عقد مجلس الأمن الدولي ليلة الاثنين إلى الثلاثاء اجتماعا طارئا لبحث الموقف إزاء الأخبار المروج لها حول احتمال قيام القوات النظامية السورية باستعمال أسلحة كيماوية محظورة دوليا ضد سكان مدينة دوما بالغوطة الشرقية ليلة السبت إلى الأحد والتي تكون قد خلفت مقتل 80 شخصا. وأيدت تسعة دول أعضاء في الهيئة الأممية من بين 15 عضوا طلبا فرنسيا لعقد هذه الجلسة لمناقشة آليات التعامل مع هذه التطورات والتأكد ما إذا كان الجيش السوري لجأ فعلا إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة ضد سكان مدنيين بمدينة دوما. وسارعت السلطات الروسية الحليف القوي للنظام السوري إلى نفي استخدام دمشق لمثل هذه الأسلحة في نفس الوقت الذي وجهت فيه تحذيرا باتجاه الولاياتالمتحدة التي لوحت بالقيام بعمل عسكري ضد سوريا بالاعتماد فقط على تبريرات مفبركة. وأكدت موسكو أن ذلك سيؤدي إلى عواقب كارثية، في إشارة واضحة إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتوعد من خلالها بمعاقبة منفذي الهجوم بالسلاح الكيماوي. ويؤكد مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا في حال المصادقة عليه بالسماح لرجال الإسعاف بالوصول إلى مدينة دوما وكذا فتح تحقيق مستقل لمعرفة حقيقة ما وقع وتحميل من نفذوه مسؤولية جنائية في انتظار محاكمتهم. وهي القناعة التي رافع من أجلها وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الذي لم يستبعد اللجوء إلى أي خيار للرد على هذا الهجوم المفترض، حيث حمّل روسيا ذلك بدعوى أنها كانت الطرف الضامن لإزالة كل أنواع الأسلحة الكيماوية من سوريا. وتزامن التصعيد الغربي ضد سوريا في وقت أعلنت فيه منظمة دولية لمنع الأسلحة الكيماوية أنها بصدد إجراء تحقيقات حول المعلومات التي أشارت إلى احتمال تعرض سكان مدينة دوما السورية لهجوم بالسلاح الكيماوي. وقال أحمد أوشومشو، رئيس هذه المنظمة إن محققين عن المنظمة بصدد جمع أكبر قدر من العناصر للتأكد ما إذا كانت دمشق قد استعملت فعلا أسلحة كيماوية.وحذرت الرئاسة الروسية من خطورة استخلاص النتائج حول الزعم باستعمال أسلحة كيماوية في سوريا قبل إجراء تحقيق شفاف ومحايد. وقال ديمتري بسيكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية إن الوضع جد متأزم ونحن نسمع بتهديدات ملحة لضرب سوريا، مما جعله يحذر من تبعات ذلك على وضع هش في هذا البلد مع كل التبعات التي قد تنجم عن عمل غير محسوب العواقب. وكانت تحذيرات المسؤول الروسي موجهة لتصريحات متواترة للرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب والفرنسي، إيمانويل ماكرون والوزيرة الأولى البريطانية، تريزا ماي الذين هددوا برد قوي ضد النظام السوري. ولكن القادة الغربيين تكتموا في مقابل ذلك عن كل إشارة إلى الهجوم الجوي الذي نفذته طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 15» ضد مطار استراتيجي في داخل العمق السوري بين مدينة حمص وتدمر مما خلف مقتل 14عسكريا بينهم إيرانيين.