تحولت قضية القطعة الأرضية التي سيقام عليها مصنع «بيجو الجزائر» بمنطقة الحامول ببلدية الكرمة بولاية وهران، إلى قضية رأي عام على خلفية اكتشاف الرأي العام المحلي بوهران، بأن القطعة الأرضية عبارة عن أرض فلاحية تتربع على هكتارات من القمح اللين الموجهة لإنتاج مادة «الفرينة»، في وقت رفع فيه الفلاحون نداء استغاثة للسلطات من أجل العمل على الإبقاء على القطعة الأرضية المنتجة عكس ما روج له بأنها قطعة غير صالحة للزراعة يضيف الفلاحون. للوقوف على القضية التي أثارت انشغال الرأي العام المحلي والوطني، خاصة بعد تداول صور وشريط فيديو لأحد ملاك هذه الأرض الفلاحية تنقلت «المساء» أمس، إلى منطقة الحامول ببلدية الكرمة التي كانت على وقع قرار السلطات المحلية للولاية، ببدء أشغال المصنع من خلال زيارة قامت بها لجنة تقنية تابعة للمصنع تتكون من عدة مسؤولين حسب الفلاحين بالمنطقة. حول الموضوع كشف السيد زلاط محمد، أحد ملاك القطعة الأرضية ل«المساء» بأن اللجنة التي زارت المنطقة يوم الثلاثاء الماضي، قامت بمطالبة الفلاحين بترقب بدء الأشغال قريبا، كما قامت حسب الفلاح بإلزامه شخصيا على قطع مساحة 1 هكتار من الأرض الفلاحية من أجل إقامة قاعدة حياة خاصة بإطلاق الأشغال و متابعتها. وأضاف الفلاح بأنه قام بالفعل بحصد ما مساحته 1 هكتار من القمح اللين قبل أوانه ليترك في العراء لفتح المجال أمام إقامة قاعدة الحياة الخاصة بالمصنع. و أشار إلى أن الفلاحين وأمام هول الصدمة لم يجدوا من يتحدثون إليه بخصوص القضية العالقة. موضحا بأن المساحة الفلاحية تضم 120 هكتارا وهي مساحة شاسعة ولم يتم التخلي عن زراعتها منذ 40 سنة، عكس ما روج له البعض بخصوص أنها أرض بور، حيث كان الفلاحون يقومون بزراعتها سنويا خاصة خلال السنوات الأخيرة بفضل التساقطات المطرية، وهي أرض تنتج محاصيل كبيرة سنويا وتعد مصدر دخل وحيد للعائلات التي تستغلها نمن بينها عائلة السيد زلاط محمد التي تضم 14 فردا. وأشار السيد زلاط، إلى أن عدد الفلاحين المستفيدين من القطعة الأرضية يقدر ب6 فلاحين استفادوا من عقود امتياز سنة 2014 بعد سنوات من استغلال القطعة الأرضية. موضحا أنه و بفضل التساقطات المطرية الأخيرة يرتقب أن ينتج الهكتار الواحد ما لا يقل عن 35 قنطارا من القمح اللين. و هو رقم قياسي في الإنتاج الخاص بالقمح اللين بالمنطقة، داعيا إلى ضرورة العمل على إنقاذ الأرض أو على الأقل الانتظار إلى غاية حصد المحصول بعد شهرين وبعده تتصرف السلطات في القطعة الأرضية إذا كانت ترى أن ذلك يدخل ضمن المنفعة العامة. وحول الملف الخاص بإنجاز المصنع أكد السيد زلاط، بأنه لم يتم استشارتهم خلال مراحل اختيار الأرضية، حيث سبق لهم وأن شاهدوا زيارات متعددة لعدة مسؤولين من بنيهم أشخاص أجانب وذلك إلى غاية استدعائهم منذ حوالي السنة وتم استقبالهم على مستوى مقاطعة الفلاحة لدائرة السانيا، ووقّعوا على عقود تنازل لصالح شركة «بيجو» مقابل وعود بتلقيهم لتعويضات مالية عن العقارات التي سيتم استغلالها من طرف الشركة، غير أنه يضيف السيد زلاط لم نستقبل ولم يتم استدعاؤنا للتفاوض حول التعويضات. غادرنا المنطقة صوب مقر بلدية الكرمة التي استقبلنا رئيسها السيد موسى بن يمينة، بحضور عدد من النواب. وأوضح لنا بأن الملف يبقى من صلاحيات الوزارة التي قامت بإبرام اتفاقية في المجال، وأن لجانا متخصصة قامت بعدة زيارات للمنطقة مؤكدا بأنه لا يعلم بخلفيات الملف سوى احتجاجات عدد من الفلاحين على القرار. وتنقلنا أيضا إلى مقر دائرة السانيا التي أكد لنا أمينها العام نيابة عن رئيس الدائرة الذي لم يكن موجودا، بأن لا علم له بمجريات القضية ولا الملف الذي يبقى من صلاحيات رئيس الدائرة. كما اتصلنا من جهتنا بمدير المصالح الفلاحية لولاية وهران، الذي لم يرد على اتصالاتنا العديدة. من جانبه أكد لنا مدير الصناعة والمناجم لولاية وهران السيد عبد الرحيم خلدون، بأنه غير مخول للحديث عن قضية مصنع «بيجو الجزائر»، وأن الملف بيد وزارة الصناعة وهي التي تتكفّل بالرد والتوضيح حول الملف.