تم بمناسبة شهر التراث، تنظيم عدة نشاطات بمختلف ولايات الوطن، من بينها ملتقى بميلة تحت عنوان "ميلة عبر التاريخ"، ولقاء حول "الهندسة المعمارية الجزائرية وآليات الحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الثقافي" بولاية الشلف. كما تم بهذه المناسبة، التوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة الثقافة ونقابة المهندسين المعماريين. وُقّع بالمكتبة الوطنية -الحامة- على اتفاقية تعاون وشراكة بين وزارة الثقافة والمجلس الوطني للنقابة الوطنية للمهندسين المعماريين، للتعاون في مجالات حماية التراث المعماري، وسيتم بموجب هذه الاتفاقية تكريس التعاون بين الجانبين في عدة مجالات تتعلق بحفظ وحماية التراث، وستقام في هذا الغرض، تظاهرات مشتركة في مجال حماية التراث المعماري. من بين النقاط المتفق عليها، تخصيص جائزة في مجال حماية التراث المعماري، تساهم في إبراز الإمكانات الإبداعية وتدفعها إلى الظهور، بهدف الكشف عن عناصر الإبداع المعماري وترسيخ الهوية المعمارية الوطنية المتنوعة. كما تنص الاتفاقية في مجال البحث، على إقامة مشاريع بحث مشتركة في إطار التعريف بالتراث المعماري وحمايته وتثمينه، وجرده حسب العناصر والمواقع في إطارات التشريع الساري المفعول، وستنظم أيضا في هذا الإطار دورات تكوينية (تطبيقية ميدانية) مشتركة لفائدة المهندسين المعماريين في مجال حماية التراث المعماري، لتعميق الفهم واكتساب خبرات في هذا التخصص، وتمكين المعنيين من التدخّل في حماية وإعادة تأهيل المباني القديمة. في إطار آخر، دعا باحثون في مجال التراث والممتلكات المادية بميلة، إلى الإسراع إلى المحافظة على مختلف معالم ميلة القديمة وعناصر تراثها القديم، بهدف صيانة هذه المعالم من الضياع والاندثار، حفاظا عليها لصالح الأجيال الجديدة. أكد الباحثون خلال تنشيطهم لأشغال الملتقى 13 "ميلة عبر التاريخ" المنعقد بمقر المكتبة الرئيسية "امبارك بن صالح"، بمبادرة من جمعية "أصدقاء ميلة القديمة"، إحياء لشهر التراث، أن المسجد المعروف باسم "سيدي غانم"، إلى جانب العديد من مظاهر العمارة القديمة في هذه المدينة متعددة الحضارات، مثل المداخل والسور البيزنطي والمساكن والبساتين ومصادر المياه وشبكاتها، تعرضت على مر السنوات الماضية إلى الكثير من الأضرار، نتيجة الإهمال وعوامل الزمن، مما يستدعي تحركات عاجلة لإنقاذ ما يمكن. تم الإعلان عن ميلة القديمة كقطاع محفوظ قبل سنوات، مما حرك دراسة فنية بلغت مرحلتها الأخيرة مؤخرا، برعاية وإشراف وزارة الثقافة، لكن الشروع في المحافظة على المدينة التي تضم مسجد "سيدي غانم" و«عين البلد" الرومانية وتمثال "ميللو" والسور البيزنطي وغيرها من المعالم، ما زال ينتظر التجسيد. في المقابل، دعا متدخلون خلال لقاء حول "الهندسة المعمارية الجزائرية وآليات الحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الثقافي"، المنظم في ولاية الشلف، في إطار فعاليات شهر التراث، إلى ضرورة استرجاع الهوية الجزائرية وكل ما يمثل التراث الثقافي المحلي بالتصاميم الهندسية للمدن والمنشآت الجديدة، في ظل النماذج العمرانية التي أنجزت مؤخرا، والتي تأثرت بالمقاييس الدولية وتحديات العولمة وأغفلت الهوية الجزائرية. أوضح رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة، محمد قندوزي، أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء، يتمثل في البحث عن آليات وسبل إبراز الموروث الثقافي، من خلال دور المهندس المعماري في الحفاظ على التراث و«إلهام الدراسات المستقبلية، بغية خلق نسيج عمراني له علاقة وارتباط بالنسيج الاجتماعي والهوية الجزائرية". أضاف السيّد قندوزي أن المهندس المعماري وخلال إنجاز التصاميم، مطالب بمراعاة لمسات الهندسة المعمارية الضاربة في عمق التراث والثقافة الجزائرية، موازاة مع استعمال التكنولوجيات الحديثة، دون التأثر السلبي بالعولمة، مستدلا بالهندسة المعمارية لقصبة تنس العتيقة التي تتميز منازلها بوجود فناء وغرف، تبرز من خلال النشاطات الجماعية للعائلة، العلاقات الاجتماعية والتضامنية التي يعرف بها الجزائريون. ❊ق.ث