حسم 21 مختصا في علم الفلك في بيان تلقت (المساء) نسخة منه، الجدل الذي فتحه السيد بوناطيرو، حول مواقيت الصلاة والإمساك بزعمه أننا نصلي الفجر أربعين دقيقة قبل دخول وقته، مؤكدين أن هذه التصريحات غير صحيحة علميا بالإضافة إلى كونها غير مسؤولة. وجاء رد مجموعة من الدكاترة والأساتذة، في هذا البيان أنه بعد الجدل العام الذي أحدثته التصريحات الأخيرة للدكتور بوناطيرو لبعض وسائل الإعلام، والتي جاء فيها أن وزارة الشؤون الدينية تعتمد على جداول مغلوطة لمواقيت الصلاة، وضعها فلكي هاو منذ الاستقلال. وفي هذا السياق، أكد الموقعون على البيان أن وضع جدول مواقيت الصلاة والإمساك والتقويم الهجري المعتمد من طرف وزارة الشؤون الدينية، يتم من طرف خبراء علم الفلك المنتسبين إلى مركز البحث في الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء (كراغ)، وهذا باعتماد قواعد حساب معيارية، وهي نفسها المستعملة منذ عقود ومتفق عليها في العالم الإسلامي، كما أن هذه الرزنامة الشاملة تحوي مواقيت الصلاة والإمساك ومناسبات التقويم الهجري بالاعتماد على معايير فلكية لإمكانية رؤية الهلال وليس فقط على مواقع القمر. إضافة أن قواعد حساب المواقيت أسسها الفلكي البيروني، قبل ألف سنة ويقصد بها بشكل أدق، قاعدة 18 درجة من انخفاض الشمس تحت الأفق والتي تعتمد في حساب مواقيت صلاتي الفجر والعشاء، مع الإشارة إلى أن مواقيت الفجر هي مواقيت الإمساك. بالمقابل قدم هؤلاء العلماء الأسباب التي تؤدي إلى حدوث لبس في حساب مواقيت صلاة الفجر، فقالوا إن الظلام الدامس الذي يمثل اختفاء أشعة الشمس كلية، بما يسمى «الشفق الفلكي» في المساء والفجر الفلكي صبحا، يحدث عندما تكون الشمس تحت الأفق ب18 درجة حينها تختفي أشعة الشمس كلها حتى المنكسرة منها في الغلاف الجوي، وفي تلك اللحظة وفي ظروف جوية مثالية يمكننا رؤية النجوم الأقل لمعانا، وهو المعيار المستخدم اليوم في العالم الإسلامي عدا بعض الاختلافات الطفيفة. وجاء في البيان أيضا أنه فيما يتعلق بدليل الدكتور بوناطيرو، أنه في مكة تكون السماء نيّرة حين الخروج من صلاة الفجر، بينما تكون في الجزائر ظلاما دامسا، هو «كلام غير صحيح، بشهادة زوّار بيت الله الحرام. وذكر العلماء الممضون على البيان، أن السبب الحقيقي وراء ملاحظة ظهور الشفق بعد الفجر، يعود إلى عدم حدوث الظروف المثلى للمشاهدة، بفعل أن الأفق الشرقي يكون مفتوحا وبعيدا عن التكتلات السكانية (بتلوثها الضوئي)، والليل بدون قمر ووفق أحوال طقس مثالية أي بدون رطوبة أو غبار في الجو. وردا على قول الدكتور بوناطيرو، أن الفلكيين الجزائريين يخلطون بين الفجر الصادق والكاذب أكد المعنيون أنهم يعرفون ما معنى الفجر الكاذب وكذا مصدره (تشتت ضوء الشمس على الغبار البين الكوكبي)، وأنه لا يحدث إلا في فترات محددة من السنة وبطرق مدونة لدى كل الفلكيين. واختتم موقعو البيان بالتأكيد على عدم استناد ادعاءات الدكتور بوناطيرو، إلى أي دليل علمي، وأنها غير مدعومة من قبل أي هيئة علمية من أرجاء العالم. للإشارة وّقع على بيان بخصوص الجدل حول مواقيت الصلاة والإمساك كل من الدكاترة والأساتذة: جمال ميموني، نسيم سغواني، توفيق عبد اللطيف، نضال قسوم، عبد الرحمن زغبي، مراد فوكة، ياسين دمرجي، ناصور بوزياني، خليل ضيف الله، زليخة سحنون، ياسين رحماني، عبد الغني تبون، رضا عطالله، صفيان عودية، بهية سي لكحل، حسان هاشمي، سهام كلي، زيتوني حناشي، مولاي شابو، توفيق مصطفاوي ونور الدين مباركي.