شهدت دلس، أول أمس، تنصيب اللجنة التقنية للمدينة «كوفيدال»، التي أوكلت لها مهمة تهيئة المدينة من كل جوانبها، بما يعيد البريق المفقود لهذه المدينة العتيقة، يأتي هذا التنصيب كثاني مرحلة بعد تنصيب اللجنة التقنية للولاية، في انتظار توالي اللجان التقنية لكل مدينة بالبلديات ال30 المتبقية في ولاية بومرداس، في سياق التهيئة الحضرية في سبيل تحسين الإطار المعيشي للسكان. رغم أن «كوفيدال» لم تنطلق بعد في الأعمال الموكلة إليها، والتي تعنى بتهيئة مدينة دلس العتيقة، إلا أنها تمكنت من افتكاك الموافقة من والي الولاية حول مشاريع تخص تهيئة المعالم الأثرية بالمدينة، وعلى رأسها برج منارة «بنغوت» التي تقرر تحويلها إلى متحف بعد الترميم. إلى جانب ترميم المقر التاريخي للرياضة المائية، الذي أسند ملفه لمديريتي الإدارة المحلية وأملاك الدولة من أجل النظر فيه والإسراع في بعث مشروعه، وترميم «الشاطو فور»، ثم فتحه دارا للضيافة، مع التزام المسؤول الأول «برفع التجميد عن مشروع ترميم الثانوية التقنية القديمة»، وهو معلم مشهور يقع بوسط المدينة، تخرّجت منه قوافل من الطلبة الجزائريين والأجانب، حيث سجلت الثانوية مشروعا لإعادة تهيئتها كمعلم تاريخي حفظا للذاكرة، لكن التجميد طاله مؤخرا. «كوفيدال» حصلت أيضا على مشروع إنشاء مقهى أدبي بمقر قديم يعود إلى العهد الاستعماري يقع بحي المنظر الجميل، خضع لعملية الترميم مؤخرا من طرف أحد الخواص، وتقرر خلال جلسة الاستماع لمخطط عمل اللجنة، فتحه قريبا أمام الكفاءات، ليكون فضاء ثقافيا يجلب إليه الأدباء والفنانين بكل ألوان فنهم. كل هذه القرارات وجدت ترحيبا كبيرا من طرف أهل دلس الذين كانوا ممثلين من طرف المنتخبين المحليين ومؤسسات المجتمع المدني المحلية، ولأن هذه المشاريع تندرج ضمن مقياس خاص بدلس، أطلق عليه «مقياس حفظ الموروث» بما فيه الثقافي والعمراني والتاريخي، بالتنسيق مع مصالح الثقافة والسياحة. ستعمل «كوفيدال» في هذا الإطار، على إعادة الألوان لمدينة عريقة لازمها الأبيض والأسود لسنوات، مثلما أظهرته الصور المعروضة بمخطط العمل، وسيكون ذلك تبعا لمقاييس التحسين الحضري وشبكات الطرق، بما في ذلك الإنارة العمومية المقتصدة للطاقة «اللاد» ونظافة المحيط وتهيئة المساحات الخضراء وتهيئة الساحل، والبداية ستكون أولا بتقسيم المدينة إلى مقاطعات، يرأس كل مقاطعة منتخب محلي ومسؤول من الهيئة التنفيذية لإحصاء النقائص، ثم الشروع في تطبيق مخطّط العمل. تقرّر أن تكون البداية بتهيئة الإنارة العمومية التي منحت الولاية بشأنها إعانة مالية تقدر ب10 ملايير سنتيم، على أن تنطلق الأشغال عاجلا بالتوازي مع إعادة مراجعة الشبكات تحت أرضية من غاز وألياف بصرية وقنوات الصرف الصحي، ومن ثمة الشروع في التهيئة العامة للطرق والأرصفة ونصب الإشارات التوجيهية ووضع عدة مفترقات طرق وتهيئة مدخل ومخرج جديدين للمدينة، إلى جانب تهيئة المساحات الخضراء ومساحات الترفيه، فيما التزم الوالي بمنح إعانات لتهيئة ملاعب جوارية معشوشبة اصطناعيا دون حصر عددها، ويكفي اختيار البلدية لأرضيات من أجل ذلك، لتنطلق أشغال الإنجاز والتهيئة، وهو ما سيحل إشكالا كبيرا يتعلق بترفيه الشباب. بالنسبة لموضوع النظافة العمومية، تمت الدعوة إلى الإسراع في عقد اتفاقية مع مؤسسة «مادينات» لتهتم بهذا الجانب، من خلال تحويل العتاد والموارد البشرية من مصالح بلدية دلس إلى «مادينات»، بالموازاة مع فتح مركز الردم التقني للزعاترة قريبا، وهو ما سينقص من عناء تحويل النفايات إلى مركز قورصو. في المقابل، تمت دعوة مؤسسات المجتمع المدني إلى مضاعفة الحملات التطوعية لتحقيق المرجو، فيما يخص تنظيف المدينة وإظفاء لمسة جمالية على وجه المدينة الشاحب، إلى جتنب تكثيف العمل التحسيسي من أجل ترسيخ فكر المواطنة لدى سكان دلس. حنان.س