أحيا الفنان التونسي زياد غرسة ليلة الإثنين، حفلا بالجزائر العاصمة أمام جمهور غفير تفاعل مع الإيقاعات الموسيقية ل "الموشح" والأداء الاحتفالي ل "المالوف"، من خلال إبراز التراث الموسيقي العربي الأندلسي، المعروف خاصة في الشرق الجزائري وليبيا وتونس. واختار المغني في المرحلة الأولى من برنامجه، البدء بمدخل تراثي "مصدر الديل"، متبوعا ب "يا مصطفى غرامك"، وهو مقطع صوفي يتناول حب الرسول وكذا "يا ناس جرتلي الغرايب"، مما أثار حماس الجمهور الحاضر في قاعة ابن زيدون في إطار الحفل ال 12 من المهرجان الثقافي الدولي "الصيف في موسيقى" في طبعته الثالثة. أما في المرحلة الثانية من الحفل، فقد أطرب الفنان التونسي جمهوره بأغان من قبيل "كتمتو المحبة" و«زوج صبايا" أو "أنا لمدلل". واعترف المطرب زياد غرسة على الخشبة بفضائل الفنان الجزائري الكبير حمدي بناني، الذي علّمه -كما قال- "عيون لحبارة"، معتزا بجزائريته وانتمائه لمنطقة بسكرة. واختار الفنان العاصمة الجزائرية لتدشين آلته الموسيقية المسماة "عود الطاهر" على اسم والده الراحل؛ حيث أضاف إليه وترين؛ مما مكّّن من إضافة بعدين وفضاءين للتلحين والأداء الصوتي. للإشارة، وُلد زياد غرسة سنة 1975، وتلقّى تعليمه الأول في الموسيقى من والده الطاهر غرسة، الذي لقّنه قواعد المالوف، وفي سن 14 تحصّل على شهادته الأولى، وأصبح مع مرور الزمن من أفضل الأصوات في هذا النوع. ويعزف الفنان على العديد من الآلات الموسيقية، وسجّل حوالي 40 أغنية، وأشرف من 2006 إلى 2011 على الجوق والمجموعة الصوتية "الرشيدية" الجمعية الثقافية والفنية التونسية للموسيقى التقليدية، التي رأت النور سنة 1934. وعرفت ذات الأمسية برنامجا نشّطه عبد الحميد بوزاهر الفنان الخنشلي صاحب الصوت القوي والشجي؛ حيث أدى في الطبع "الشاوي" باقة من الأغاني التراثية وأخرى من تلحينه. ويتواصل المهرجان الثقافي الدولي "الصيف في موسيقى" إلى غاية 30 أوت، ببرمجة فنانين جزائريين وأجانب كل أمسية برياض الفتح.