«رحلة" عنوان حفل أندلسي جزائري تونسي استقبلته أوبرا "بوعلام بسايح"، سهرة أول أمس، أحياه الصوت الواعد منال غربي واسم بارز في هذا اللون الأصيل من تونس زياد غرسة، فكان سفرا مريحا لجموع الحاضرين الذين غصت بهم القاعة، من خلال أداء نوبة "رمل مايا" وتقديم مقاطع من التراث الأندلسي الجزائريوالتونسي بشكل مدهش. الحفل حضره من الرسميين، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، واستهلت الموهبة الصاعدة منال غربي السهرة بأداء جزء من نوبة "رمل مايا" بطريقة احترافية، وبقيادة مقداد زروق للجوق الأندلسي للجزائر العاصمة، اختارت لوحات مختلفة عن جلسات الجوق الأندلسي الكلاسيكية، وعزفت في البداية على البيانو مقطعا موسيقيا، أو كما تسمى اصطلاحا "توشية"، ثم تابعت العزف بالغناء منفردة، فبرز تفردها بالأداء بصوت جميل ومتمكّن. قدمت منال غربي جزءا من نوبة "رمل مايا" لأنه يناسب شهر رمضان ونسمعه كثيرا في طبع الشعبي المشتق من الموسيقى الأندلسية، وفي الجزء الثاني أدت نوع الحوزي بقصيدة "أش من يحدثني عن العدرا" لبن سهلة. تقول منال غربي ل«المساء"، إنها تركت التقديم التلفزيوني لتعود إلى أصلها الأول، وهو الموسيقى، منذ العام الماضي، وذكرت أنه منذ طفولتها وهي تمارس هذا الفن ولم تتركه، وفي ديسمبر 2017 كان أوّل حفل لها احتضنته قاعة "ابن زيدون" بمركز الفنون في الجزائر العاصمة، ثم شاركت في مهرجان الموسيقى الأندلسية والعتيقة بأوبرا "بوعلام بسايح" في ثنائي جمعها مع فنانة أرمينية بقيادة خليل بابا أحمد، بعدها مرت مع هنا حسني إلى جانب مغنيتين في الطابع الأندلسي هما أسماء علا وحسناء هني بقاعة "ابن زيدون". وكان لها شرف افتتاح مهرجان الموسيقى الأندلسية بقصر الثقافة "مفدي زكريا" بالعاصمة. عن مشاركتها الحفل مع الفنان التونسي زياد غرسة، أفادت غربي أنها تعرفت عليه قبل سنوات، لما كان والده طاهر غرسة حيا وهي تؤدي ضمن جمعية "الانشراح"، وفي الجزائر كما في تونس، الموسيقى الأندلسية تتشابه، لاسيما في طبع المالوف، ويمثل زياد غرسة بالنسبة لها خليفة والده الذي يعد من أعمدة هذا اللون الموسيقي في تونس، لأنه يؤدي بطريقة رائعة جدا. بعد جولة فنية وطنية حل بها في كل من عنابة وقسنطينة وبسكرة وتلمسان، ختمها المطرب المميز زياد غرسة بالجزائر العاصمة، إذ لمع صوته وأدى وصلته الموسيقية بنجاح، كسب بها جمهورا تدفق بكثافة من أجل الاستماع لأدائه في المالوف التونسي والموشحات الأندلسية. بعد أن أبهر في العزف على البيانو الكهربائي وقدم نغمات أندلسية من عمق تونس، ومع جوق قاده الموسيقار كمال معطي، غنى غرسة في البداية "أش أداني نعشق"، ثم استرسل بسلاسة ومرّ بين المالوف التونسي والحوزي الجزائري، وأدى "حرمت بك نعاسي" و«وقفوا لبنات" وغيرها من الأغاني. وانتهى الحفل بأداء ثنائي كل من منال غربي وزياد غرسة، وقدما منوعات أندلسية خفيفة، تجلى بهاؤها مع تفاعل الحاضرين. ❊ دليلة مالك