أبرز رئيس جمعية “المنتدى” الثقافية لولاية باتنة السيد خالد هوامل، أهمية التراث العمراني المحلي ومدى نجاعته في ظلّ التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية. وأوضح في لقاء نظّمته الجمعية بدار الثقافة “محمد العيد آل خليفة”، أنّ الموروث الثقافي الحضاري للمنطقة يستوجب مواكبة التغيّرات التدريجية للنسيج العمراني للمعالم الأثرية والتاريخية، وذلك في أوّل نشاط للجمعية اختارت له شعار “الأصالة والإبداع”. وأضاف السيد خالد هوامل أنّ جهود أعضاء الجمعية التي تمزج بين قدرات مؤسسيها ومنخرطيها من مهندسين معماريين وفنانين ومبدعين ومتخصصين في فنون الاتصال البصري والإعلام، منكبّة على البحث في سبل تطوير العمارة وإحياء التراث وحماية المعالم الأثرية التي تزخر بها المنطقة التي ترقد على كنوز أثرية نادرة. اللقاء كان مناسبة للتعريف بهذه الجمعية الفتية ومشاريعها المستقبلية، ومن ضمنها إنتاج وثائقيات عن المواقع التاريخية والمباني المعمارية، وإنجاز بورتريهات عن معماريين وفنانين وكبار الشخصيات بولاية باتنة، ومناقشة العديد من المشاكل التي لها علاقة بإبراز دور المهارات المحلية في المحافظة على التراث. وفي هذا الصدد تحدّثت المهندسة المعمارية السيدة صالحي سعاد، عن أهمية هذه المهارات بإسهاب، مستعرضة النماذج المحلية في الهندسة المعمارية التي تعبّر عن الانتماء الحضاري للمنطقة، وكذلك إشكالية سبل تحوّل قيمة المحافظة على التراث من اهتمام نخبوي بحت إلى قيمة ثقافية عامة مشتركة منتجة وفعالة. وبحسب المتدخّلة فإنّ حماية التراث العمراني مهمّة مقدّسة، وإن على حركة المجتمع المدني تشجيع كلّ المبادرات الجادة لحماية المعالم التاريخية. من جانبها، تحدّثت الأستاذة فاطمة همال من جامعة باتنة بإسهاب، عن دور الإعلام في المحافظة على الموروث الثقافي في ظلّ تفاعلية المحيط وتفعيل دور هذه الوسائل وتوظيف تكنولوجيات الاتصال الحديثة، واستغلالها وفق منظور يأخذ في الحسبان برامج تعمل على رفع القيمة المعرفية للعديد من أوجه التراث وربط الأجيال العديدة به ربطاً مباشراً، للحفاظ على التراث العمراني في ظلّ عصر العولمة، الذي يتطلّب التعاطي، بوعي كبير، مع الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في الحفاظ على الموروث ونقله عبر الأجيال وترسيخ مشاعر الاعتزاز بالهوية والخصوصية الثقافية لدى هذه الأجيال، وخاصة جيل عصر العولمة.