سارع بعض التجار إلى تغيير نشاطهم التجاري بالجلفة، بما يتماشى مع الشهر الفضيل، حيث تحولت محلات «الفاست فود» وأغراض أخرى إلى صنع الحلويات العصرية والتقليدية على غرار الزلابية وقلب اللّوز، التي انتشرت انتشارا رهيبا في مختلف الشوارع مع إقبال كبير من السكان، هناك من كان يزاول هذا النشاط من قبل، الأمر الذي أدى بالعديد من أصحاب محلات الأكل الخفيف والمقاهي إلى تغيير خدماتها وحصرها في إعداد المرطبات. وللتعرف أكثر على الوضع، تقربت «الشعب» من العديد من المواطنين والباعة، لمعرفة أسباب انتشار هذه المحلات وإقبال المواطنين عليها، وعشق الجلفاوين خاصة للزلابية وقلب اللوز، وفي خضم الانتشار الواسع الذي تشهده المحلات الخاصة ببيع الزلابية وغيرها من الحلويات الشرقية. قامت «الشعب» بجولة استطلاعية في العديد من شوارع الجلفة، من أجل معرفة أسباب الإقبال الواسع على هذه المحلات، ليقول في هذا الصدد «عامر درفلو»، وجود مثل هذه المحلات على مدار السنة شيء مميز ورائع، خصوصا أنني من عشّاق قلب اللوز، الحلوى التقليدية المفضّلة لديّ، وفي ذات السياق، يقول محمد الطبي، صاحب محل كشك الزلابية وقلب اللّوز: «أبيع أشهى الحلويات التقليدية الجزائرية، خصوصا أنني أفضل الحلويات بالعسل، فلا يوجد أفضل منهما بين الحلويات الجزائرية». من جهة أخرى، صاحب محل للفواكه، مختار ربيع يقول: «بيع الزلابية وقلب اللّوز في انتشار كبير ووجودها شيء جميل وممتع، حيث كنا نشتهي الزلابية وقلب اللوز بشكل كبير وننتظر حلول شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر لشرائها، ولكن الآن بالعكس تماما، فهي متوفرة بفضل هذه المحلات. صاحبة محل لتعليم الحلويات السيدة فتيحة: «في الحقيقة، وجود هذه المحلات ميّز الجلفة، لأن لها دور مهم في التعريف بالأطباق والحلويات الشهية التي تتميز بها بلادنا، فمثل هذه المحلات يمكن أن نقول أن دورها لم يعد منحصرا فقط في إسعاد المواطن الجلفاوي وتسهيل اقتنائه للحلويات، بل حتى تعريف السياح والأجانب بأهم أنواع الحلويات التقليدية الجزائرية وأنا أملك أصدقاء أجانب زاروا الجلفة وأحبوا بشدة الزلابية وقلب اللّوز، طبعا الفضل يرجع إلى مهارة أصحاب هذه المحلات في إعدادها»، كما ذهب من جهة أخرى، علاوة بولرباح، صاحب محل مجاور لأحد محلات بيع الحلويات التقليدية: «أنا أعشق الزلابية، خصوصا بعد إنشاء محل لبيع الزلابية وقلب اللوز أمام محلي، فأصبحت في كل مرة أنهي فيها عملي، أشتري الزلابية في طريقي للعودة إلى بيتي وأنا أحبها واعتدت عليها، خاصة وأن هذا المحل يعدها بطريقة جيّدة ومميزة،فالحلويات المشرقية تعرف إقبالا من الزبائن وفي كثير من الأحيان تكون طلبات خاصة لأنواع معينة للسهرات الرمضانية، وبخصوص الأسعار، أجمع العديد من المواطنين على غلاء الزلابية، عكس الحلويات الأخرى، لتقول سهيلة، ماكثة بالبيت نستطيع القول أن أسعار الحلويات التقليدية في متناول الجميع، مثل قلب اللوز والڤريوش والخفاف والسقار وغيرها، إلا أن الزلابية باهضة الثمن. تقربنا من بعض أصحاب محلات بيع الزلابية وقلب اللوز، لمعرفة وجهة نظرهم في هذا الواقع الذي تميز بإقبال كبير من طرف المواطنين ليؤكد في هذا الصدد «محمد جقبوب» وهو بائع بأحد المحلات الخاصة ببيع الزلابية والحلويات التقليدية بوسط المدينة: «كنا نملك أنا ورفيقي محلا للفاست فود وكنا ننتظر شهر رمضان لنغيّر النشاط لبيع الحلويات التقليدية الزلابية وقلب اللّوز، وكنا نجني أضعاف ما نحصل عليه في السابق، ولكن بعدما رأينا بعض المحلات المجاورة تبيع هذه الحلويات على مدار السنة، جرّبنا التغيير ولم نندم على ذلك وتحصلنا على أضعاف زبائننا، ليضيف العيد، صاحب محل للحلويات التقليدية : «هي تجارة مربحة ولها زبائنها وتشهد إقبالا كبيرا من الزبائن، ليس فقط على الزلابية وقلب اللّوز، بل حتى على أنواع أخرى مثل السيقار، المقروط، الڤريوش، لبراج وغيرها، فالجزائري ذواق بطبعه .