دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار، كافة الجامعات والمعاهد ومؤسسات التعليم العالي، إلى توحيد جهودها من أجل توسيع شبكة "دار المقاولاتية" لفائدة الطلبة قصد مساعدتهم ودعمهم في تجسيد مشاريعهم واستحداث مؤسساتهم المصغرة، مع مراعاة احترام البيئة والارتقاء بحماية الأوساط الايكولوجية. وألح حجار، في تصريح له على هامش إشرافه أمس الأحد، رفقة وزيرة البيئة والطاقات المتجددة على انطلاق تظاهرة "النادي الأخضر" بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار بالعاصمة، في طبعته الثالثة بحضور عميد الجامعة وإطارات وأساتذة وطلبة وتلاميذ الابتدائيات، على ضرورة مواصلة العمل في هذا الاتجاه من أجل الوصول إلى إنشاء دار للمقاولاتية بكل جامعة ومعهد تعليم عالي، حتى تكون مرافقا دائما للطلبة، خاصة في التخصصات العلمية والتكنولوجية، ليتمكنوا من تحقيق مشاريعهم ميدانيا، "دون إغفال الاهتمام باحترام وصون الجانب البيئي في ذلك". وأوضح الوزير في هذا الشأن أن الطالب أضحى اليوم مطالبا بالإلمام بكل ما يتعلق ب«المقاولاتية"، باعتبارها، مفهوم حديث وعصري في الحياة الجامعية وقاموس مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرا الى أن ذلك يعتبر عنصرا قيما لمليون و700 ألف طالب جامعي موزعين عبر جامعات الوطن "مع ترقب ارتفاع هذا العدد إلى 2 مليون طالب خلال السنوات القادمة". وثمّن السيد حجار، المجهودات المبذولة من قبل "بروجاكت اينيسياتيف" المشرف على تظاهرة النادي الأخضر على مستوى جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا تحت شعار "رسكلة ومعالجة النفايات والتنمية المستدامة"، حاثا الجامعات الأخرى الى الاقتداء بهذه المبادرة القيمة للاهتمام بالبيئة من خلال استحداث نوادي خضراء ترافق الطلبة إلى غاية تخرجهم وانتقالهم إلى الحياة العملية. من جهتها ركزت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، على مفهوم التنمية المستدامة وعلاقتها بالحياة اليومية للمواطن ومجال البيئة والقطاعات ذات الصلة بها بصفة خاصة، مشيرة إلى أن هذا المفهوم له علاقة مباشرة بضمان الأمن الغذائي والحد من مظاهر التلّوث بشتى أنواعه. وأكدت زرواطي، في نفس السياق أن الجامعة تلعب دورا رياديا في تحقيق الأهداف التي يصبو إلى تجسيدها قطاع البيئة، باعتبارها مشتلة المبادرات الايجابية والأفكار البيئية التي تمكن من تحقيق التنمية المستدامة والانتقال إلى اقتصاد تدوير ورسكلة النفايات وإعادة تحويلها بما يضمن الوصول إلى صفر بالمائة من النفايات في آفاف 2030 على حد تعبيرها. وأبرزت الوزيرة بالمناسبة مساعي الحكومة وقطاعها الوزاري بشكل خاص، في توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية للتحكم الأمثل في نشاط تدوير ورسكلة النفايات، الذي ما فتئ يحظى باهتمام عدد كبير من الصناعيين والمستثمرين بالعاصمة والعديد من ولايات الوطن، بالنظر لما يدره من مداخيل مالية إضافية للخزينة العمومية من جهة، والحد من تلوث المحيط والأوساط الحية من جهة أخرى، مشيرة إلى أن هذه المساعي سمحت بالاعلان عن إطلاق مسابقة أنظف مدينة في 22 أكتوبر القادم، لتشجيع كافة المدن على جعل نظافة الحي والمحيط جانبا من الحفاظ على البيئة بمفهومها الواسع. للاشارة، تم بالمناسبة برمجة محاضرات حول موضوع رسكلة النفايات والتنمية المسدامة، نشطها خبراء ومختصون في مجال البيئة، قدموا شروحات مستفيضة حول هذا الموضوع. كما قام الوزيران رفقة بعض طلبة الجامعة بغرس بعض الأشجار كخطوة تشجيعية لابراز أهمية المساحات الخضراء والتشجير في حماية البيئة، فيما ينتظر أن تشهد هذه التظاهرة التي تدوم يومين، تكريم بعض الطلبة وأعضاء من النادي الأخضر عرفانا بالمجهودات التي قدموها طيلة 3 سنوات من النشاط في هذا المجال.