لن تنتظر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إلى تاريخ 24 جوان الجاري، موعد عقد اجتماع المكتب الفيدرالي، لاتخاذ قرار بشأن الناخب الوطني رابح ماجر، مثلما سبق أن صرح به رئيس الفاف خير الدين زطشي، حيث بات من المؤكد إبعاد المدرب من منصبه على رأس العارضة الفنية للخضر، ومن المنتظر أن يتخذ القرار بداية هذا الأسبوع. وقد جاء هذا حسب بعض المصادر نظرا لبعض المعطيات الجديدة التي أعقبت مقابلة البرتغال الماضية، وحتى قبلها، بداية من الرسالة التي بعث بها اللاعبون للمسؤول الأول عن الاتحادية، مؤكدين فيها بأنهم «نحن نحترم ماجر لكن لا يمكننا الذهاب بعيدا معه، وعليك أن تجد الحلول»، الهزيمة دون إقناع لل11 لاعبا جزائريا، أمام منتخب البرتغال، وعدم ظهور أي لمسة للناخب الوطني، الذي يسجل انهزامه الرابع على التوالي، بعد كل من إيران، السعودية، جزر الرأس الأخضر والبرتغال، وحتى إن كانت هذه المباريات ودية، كما يقول ماجر، وتسمح له بتصحيح الأخطاء مثلما صرح، إلا أن المتتبعين للفريق الوطني يرون بأنه لم يتم تصليح أي خطأ والمنتخب ينهار من يوم إلى آخر، وحتى اللاعبون فقدوا الثقة في هذا الطاقم الفني، وهذا ما ظهر عليهم في المباراة الأخيرة في لشبونة، حيث كانوا يريدون إنهاء المباراة، مهما كانت نتائجها ليعودوا إلى الراحة. ويواجه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ضغطا شديدا بخصوص مصير هذا المدرب، فهو مطالب من قبل الجميع، سواء من الجمهور أو من أعضاء مكتبه الفيدرالي أو من التقنيين والمتتبعين، وآخرهم اللاعبين، بإيجاد الحلول للفريق الوطني، والأمثل هو إقالة الناخب الوطني وجلب مدرب كبير يمكنه أن يعيد الروح للمنتخب الجزائري، فرئيس الفاف لا يريد أن يحدث له ما حدث مع المدرب الإسباني ألكاراز، الذي أجبر على أن يدفع له التعويض، ولهذا فمن الممكن أن يحاول إيجاد اتفاق بالتراضي مع ماجر، غير أن ذلك سيكون مستحيلا، في وقت لازال المدرب الوطني متمسكا بمنصبه، ويريد مواصلة المشوار، دون أن يعترف بفشله، وقد بعث برسالة واضحة لمسؤولي الفاف، في الندوة الصحفية التي عقدها عقب مباراة البرتغال، مفادها بأنه لن يقبل أن يقدم استقالته، ليبحث عن التعويض لما تبقى من عقده مع الفريق الوطني، لمدة تقارب العامين والنصف، بأجرة شهرية تصل إلى 400 مليون سنتيم، هذا ما أوقع الفاف في ورطة، بين الرضوخ للمطالب الجماهيرية وحتى الرسمية، وتعويض ماجر قيمة مالية ستكون معتبرة جدا، ليخرج هو الرابح، مع أنه على مقربة في تحطيم الفريق الوطني، فكيف سيتصرف زطشي، الذي سبق له أن رمى الكرة في مرمى المكتب الفيدرالي؟. ومثلما كان مقررا من قبل، فإن مباراة البرتغال ستكون الأخيرة لرابح ماجر، على رأس الفريق الوطني، ليعرف نفس المصير الذي عرفه في السابق، دون أن يتمكن من تحقيق أي نجاح، فمنذ توليه العارضة الفنية للخضر، تراجع مستواه كثيرا، فعوض أن يحسن بعض المناطق، لم يعرف كيف يجد الحلول على غرار منطقة الدفاع التي كانت هي النقطة السوداء للفريق الوطني مع المدربين السابقين، ومع ماجر أصبحت أكثر ضعفا، والدليل هو تلقيها لستة أهداف في مبارتين متتاليتين، ضد جزر الرأس الأخضر وضد البرتغال في ظرف أقل من أسبوع، كما أصبح اللاعبون يفتقرون للروح التي كانت فيهم، رغم أن الكثير منهم يملكون إمكانيات كبيرة.