تكثف وحدة مؤسسة «الجزائرية للمياه» بولاية عين الدفلى هذه الأيام جهودها، من خلال إجراءات ميدانية، عبر مختلف المواقع للتكفل بما يجب القيام به من أشغال من شأنها تجنيب السكان الحرمان من مياه الشرب، في حين تعمل السلطات المحلية، بمختلف البلديات، على مجابهة أي خلل في مجال تزويد المواطنين بمياه الشرب خلال شهر رمضان الكريم وفصل الصيف الذي تزداد فيه الحاجة لهذه المادة الحيوية. أكد مدير وحدة «الجزائرية للمياه» لعين الدفلى محمد مناعي أن مصالحه تستعد لضمان توزيع عادي للمياه من خلال تحسين كافة طاقات الاستيعاب للمياه الجوفية، بعد التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها المنطقة في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى وجود 71 منقبا تتوفر عليها الولاية، هي اليوم ممتلئة عن آخرها، معظمها يوجد بالبلديات الكبرى كخميس مليانة، مليانة، عين الدفلى، العامرة، العبادية والعطاف.. موضحا أنه يتعين على مصالحه تشغيلها كلها ووضعها في الخدمة بعد توفير المضخات بغية القيام بالتدخلات السريعة وتجنب أي تأخر، مضيفا أنه تم تعيين مموّنين لتحضير مضخات إضافية لرفع التحديات المنتظرة. وبهدف استغلال المياه السطحية انطلاقا من السدود الخمسة التي تتوفر عليها الولاية، فإن المصالح المذكورة تسعى لرفع الطاقة الإنتاجية وترشيد توزيعها بسد «سيدي امحمد بن طيبة» ببلدية عريب لمضاعفة الطاقة الحالية المتمثلة في 43 ألف متر مكعب من المياه يوميا، فضلا عن محطة تصفية المياه بسد «أولاد ملوك» ببلدية زدين، الذي يمون 6 بلديات (هي الروينة وزدين وبوراشد والعطاف والماين)، ومن المنتظر مضاعفة الإنتاج الحالي المقدر ب 43.5 ألف متر مكعب يوميا. في حين سيعرف سد «بورومي» ببلدية بومدفع، شرق الولاية، مضاعفة الإنتاج الحالي من المياه المخصصة للشرب والمقدر ب 13.8 مترا مكعبا، لتزويد سكان كل من بلديات حمام ريغة وبومدفع وعين البنيان والحسينية بالكميات المطلوبة. بينما ينتج سد «سيدي بوزيان» ببلدية بلعاص 16ل/ثا، أي 14 ألف متر مكعب يوميا وهو -حسب المتحدث - ما سيعرف مضاعفة إنتاجه لمجابهة الاحتياجات المتوقعة لسكان كل من بلديات بطحية، بلعاص، والحسنية. بينما يعرف سد»تيكزال» الذي تبلغ طاقته 3500 متر مكعب نفس الإجراء، للتكفل بسكان بلديات الماين وتيبركانين وبعض المداشر المجاورة له. وإذا كانت الجهود مركزة على رفع الإنتاج ومضاعفته، فإن ذلك مرهون بمضاعفة العامل البشري حيث أكد السيد مناعي أنها ضرورية للتدخلات العاجلة وبخاصة فرق التدخلات الإلكتروميكانيكية والمهام الموكلة إليها على مستوى الشبكات بمختلف المواقع لإصلاح التسربات، التي قال عنها المتحدث إنها آخذة في التناقص لعدة عوامل أهمها الجهود المبذولة، ووعي المواطنين بشكل عام في الحفاظ على القنوات رغم بعض الممارسات المحدودة هنا وهناك. من جهة أخرى، عملت المؤسسة على إنجاز محطة ضخ لفائدة سكان مدينة مليانة بلغت الأشغال بها أكثر من 90 من بالمائة، بعد الانتهاء من تجديد محطة عاصمة الولاية المتواجدة بحي «المرقب» لتحسين تزويد سكان المدينتين بمياه الشرب. وبهدف الحفاظ على صحة المستهلكين، تعمل الجهة المعنية على تدعيم مراقبة المياه خاصة مع حلول فصل الصيف واشتداد الحرارة بالمنطقة، تماشيا وتكاثر الجراثيم، حيث يعمل المخبريون على نقل عينات بشكل دوري من الآبار وكل محطات الضخ ومحطات التصفية والسدود وحتى من حنفيات المواطنين من عدة بلديات لإجراء التحاليل الفيزيوكميائية والبكتريولوجية لنقلها إلى المخابر المتواجدة عبر السدود، حيث يوجد أخصائيون في الميدان، بينما يتم التعاون مع المخبر الجهوي بولاية الشلف وكذا المخبر المركزي للمديرية بالعاصمة، كما تعمل إدارة الوحدة على توفير احتياطي كاف من المواد الكيمياوية وتوعية الإطارات وفرق التدخل على أهمية الواجب المنوط بهم والمهام المسندة إليهم لتفادي أي خلل من شأنه المساس بصحة المواطنين، فضلا عن تسخير شاحنات صهاريج للتدخلات عند ملاحظة أي انقطاع في التزود بالمياه خلال الفترة المقبلة وحتى عبر ال13 بلدية التي لا تزال غير مدمجة ضمن تسيير المؤسسة المذكورة. وتسعى البلديات من جهتها لتحسين تزويد السكان عبر مختلف المداشر والأحياء التي لا تزال محرومة، وفي هذا المجال، أفاد رئيس دائرة العامرة أنه تم تخصيص 7 ملايير لإنهاء مشكل سكان حي «الورود» ذو الكثافة السكانية العالية بعد معاناة طويلة، في حين تسعى سلطات بلدية زدين وبربوش إلى وضع حد لمتاعب سكان بعض الدواوير المحرومة من خلال تزويد سكانها بواسطة الصهاريج، وبالنظر إلى هذه المعطيات وأخرى، فإنه من المتوقع أن تمر الفترة الصيفية بدون مشاكل قديمة تبعا لانتفائها، وقد تساهم تلك الجهود في التشجيع على الاهتمام بالمناطق الريفية النائية ببلدية تاشتة الواقعة شمال غرب الولاية التي لا تزال لم تتخلص من أزمة الماء. م.حدوش