استنكر مرصد حقوق الإنسان لنقابة محامي منطقة باداخوث في جنوب غرب إسبانيا بشدة الاعتداء الهمجي الذي أسفر عن مقتل طالبين صحراويين الاثنين الماضي، بمدينة اغادير المغربية، ووصفوا العملية بجريمة انتهكت أدنى حقوق الإنسان المتعارف عليها. ودعا المرصد الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى الضغط على المغرب لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وأشار بيان هذه النقابة الحقوقية إلى أن "المرصد يدين بشدة هذا العمل الهمجي الذي يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان في نفس الوقت الذي أدان فيه حملات القمع الممارسة على المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة". ودعا المرصد الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى الدفاع" عن المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية والمغرب وحمايتهم من "الانتهاكات الصارخة" لحقوق الإنسان. كما حث المرصد كل هذه الأطراف الدولية الى ممارسة مزيد من "الضغط" على الرباط لارغامها على "تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير". كما طالب السلطات المغربية بالإسراع بفتح تحقيق حول جريمة محطة اغادير الأسبوع الماضي، و"متابعة مقترفيها" وفقا للمعاهدات والاتفاقات الدولية العديدة الموقعة من قبل المغرب والتي "تلزمه باحترام السكان المدنيين في الصحراء الغربية التي تعد آخر مستعمرة في القارة الافريقية. ومن جهة أخرى، تم مساء الجمعة، تأسيس المرصد العالمي لحماية الآثار بالصحراء الغربية في ختام الملتقى العالمي الأول للثقافة الذي احتضنه مخيم أوسرد منذ يومين في إطار الطبعة ال 16 لمهرجان الثقافة والفنون الشعبية الصحراوية. وأصدر الملتقى عدة توصيات وبيان ختامي أشار إلى الظروف السياسية والإنسانية الصعبة التي تعرفها القضية الصحراوية خاصة في ظل الانسداد الذي تشهده المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب. وحذر بيان المشاركين في هذا المهرجان من مخاطر مواصلة قوات الأمن المغربية من تصعيدها للأوضاع في الأراضي الصحراوية المحتلة وانتهاكاتها المتواصلة لأدنى الحقوق الصحراوية. وأوضح رئيس الملتقى ماء العينين لكحل في هذا السياق أن "الملتقى الثقافي العالمي يأتي بمبادرة من وزارة الثقافة الصحراوية ووعيا منها بأهمية الثقافة كوعاء للتفكير وتبادل التجارب والبحث والدراسة والإطار الأمثل لدعم التضامن والتقارب بين الثقافات المختلفة". وأبدى أكثر من 800 مشارك في فعاليات هذا الملتقى الذي اختتمت أشغاله أمس السبت، مساندتهم لتأسيس هذا المرصد واعتبروه الوسيلة المثلى للدفاع عن هوية الشعب الصحراوي المكافح من أجل حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني. واعتبر الطرف الصحراوي إنشاء هذا المرصد إطار لحفظ التراث الثقافي الصحراوي الزاخر بكل معالم القوة والنبل، مما يؤهله كتراث عالمي لان يكون ملكا للإنسانية جمعاء. وقال رئيس الملتقى بأن "التراث الصحراوي يتطلب عناية المنظمات الوطنية والدولية خاصة المنظمة العالمية للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو) لتتحمل كامل مسؤولياتها من أجل تصنيفه وحفظه حتى لا يظل عرضة للنسيان أوالعبث والإقصاء". وأجمع المشاركون ضمن فعاليات هذا الملتقى على أن المرصد العالمي لحماية التراث الثقافي بالصحراء الغربية شكل محور الأساس في كل مناقشات الورشات، حيث مثل أهم هدف للمحاضرين، مؤكدين أن المرصد سيكون من بين ميكانيزمات عديدة اعتمدتها الحركة التضامنية لتوجيه عملها وتحديد آلياته وصيغه الملائمة. وتم تشكيل لجنة متابعة ضمت ممثلين عن إدارة المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية ومنظمة "آر تيفاريتي"، الكتاب من أجل الصحراء وأساتذة وباحثين جزائريين، إلى جانب ممثلين عن جامعات إسبانية وكذا المعهد الملكي البريطاني إضافة إلى محامين. وستبدأ هذه اللجنة بعملها وفتح المجال للانتساب أمام شخصيات ومؤسسات مهمة. وعبر المشاركون في ختام أشغال هذا الملتقى عن امتنانهم لصمود الشعب الصحراوي ومقاومته وإصراره على الحفاظ على هويته وثقافته المتميزة.