عاد الجدل حادا أمس، في سوريا حول استخدام أسلحة كيماوية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية من طرف القوات النظامية لإرغام عناصر المعارضة المسلحة على الانسحاب منها. وبدأت الاتهامات باتجاه القوات السورية من واشنطن ولندن والفاتيكان وأنقرة وسط تهديدات أمريكية بعدم السكوت عما اسماه الرئيس دونالد ترامب، بجريمة يجب معاقبة منفذيها. في نفس الوقت الذي راح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتوعد بالتدخل في سوريا سارعت روسيا إلى التحذير من أي مغامرة عسكرية في هذا البلد، مكذّبة كل الاتهامات باتجاه السلطات السورية باستخدام هذا النوع من الأسلحة المحرمة دوليا. ووصف الرئيس الأمريكي الهجوم الكيماوي بغير المعقول محذّرا منفذيه بدفع الثمن غاليا في نفس الوقت الذي حمل فيه روسيا وإيران بتشجيع الرئيس السوري بشار الأسد، على التمادي في تحدي المجموعة الدولية. ولم تنتظر وزارة الخارجية الروسية طويلا للرد على هذه الاتهامات وحذّرت بطريقة ضمنية الإدارة الأمريكية من مغبّة «تبرير ضربات خارجية محتملة ضد سوريا بالاعتماد فقط على معلومات مفبركة، اعتبرتها مجرد «استفزازات» هدفها حماية المتطرفين. وأضاف بيان الخارجية الروسية أن «الأخبار التي تشير إلى استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما تزامنت في وقت يواصل فيه الجيش السوري عملياته القتالية في الغوطة الشرقية بهدف تحرير سكانها من قبضة المسلحين والإرهابيين». وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا القصف ب«الغازات السامة» على مدينة دوما، ارتفعت إلى 150 قتيلا وإصابة حوالي ألف شخص بالاختناق بينهم أطفال إثر قصف جوي شنته قوات النظام السوري على هذه المدينة التي تشكل آخر معقل لفصائل المعارضة بالقرب من العاصمة دمشق. وهي الأخبار التي نفتها قيادة الجيش السوري وقالت إن مقاتلي المعارضة في مدينة» دوما في «حالة انهيار وهو ما جعلهم يعمدون إلى نشر أخبار كاذبة.وأضاف مصدر رسمي سوري أن الجيش السوري لم يستخدم الكيماوي في دوما بالغوطة الشرقية، لأنه ليس في حاجة إلى ذلك كما تدّعي بعض المحطات الإعلامية الموالية لتنظيم جيش الإسلام الذي خسر كل مواقعه في آخر معقل له في الضاحية الشرقية للعاصمة دمشق. ونقل رجال إسعاف متطوعون في مدينة دوما شهادات عن إصابات بضيق التنفس وإصابات في قرنية العين وحروق متفاوتة على مستوى الجلد مما أدى الى وفاة عشرات الأشخاص اختناقا بمادة رائحتها شبيهة برائحة مادة الكلور. وهي المعلومات التي سارعت السلطات السورية إلى نفيها ووصفت اتهامها باللجوء إلى استخدام هذه الأسلحة المحرّمة دوليا مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة، في نفس سياق تأكيدات المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أنه لا يتوفر على معلومات مؤكدة حول وقوع هجوم كيماوي في مدينة دوما. ونفى الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس، هو الآخر علمه باستخدام الجيش السوري مواد كيماوية ضد المعارضة في الغوطة الشرقية التي تشهد معارك ضارية طالب الرقم الأول الأممي إلى وقفها. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتهم فيها المعارضة المسلّحة السورية ومختلف العواصم الغربية الجيش السوري باستعمال أسلحة كيماوية محرمة دوليا دون أن تتأكد من ذلك ولكنها طالبت بإحالة الرئيس السوري بشار الأسد على محكمة الجنايات الدولية.