دعا مجاهدون وأعضاء من الأسرة الثورية أمس، الطلبة إلى ضرورة الاستلهام من المسيرة النضالية الخالدة لأسلافهم، الذين آثروا الكفاح المسلّح على مقاعد الدراسة إبان الثورة التحريرية، ولبّوا نداء الوطن في سبيل تخليصه من وطأة الاستعمار الفرنسي، مؤكدين أن كفاح هذه النخبة المثقفة لا يمكن تجاهله؛ باعتباره النبراس الذي أضاء طريق الكفاح من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وثمّن الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين لولاية الجزائر العاصمة المجاهد مولود ملّي في تدخّل له في إطار احتفالات تخليد الذكرى 62 ليوم الطالب المصادف ل 19 ماي من كل سنة، الذي اختير له هذا العام شعار «بالعلم والمعرفة نصون الأمانة»، التي بادرت بها أمس ولاية الجزائر بحضور مجاهدين وشخصيات تاريخية، ثمّن الرصيد النضالي والتاريخي لفئة الطلبة الجزائريين الذين التحقوا بالثورة المظفرة على خلفية إضرابهم التاريخي الذي نُظم في 19 ماي 1956، داعيا إلى تخليد تضحيات الطلبة، الذين قال عنهم إنهم «..فضّلوا السلاح على القلم والمعرفة من أجل تحرير الوطن من نير الاستعمار الغاشم..». وأوضح السيد ملّي أن انضمام الطلبة لجيش التحرير الوطني خلال تلك الفترة، أكبر دليل على أن ثورة نوفمبر 1954 استقطبت كافة شرائح المجتمع بمن فيهم هذه الفئة، التي ضربت أحسن الأمثلة في تلبية نداء الوطن، مشيرا إلى أن إسهامهم آنذاك عزّز برنامج واستراتيجية العمل الثوري ضد الاستعمار، من خلال الاستفادة من خبرات ومعارف الطلبة في شتى التخصصات العلمية، على غرار التطبيب وصناعة القنابل والإسعافات الأولية.. وغيرها من المجالات التي كانت الثورة في أمسّ الحاجة إليها. وبدوره، شدّد المجاهد سي لعروسي على ضرورة تخليد أسماء 157 طالبا فضّلوا ترك مقاعد الدراسة والتوقف عن التعليم، والتحقوا بالجبال مع إخوانهم في صفوف جيش التحرير، داعيا جيل اليوم إلى عدم تناسي مجهودات هؤلاء والاقتداء بسيرتهم النضالية من أجل التضحية في سبيل الوطن. كما أوضح أن صغر عمر هؤلاء الطلبة الذين لم يتجاوز العديد منهم سن 19 و20 سنة، لم يمنعهم من تحمّل أثقل المسؤوليات في إطار ذلك. كما دعا المناضل عن منطقة الجزائر الوسطى إبان الثورة التحريرية والسفير الأسبق المجاهد صالح بلقبي في تدخّل له، كافة الشباب والطلبة على وجه التحديد، إلى ضرورة التشبث أكثر بالقيم النضالية والروح الوطنية في الدفاع عن مكتسبات الأمة بالتحلي بالعلم والمعرفة لخدمة الوطن، عوض التفكير في الظواهر السلبية كالهجرة (الحرقة) نحو الضفة الأخرى، مشيرا إلى أن هذه الأمور ليست من شيم ولا من تقليد الجزائريين جيل الثورة، الذين فضّلوا الشهادة على الهجرة وترك بلدهم للمستعمر الفرنسي. وفي السياق، عبّر عميد جامعة الجزائر01 «بن يوسف بن خدة» ببلدية الجزائر الوسطى حميد بن شنيتي، عن افتخاره الكبير بكون هذا الصرح العلمي والمعرفي، بمثابة القاطرة التي قادت فئة الطلبة للالتحاق بثورة التحرير، باعتبار أن العديد منهم كانوا يزاولون دراستهم بها قبل إعلانهم الانضمام لجيش التحرير، بعد الإضراب التاريخي الذي شنّوه يوم 19 ماي 1956. للإشارة، وقف الوفد المشارك في احتفالات تخليد الذكرى 62 ليوم الطالب بحضور والي العاصمة عبد القادر زوخ وإطارات الولاية ورئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطّاش، بساحة المقاومة ببلدية الجزائر الوسطى، حيث وضعوا إكليلا من الزهور، وترحموا على أرواح الشهداء الطاهرة. كما وضعوا باقة من الورد بالمعلم التذكاري بجامعة الجزائر01 قبل أن يقرأوا فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء ويستمعوا إلى النشيد الوطني. ❊م.أجاوت