تهتم السلطة التنفيذية لولاية بومرداس، بهدف جعل الولاية نموذجية في المجال البيئي من خلال مبادرتها، بإنشاء لجان تقنية للمدن تعهد إليها مهمة التحسين الحضري، ومنه الشق المتعلق بتطوير وتعميم الفكر الأخضر، مع دعوة الحركة الجمعوية إلى تنسيق الجهود والعمل المتواصل في سبيل التوعية والتحسيس في هذا المجال، وهي النقطة التي شددت عليها وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي إثر زيارتها التفقدية لبومرداس، مؤخرا. أكدت وزيرة البيئة على أن انخراط المواطن ضمن منهجية عمل تهتم بتحسين إطاره المعيشي مهمة جدا، ودعت إلى تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات بغية الوصول إلى تعميم الاهتمام بالبيئة من خلال ترقية الفرز الانتقائي بالمنازل. وحيّت بالمناسبة، جهود مديرية البيئة لبومرداس في برنامجها النموذجي في سبيل تطبيق هذا الفرز بأحياء معينة، داعية إلى تعميمها، مع وضع المعدات اللازمة من أجل ديمومتها. ذكّرت في المقابل، بجائزة رئيس الجمهورية ل»مدينة خضراء» تم إقرارها مؤخرا، بهدف تحفيز وتشجيع جميع المدن على الانخراط ضمن فلسفة تحسين الإطار المعيشي للسكان، معتبرة أن نجاح التحدي المتعلق ببيئة ملائمة وسليمة لا يمكن له أن يتحقق إلا بإشراك الجميع، بداية من المواطن. تشجيع الاستثمار الخاص في مجال معالجة النفايات دعت الوزيرة إلى اهتمام آخر، يتعلق بتشجيع الاستثمار الخاص في مجال النفايات الهامدة من خلال استرجاعها وإعادة تدويرها بهدف استعمالها في مجال البناء أو الأشغال العمومية وغيرها، حيث تبين من خلال العرض المفصل حول قطاعها ببومرداس، وجود مركز واحد لهذه النفايات على مستوى الصغيرات (بلدية الثنية)، ومساعي السلطات في سبيل فتح مركزين آخرين بغرب وشرق الولاية. وقالت بأن معالجة النفايات سواء المنزلية أو الهامدة منها مسألة يومية، لذلك لا بد من تشجيع الاستثمار في مجالها، وحثت السلطات المحلية على تكثيف عملية تحسيس الخواص انطلاقا من شرح التسهيلات المقدمة في الإطار. زرواطي تحدثت كذلك عن سياسة تصنيع النفايات وخلق الطاقة الخضراء، انطلاقا من ترقية الفرز الانتقائي وعملية الاسترجاع التي تتم على مستوى مراكز الردم التقنية، وأعطت تعليمات للانطلاق في تجسيد هذا المخطط مع دخول مركز الردم التقني بالزعاترة حيز الخدمة قريبا، علما أن هذا المركز الذي سجل مؤخرا إشكالا فيما يخص جلب الكهرباء، تمكنت السلطة المركزية من حل الإشكال عن طريق اقتناء مولد كهربائي ووضعه في الخدمة خلال الأيام القلية القادمة، ليحل بذلك إشكال معالجة النفايات بسبع بلديات شرقية للولاية. ينتظر أن يعالج في مرحلة أولى 320 ألف متر مكعب يوميا، ثم الوصول إلى معالجة 700 ألف متر مكعب في غضون السنوات الخمس القادمة، مع توسيع التغطية ليشمل عددا أكبر من البلديات وحتى بلديات الولايات المجاورة، حسبما استقته «المساء» من مدير البيئة حمزة فارسي، على هامش زيارة الوزيرة. من جهة أخرى، تظهر مساعي التنمية المستدامة ببومرداس في شقها المتعلق بالبيئة، في استحداث مؤسسة خاصة تعنى بالمساحات الخضراء «ماديفار»، التي أوكلت لها مهمة الاعتناء بكل المساحات الخضراء عبر البلديات ال32، والبداية كانت من الولاية، من خلال الاهتمام بتهيئة حوالي 30 هكتارا تعتبر حدائق عمومية انطلقت عملية تهيئتها في عملية تسابق الزمن، للانتهاء منها وفتحها للعامة بحلول الموسم الصيفي. نشير إلى أن «ماديفار» استحدثت مساحتين اثنتين بمدينة بومرداس هما «حديقة 11 ديسمبر» و»حديقة الحرية»، إلى جانب عمل خاص يعنى بغرس كل مفترقات الطرق والحواجز الإسمنتية العازلة على مستوى الطرق، بتخصيص ألف زهرة. مشروع حظيرة ببودواو البحري عملا على ترقية الفكر الأخضر، تسجل بومرداس مشروعا طموحا لإنشاء حظيرة ترفيهية بغابة مويلحة في بلدية بودواو البحري، على مساحة تقدر ب12 هكتارا، منها 7.4 هكتارات تترك كغابة، مع عناية خاصة بتهذيب النباتات وتهيئة ممرات للزوار، ومساحة لركوب الخيل والتجوال، والباقي سيتم فيه تنصيب ألعاب متنوعة للأطفال، مع إنشاء نزل يضم 60 سريرا، حسبما كشف عنه ل»المساء»، إسماعيل جلاد، صاحب مكتب الدراسات المكلفة بتهيئة الحظيرة، على هامش العرض المقدم لوزيرة البيئة. وقال بأن أشغال الإنجاز تنطلق فور تلقي الدعم، علما أن الغلاف المالي المخصص لتجسيد هذا المشروع يصل إلى 200 مليون دينار، وهو مشروع ينتظر منه توفير 300 منصب شغل مباشر وغير مباشر، منها 100 منصب شغل دائم. توسع جديد ل»مادينات».. وفرع آخر «ماديبلاج» من جهة أخرى، كان حضور الوزيرة فاطمة الزهراء زرواطي ببومرداس، مؤخرا، فرصة للإشراف على عقد اتفاقية بين المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني «مادينات» وبلديتي تيجلابين وقورصو، من أجل تحويل كل الموارد البشرية والمادية الخاصة بالنظافة ورفع النفايات إلى مؤسسة «مادينات»، بعد التجربة الناجحة لها على مستوى بلدية بومرداس، وكامتداد حتمي لنفس المؤسسة بهاتين البلديتين المجاورتين للولاية، تحسبا لاستقبال الموسم الصيفي. مع الإشارة إلى امتداد مسبق ل»مادينات» بكل من بلديتي خميس الخشنة وبودواو لنفس الغرض ونفس المنهجية، في انتظار التعميم التدريجي لها عبر باقي بلديات الولاية. أكد الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح على أن «مادينات» تملك التجربة في مجال النظافة بما يزيد في المحافظة على البيئة، وكشف ل»المساء»، عن سؤال حول مدى توفر التجهيزات والعتاد لتغطية المهمة بالشكل اللازم، بأن الإشكال الحقيقي يطرح على مستوى انضباط الأعوان لا غير، لأن هؤلاء تم تحويلهم من مصالح البلديات ويعملون في نفس المهام، وفق منهجية جديدة، مبرزا إعطاء تعليمات لإدارة مركز الردم التقني بقورصو لاقتناء التجهيزات اللازمة في سبيل تحسين الأداء. أعلن في المقابل، عن أن إنشاء فروع أخرى لنفس المؤسسة، ومنه «ماديبلاج»، بوضع هيئة مؤقتة على مستوى كل الشواطئ، تحت إشراف «مادينات»، تعنى خصيصا بنظافة الشواطئ يقوم عليها عمال موسميون. حنان.س