجر وموريتانيا وليبيا، تطلبت جهودا عسكرية وأمنية وبشرية ضخمة، كللت بنتائج مرضية فيما يتعلق بالقضاء على العناصر الإرهابية وعناصر الدعم. وأوضح الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية نور الدين عيادي في تدخله أمام أشغال الاجتماع التشاوري الاستراتيجي لمنطقة الساحل الذي اختتم مساء أول أمس، نواقشوط، أن هذه الجهود أسفرت عن استرجاع كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة القادمة من مناطق النزاع وحجز كميات هائلة من المخدرات، وساهمت بقدر كبير في تأمين المنطقة. عيادي أوضح في هذا الصدد «أن الجزائر التي تربطها بالدول المجاورة اتفاقيات ثنائية للتعاون الاقتصادي والحدودي وكذا العسكري والأمني، لم تتوان عن تقديم الدعم لتلك الدول خاصة في مجال التكوين المتخصص ومنح مساعدات تتمثل في التجهيزات والعتاد للمساهمة في استتباب الأمن بالمنطقة». وقد تجسدت جهود الجزائر كما قال «في مساهمتها الثابتة وعزمها على تعزيز وترقية الأمن الجماعي في المنطقة، من خلال إشرافها على الحوار بين الفرقاء في مالي، والذي توج بالتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة الذي يدعو إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية الوحدة الترابية في مالي».وأشار إلى أن مسعى الجزائر يمليه عليها واجب التضامن ومبادئها الوطنية التي ترتكز على احترام أمن الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، علاوة على دعوتها إلى اعتماد حلول وطنية لمشاكل البلدان المعنية وذلك بدعم من شركاء خارج المنطقة خاصة ما تعلق منها بتعزيز قدراتها العسكرية. تبني مقاربة شاملة في معالجة معضلة الإرهاب من جهة أخرى، أبرز عيادي رؤية الجزائر بخصوص تبني المقاربة الشاملة في معالجة معضلة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي وتعزيز وتطوير قدرات الاتحاد في تنسيق الجهود والمبادرات السلمية، باعتباره طرفا أساسيا في الحفاظ على الأمن والسلم في القارة. وأوضح في هذا الصدد أن استتباب الأمن عملية طويلة المدى تمر حتما عبر محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، ويتطلب ذلك ليس فقط إعداد استراتيجيات عسكرية ولكن أيضا تعزيز قدرات الدول وتعزيز الجهود لإيجاد حلول اجتماعية واقتصادية لانشغالات مختلف شرائح المجتمع خاصة منها المهمّشة وعلى رأسها شريحة الشباب. وأضاف أن رؤية الجزائر في هذا المجال لم تنطلق من العدم، حيث أنها استشعرت بمعية دول المنطقة المخاطر التي تشكلها ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل وقررت في 2009 إطلاق مسعى تشاور وتعاون بين رؤساء أركان جيوشها، نجم عنه إنشاء ميكانيزم عملي يتمثل في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تشكل إطارا للتعاون العسكري الجهوي، هدفه تبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية في حينها، لصد المشاريع والمخططات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود، لضمان تنسيق الجهود بين دول المنطقة في هذا المجال. كما تم على الصعيد القاري استحداث المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب ولجنة الاستخبارات والأمن في إفريقيا ومنظمة الأفريبول، فيما توج مسعى الجزائر على الصعيد الدولي بإصدار لائحة لمجلس الأمن الدولي بتجريم دفع الفدية وذلك في إطار مكافحة تمويل الإرهاب حسب السيد عيادي. التعاون الاقتصادي يتعزز بفتح قاعات عرض جديدة على صعيد آخر، تعزز التعاون الاقتصادي بين الجزائروموريتانيا بفتح قاعات عرض جديدة لثلاث شركات في نواكشوط، ويتعلق الأمر بشركات «فاماك» المتخصصة في صناعة العتاد الفلاحي و«جيون إلكترونيك» في الصناعات الكهرومنزلية و«سافسار» المصنعة للسيراميك ومواد البناء الحمراء. وتم حفل تدشين قاعات عرض الشركات الثلاث التي اختارت موريتانيا كأول تجربة لها في التصدير بحضور سفير الجزائربنواكشوط نور الدين خندودي وممثلين عن الشركات جزائرية العارضة ورئيس الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين علي باي ناصري والرئيس المدير العام للمجمع الموريتاني الخاص حمدي بوشراية (ا شبي) الشريك الموريتاني للمؤسسات الجزائرية العارضة، إضافة إلى مسؤولين من وزارة التجارة ورجال وأعمال موريتانيين. ونوه السفير الجزائري بالمناسبة بالديناميكية التي تعرفها العلاقات التجارية بين البلدين والتي دخلت مرحلة التجسيد الفعلي على أرض الواقع انطلاقا من قاعدة رابح-رابح. ويرى خندودي أن آفاق التعاون واعدة بين الجزائروموريتانيا، حيث يعكف البلدان حاليا على إعداد اتفاقية تجارية جديدة من شأنها أن تعزز هذا التعاون الاقتصادي بفتح المعبر الحدودي في الأجل القريب وتنظيم الطبعة الثانية لمعرض المنتجات الجزائريةبنواكشوط شهر جويلية القادم. من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين «أن اختيار موريتانيا لخوض أول تجربة تصدير من قبل هذه الشركات ليس اعتباطيا وإنما نحن هنا من أجل استدراك التأخر وإقامة علاقات اقتصادية متميزة ومتينة من أجل كسب رهان إفريقيا والتوجه نحو المستقبل بأكثر ديناميكية». وبالمناسبة عرضت شركة «السويدي إلكتريك» المتخصصة في إنتاج مختلف أنواع الأسلاك الكهربائية عينات ونماذج من منتوجاتها تحضيرا لولوجها السوق الموريتانية قريبا حسب المكلفة بالتسويق والاتصال بالشركة راضية شرقي. وقد أجمع ممثلو الشركات الجزائرية العارضة عن ارتياحهم للتعاون مع المجمع الخاص «اش بي» الموريتاني الذي مكنهم من اقتحام السوق الموريتانية باعتبارها بوابة للدخول إلى سوق غرب إفريقيا، مؤكدين أن هذه المبادرة تأتي تتويجا لمفاوضات شرع فيها بين الشريك الموريتاني وعديد من المؤسسات المشاركة في معرض المنتوجات الجزائرية الذي عقد بداية ماي من السنة الماضية بنواكشوط. وتفيد آخر الإحصائيات الجزائرية أن التبادلات التجارية بين البلدين التي لم تكن تتجاوز مليوني دولار لعدة سنوات ارتفعت إلى 50 مليون دولار سنة 2017، مقابل 38 مليون دولار سنة 2016 وهذا ما مكن الجزائر من احتلال مرتبة المورد الثاني لموريتانيا على المستوى الإفريقي السنة الماضية.