أكّد مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر، نور الدين منصور ل"المساء"، أنّ كلّ الشواطئ المسموحة للسباحة، والمقدّر عددها ب66 شاطئا، جاهزة لاستقبال المصطافين، بعد عيد الفطر المبارك، حيث تتوفّر على كلّ الشروط والتجهيزات والوسائل الضرورية، على غرار المرشات، دورات المياه، غرف تغيير الملابس، مراكز الأمن، ومواقف السيارات. وأشار المسؤول إلى تجنيد عدد كبير من أعوان الأمن وحراس الشواطئ، لإنجاح موسم الاصطياف لسنة 2018. ذكر نور الدين منصور في لقاء خص به «المساء» أنّ ولاية الجزائر تضم 78 شاطئا، فيما تم اتخاذ قرار فتح 66 منها أمام المصطافين، واقتراح غلق 21 شاطئا آخر، بسبب عدم توفرها على المسالك المؤدية إليها، إلى جانب تلوث مياه البعض بها، وعدم صلاحية البعض الآخر لخطورتها على المصطافين، فضلا عن نقص التجهيزات والتهيئة. مجانية الكراسي والشمسيات وأكّد المتحدّث، أنّ الدخول للشواطئ ال66 المسموحة للسباحة، سيكون بالمجان، إلى جانب كل التجهيزات التي يحتاجها المصطاف، والتي توفّرها المؤسسات الولائية، على غرار مؤسسة ديوان الحظائر والتسلية «أوبلا''، التي ستسيّر الشواطئ المسموحة للسباحة، المجهزة بكل التجهيزات الضرورية التي ينص عليها التنظيم المتعلق بالإعلان عن الفتح، كتوفّر الماء والكهرباء، دورات المياه، الحماية المدنية، الأمن والمسالك كأدنى شروط. وشدّد المسؤول الأول على قطاع السياحة في العاصمة، على مجانية الشواطئ وعدم السماح لأي كان باستغلال أي مساحة، ووضع الشمسيات والكراسي وكرائها للمصطافين، لأن ذلك من صلاحية المؤسسات العمومية الولائية، لاسيما «أوبلا» التي تضع كل تلك الوسائل تحت تصرف المواطنين الذين يتمتعون بمياه البحر ورماله، ويقضون أياما من الراحة والاستجمام بالمجان، باستثناء الخدمات كالمشروبات والأكلات الخفيفة وبعض الألعاب التي يقتنيها مرتادو الشواطئ. وفي هذا الصدد، أوضح أن الفوضى التي كانت سائدة السنة الماضية، والتي شهدت كراء الكراسي والطاولات للمصطافين، سوف لن تتكرر هذه السنة، حيث كانت «أوبلا» تؤجر تلك الوسائل للمصطافين، غير أنه وقعت بعض التجاوزات، جعلت والي ولاية الجزائر يتخذ قرار منحها بالمجان هذه السنة، باستثناء الخدمات التي يدفع أجرها. خطوط نقل جديدة نحو الشواطئ أما بالنسبة لحظائر السيارات، فقد تم الاحتفاظ بسعر السنة الماضية والذي حدّد ب50 دج، حيث كان هناك تحكّم في تحصيل المداخيل، نتيجة للقرار الذي اتّخذته الولاية، والمتمثّل في استخدام التذكرة الإلكترونية، حيث انطلقت العملية السنة الماضية، وأكد المتحدث تسجيل فرق كبير في المداخيل التي كانت تجنى من التذكرة المطبوعة التي استخدمت مواسم الاصطياف الفائتة، كما يتم أيضا توفير النقل إلى غاية الشواطئ، من خلال مخطط نقل أعدته مديرية النقل ومؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر «إيتوزا»، خاص بموسم الاصطياف، يربط أهم المجمعات السكانية بالشواطئ، وتدعيم الحظيرة بمركبات جديدة والترخيص للناقلين الخواص، من أجل فتح خطوط باتجاه الشواطئ، لتدعيم النقل في أحسن الظروف الممكنة. من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالنقائص التي سجلت موسم الاصطياف الماضي، أوضح المسؤول أن شكاوى المصطافين تركزت حول كراء الشمسيات وتلوث بعض الشواطئ.. واتخذت كل التدابير هذه السنة للقضاء على مشكل كراء الطاولات، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يقدم على كراء الكراسي أو الطاولات من عمال «أوبلا»، في حالة تقدم المواطنين بشكاوى لمصالح الأمن المتواجدين في عين المكان، أو للولاية أو عن طريق وسائل الإعلام، لوضع حد لهذه التصرفات التي تعكر صفو المصطافين الذين من حقهم التمتع بمجانية الشواطئ. المواطن مدعو للتبليغ عن التجاوزات وحسب المتحدّث، هناك لجان لمراقبة الشواطئ، والتأكد من أنّ كلّ الأمور على ما يرام والشواطئ بالمجان، مشيرا إلى أهمية مساهمة المواطن في تطبيق هذا الإجراء، من خلال تبليغه عن أي تجاوز عبر الشواطئ، والاتصال بالمعنيين وتقديم شكوى للمديرية العامة ل»أوبلا»، حيث ستوضع لافتات لإعلام المصطافين بمجانية الشواطئ. وبخصوص تلوّث مياه البحر الذي كان ضمن نقائص الموسم الماضي، فقد طرح المشكل حسب نور الدين منصور، بشاطئ الرغاية القريب من البحيرة، بسبب تفريغ بعض المصانع لمياهها القذرة وذهابها مباشرة للبحر، حيث اتّخذت تدابير السنة الفارطة وقلت حدة المشكل، كما أضاف مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر، بينما تم السنة الجارية إلزام هذه المصانع بوضع مراكز لتصفية مياهها القذرة وإلا ستتعرض للغلق، حيث كشفت التحاليل، حسب تأكيد المسؤول، أن المياه ليست ملوثة هذا العام. على صعيد آخر، ذكر المتحدث أنه تم إعداد برنامج ترفيهي ثري ومتنوع، من طرف مديريتي الثقافة والشباب والرياضة، بمناسبة موسم الاصطياف الذي سيقام حفل افتتاحه بعد عيد الفطر المبارك، ويمس كل البلديات الساحلية وبعض البلديات الأخرى المعنية بهذا الموسم، الذي يتزامن مع الألعاب الإفريقية للشباب، فضلا عن احتلال الفضاءات المتوفرة للترويج وتسويق منتجات الصناعة التقليدية، مشيرا إلى نجاح تجربة منتزه «الصابلات»، التي ستعمم بسيدي فرج، باب الوادي، ساحة أودان، وحديقة الرياح الكبرى. في نفس السياق، ذكر أنّ معرض الصناعات التقليدية، الذي يتواصل على مستوى «الصابلات» طيلة الفترة الصيفية، يعرف إقبالا كبيرا من طرف العائلات، التي تتوافد على 30 خيمة يعرض فيها الحرفيون إبداعاتهم من منتجات الحلي والملابس التقليدية والنحاس والخشب والمنسوجات وغيرها، ما يشجعهم على تنويع وعصرنة منتجاتهم التقليدية. فتح فنادق جديدة ب3 آلاف سرير قريبا وبخصوص المؤسسات الفندقية الجديدة، التي سيتم فتحها في الأيام القليلة المقبلة، ذكر المتحدث بفتح مؤسسات بقدرة إيواء تصل إلى 3 آلاف سرير، ما يعزّز قدرة الاستقبال بالعاصمة، التي يجري بها إنجاز أكثر من 60 مشروعا فندقيا يعرف تقدما في نسب إنجازها، وستحقق قفزة نوعية في مجال الخدمات التي توفرها للزبائن، فضلا عن أشغال إعادة تأهيل وتطوير 20 مؤسسة فندقية سياحية تابعة للقطاع العمومي، من شأنها إعطاء دفع قوي للسياحة بولاية الجزائر. من جهة أخرى، أكد نور الدين منصور، دور الوكالات السياحية في الترويج للمنتج السياحي، حيث تنشط بالعاصمة 700 وكالة، غير أن أغلب الوكالات تنشط في مجال العمرة وبيع تذاكر الطائرات وترويج المنتج السياحي الأجنبي، نتيجة لطبيعة الوكالات، فضلا عن مكاتب الأعمال التي تنشط في قطاع السياحة بدون رخصة، حيث تم السنة الجارية، غلق ثمانية مكاتب ومتابعتها قضائيا، مشيرا إلى أن وكالات السياحة والأسفار ليس لها تصور حول المنتج السياحي وكيفية تركيبه والترويج له ووضعه في السوق، ما جعل أغلب الوكالات لا تقدم إضافة لقطاع السياحة على المستوى الوطني، مشيرا إلى عودة محتشمة لبعض الوكالات، التي تسوق لوجهة الجزائر العاصمة، التي تشهد إقبالا متزايدا لعدد من السياح الأجانب. بخصوص منتزه «الصابلات»، الذي يشهد إقبالا كبيرا للعائلات من العاصمة وخارجها، خاصة في موسم الاصطياف والعطل، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية بالعاصمة على برمجة نشاطات ترفيهية وقرية للنشاطات، ستبقى مفتوحة على مدار السنة، وتدعيمها بمرشات ومراحيض إضافية، لاستقبال العدد المتزايد من الزوار، مع الحرص على توفير النظافة بهذا المنتزه.