تعثر مر سجله المنتخب الوطني لكرة القدم خلال خرجته الودية أمام جزر الرأس الأخضر بعد تعرضه لهزيمة قاسية (2-3) ليلة الجمعة إلى السبت بملعب 5 جويلية ، ومن شأن هذه الخسارة أن تضع مستقبل الطاقم الفني الوطني بقيادة رابح ماجر على المحك. وحتى إن كانت المباراة ودية، مثلما يؤكد على ذلك المدرب رابح ماجر، إلا أن الهزيمة لم تكن مقبولة من قبل الجمهور الجزائري، خاصة أن المنتخب الوطني تنتظره مباراة أخرى ضد منتخب البرتغال يوم الخميس القادم بلشبونة. واصطدمت العناصر الوطنية بفريق الرأس الأخضر المحترم (الصف 58 عالميا)، الذي عرف كيف يتفوق على أشبال ماجر في عقر ديارهم، بالرغم من البداية الموفقة للفريق الوطني الذي افتتح باب التهديف منذ الدقيقة الرابعة عبر رأسية المدافع رامي بن سبعيني، الذي استغل ركنية رياض محرز على يسار الحارس ليصعد فوق الجميع ويسجل الهدف الأول. رد فعل الزوار لم يتأخر كثيرا، ففي الدقيقة (14) انطلق لاعبو الفريق المنافس في عمل هجومي منسق. وعند مشارف منطقة 18 مترا، المهاجم ريكاردو غوميش يسدد ويعدل النتيجة للرأس الأخضر (1-1). وحاول «الخضر» بعدها السيطرة مجددا على مجريات اللعب عبر الضغط الهجومي، حيث تمكن المهاجم بغداد بونجاح من توقيع الإصابة الثانية برأسية (د 29)، إثر تلقيه توزيعة براهيمي المحكمة داخل منطقة العمليات. واشتغلت القاطرة الأمامية للمنتخب الوطني بصفة جيدة، بصنعها العديد من الفرص التهديفية، لكن نقص الفعالية وسوء الحظ حالا دون إضافة الجزائر أهدافا أخرى، حيث رد القائم رأسية سوداني (د 31)، ثم تألق الحارس دياس عند (د 34) عندما نفّذ براهيمي مخالفة على يساره، واستطاع صد الكرة بمساعدة القائم أمام سوداني وبونجاح على ثلاث مرات. وفي الدقيقة (42)، انطلق زملاء القائد نبيل بن طالب من وسط الميدان في عمل كروي جماعي ممتاز، لكن بونجاح ضيّع فرصة سانحة وجها لوجه مع حارس الخصم لإضافة الهدف الثالث، لينتهي الشوط الأول بتفوق الجزائر على الرأس الأخضر (2- 1)، مع تسجيل صافرات الاستهجان من أنصار «الخضر» الحاضرين بقلة في مدرجات 5 جويلية. في المرحلة الثانية، قام الطاقم الفني الوطني بأربعة تغييرات في فترات متفاوتة؛ من أجل إعطاء نفس جديد للتشكيلة الوطنية، لكنها لم تؤت ثمارها، سيما من الجانب الدفاعي، الذي ارتكب العديد من الهفوات خلال جميع أطوار اللقاء. ففي الدقيقة (67) استغل المهاجم الخطير ريان مانديس ارتباك الدفاع الجزائري، ليعدل النتيجة للضيوف عبر تسديدة أرضية (2- 2). وزرع هذا الهدف الشك في وسط لاعبي المنتخب الوطني، سيما أنهم أخفقوا في تسجيل العديد من الفرص التهديفية عبر بن طالب، خاصة بونجاح الذي كان بإمكانه أن يصنع الفارق بمفرده. بالمقابل، كسب أشبال المدرب البرتغالي خوسي أغواس الثقة في قدرتهم على الإطاحة بالمنتخب الجزائري التائه فوق الميدان، ليتجسد ذلك في الدقيقة (71)، عندما ارتكب الحارس شاوشي ومحور الدفاع خطأ فادحا، فعوض إبعاده الكرة خارج منطقته، مررها لمهاجمي الخصم الذين افتكوا الكرة، والبديل خوليو تافاريز أسكن الكرة في الشباك الجزائرية، مانحا فوزا مستحقا لمنتخب الرأس الأخضر على حساب نظيره الجزائري (2- 3)، وبالتالي تلقّى الفريق الوطني خسارة قاسية ومهينة بميدانه أمام الرأس الأخضر، وهي الثالثة على التوالي بحساب هزيمة المحليين ضد السعودية (0- 2)، من شأنها أن تعجل برحيل الناخب الوطني رابح ماجر، الذي خرج تحت صافرات الاستهجان والشتائم من طرف الكمية القليلة من الأنصار المتواجدين بمدرجات ملعب 5 جويلية، والذين طالبوا صاحب العقب الذهبي الشهير بالاستقالة من تدريب «الخضر»، وبعودة المدرب السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش. وعلى العناصر الوطنية التي أمضت سهرة سيئة أن تسترجع أنفاسها، وأن تنظم صفوفها بقيادة الطاقم الفني، المطالَب بتصحيح الأخطاء وتدارك النقائص، قبيل مواجهة منتخب البرتغال بطل أوروبا، في لقاء ودي آخر يوم الخميس المقبل بلشبونة 20:15 بتوقيت الجزائر.