أسدل الستار أول أمس، في نادي المحامين ب»شوف لكداد»، على فعاليات الطبعة الأولى للأيام الدولية للتنمية الإقليمية لولاية سطيف، وسط حضور قياسي للمشاركين المختصين في مختلف المجالات من العديد من جامعات الوطن والهيئات العمومية والخاصة، بإصدار جملة من التوصيات وتحديد شهر جوان من السنة المقبلة موعدا لتنظيم الطبعة الثانية لهذه التظاهرة. أجمع المشاركون في الأيام الدولية الأولى للتنمية الإقليمية بولاية سطيف، على ضرورة التوجه نحو اقتصاد أخضر وتنمية مستدامة، ودراسة الولاية من جميع نواحيها العمرانية والبيئية والاقتصادية، لاستخلاص النقائص التي من شأنها إعاقة تجسيد وإنجاح مشروع «سطيف مدينة جذابة وخضراء»، من خلال معالجة المياه الحضرية واستغلالها في السقي الزراعي الذي يستحوذ على أزيد من 70 بالمائة من مجموع المياه، مع خلق مساحات خضراء والاستعداد لمختلف الكوارث الطبيعية باتخاذ التدابير التي تساهم في تقليص أضرارها، ورسكلة النفايات الحضرية والقضاء ولو نسبيا على التلوث السمعي، باستعمال وقود غير ملوث، بالإضافة إلى إنشاء قطب اقتصادي وجامعي باستغلال القدرات المتاحة من خلال اعتماد إستراتيجية جديدة في الاتصال حول التنمية الإقليمية، وخلق شعار خاص بالمنطقة والتعريف بأعلامها، عن طريق تنظيم تظاهرات رياضية وثقافية خاصة بالمنطقة. أكد المشرف العام على هذه التظاهرة، السيد محمد يحياوي، المدير العام للمعهد الدولي للتسيير وإدارة الأعمال، أن المشاركين في الطبعة الأولى لهذه الأيام نجحوا في إبراز الأهمية التي يحظى بها جانب التنمية الإقليمية الذي تلتقي عنده جميع المبادرات التنموية، الرامية إلى تطور وازدهار منطقة سطيف، من خلال التنوع الكبير في مواضيع مداخلات المحاضرين، بالإضافة إلى الورشات التقنية القيمة بتأطير أساتذة وخبراء مختصين من داخل وخارج الوطن، ضمن 3 محاور تتمثل في «سطيف مدينة جذابة» و»ولاية سطيف إقليم ذكاء» و»سطيف ولاية خضراء». بخصوص مجريات الأيام الثلاثة للتظاهرة، شكلت المداخلات المتعلقة بأفكار مشاريع «حي اليمامة» المنجز من طرف عدد من الخبراء المعماريين من ولاية سطيف، وأساتذة بجامعة «فرحات عباس» سطيف 1، تم خلالها عرض بالشرح، المشروع المذكور من قبل خبراء الوكالة الوطنية لتهيئة وجاذبية الإقليم التابع لوزارة الداخلية والجماعات المحلية حول «مخطط تهيئة الإقليم لولاية سطيف»، إلى جانب العرض المقدم من طرف منتدى رؤساء المؤسسات المتعلق بإنجاز «الخريطة الاقتصادية للولاية». من جهته، أوضح مدير مخبر «مدينة وإقليم»، المهندس المعماري السعيد مدني، في عرضه لمشروع حي اليمامة، أنه يعد مشروعا إستشرافيا لحي يقع بالمدخل الشرقي لمدينة سطيف، يتربع على مساحة تقدر ب 200 هكتار، بتصميم مغاير للمعمول به حاليا كنموذج انتقال من مخططات التعمير الكلاسيكية إلى مخططات تعمير بتصاميم عصرية قابلة للتجسيد، من خلال التشاور ومشاركة مختلف الشركاء في المجال. يحتوي مشروع اليمامة، حسب المهندس خالد شرفي من جامعة «فرحات عباس» سطيف 1، على العديد من الهياكل والمنشآت، على غرار قصر مؤتمرات وفنادق ضخمة ومقرات إدارية ومزيج من التجمعات السكانية والمساحات الخضراء ومسجد كبير وترامواي. اختزلت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتهيئة وجاذبية الإقليم، السيدة سعاد فريدة سكندر، على هامش فعاليات هذه التظاهرة، مداخلات خبراء وكالتها في هذه التظاهرة، بتقديم نظرة إستشرافية عن مخطط تهيئة الإقليم بولاية سطيف لتحقيق إقليم متماسك، مع الأخذ بعين الاعتبار طابع المنطقة الفلاحي بامتياز، الذي يتطلب التنسيق مع وحدات التحويل الفلاحي وتطوير الشبكة الصناعية واستغلال قطب صناعة مواد البناء التي تتميز به المنطقة، وإشراك البحث العلمي والمرافقة الجيدة للمؤسسات الصغيرة والاستثمار في الجانب الديمغرافي، مع استغلال المواقع السياحية للسماح بتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي. منصور حليتيم