قرية "بوطالب" واحدة من القرى الصغيرة ببلدية الشقفة، مازالت تحافظ على شهرتها خلال شهر رمضان، حيث يكثر إقبال وتهافت الجيجليين وعشاق "قلب اللوز" عليها كل فج وصوب، لاقتناء ما تشتهيه أنفسهم لتزيين موائدهم الرمضانية بهذه التحلية. يعد قلب اللوز "دي بوطالب" كما يسمى عند الجواجلة، القصة التي تتكرر كل سنة بمنطقة بوطالب، لسر لا يعلمه إلا أصحاب الحرفة، حيث تشهد محلات بوطالب لبيع قلب اللوز وبعض الحلويات التقليدية خلال الساعات الأخيرة من يوم يقضيه الصائم بين العمل والعبادة والراحة، إقبالا ملفتا للانتباه من قبل عشاقه الذين يقطعون كيلومترات ليست مضيعة للوقت بقدر ما هي حب وشغف لقلب اللوز بوطالب الذي يعاودهم الحنين إليه كل رمضان، مشكلين بذلك طوابير يومية لشرائه، حيث أكد أغلبهم أن قلب اللوز بوطالب لديه نكهة خاصة تجعلك تعتاد على اقتنائه طالما تذوقته للمرة الأولى، لدرجة أصبحت بعض المحلات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية في بعض البلديات المجاورة وحتى البعيدة عن الشقفة، على غرار بلدية العوانة بالجهة الغربية، تمول محلاتها بقلب اللوز من هذه المنطقة، والتشهير بلافتات "هنا قلب اللوز بوطالب" لما تسجله من إقبال للمواطنين المستهلكين لهذه التحلية، لاسيما ممن يتعذر عليه التنقل يوميا إلى منطقة الشقفة لاقتنائه. من جهتهم، يؤكد أبناء بوطالب أن سرهم في صنع قلب اللوز يتمثل في الطريقة التي يتم تحضيره بها والتي توارثوها عبر أجيال، فأصبح صنع قلب اللوز سرا. بعض صناعه أكدوا ل«المساء" أنّ قلب اللوز يجب أن يتم تحضيره مسبقا وخلط مكونات الوصفة مبدئيا وتركها ترتاح ليوم كامل قبل الطهي، خاصة وأن المادة الأساسية لهذه الوصفة هي دقيق متوسط إلى خشن، لذلك يجب مراعاة مقادير تبليله.... ومختلف أسرار الطهي التي يتحاشى أبناء بوطالب التصريح بها. والجدير بالذكر أن أحد الباحثين في التاريخ وجد أن قصة قلب اللوز بوطالب يعود إلى حقبة التواجد العثماني، حيث تنقل مجموعة من أبناء منطقة "الشقفة" على غرار "بوطالب، بني معمر، بنيدر وغيرهم إلى العاصمة ودخلوا قصور البايات والدايات، وتعلموا حرفة الخبازة وصناعة الحلويات التقليدية، التي عادوا بها لتصبح تقليدا توارثه الأجيال، وأصبحت صناعة الخبز والقلب اللوز حرف الجواجلة منذ عهد الأتراك. ❊منى زايدي