شدّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، أمس، على أنه سيقف بالمرصاد لمنع وقوع أي تجاوزات في مسابقة الدكتوراه والماستر، تجنبا للتجاوزات التي عرفها القطاع الموسم الماضي. واعتبر من جانب آخر انتشار بعض التيارات السفلية في الجامعة أمرا عاديا «كونها عينة من المجتمع»، مذكرا بالمناسبة بمبدأ منع تحزيب الجامعة لخدمة مصالح ضيقة على حساب الصالح العام والرسالة البيداغوجية. وأكد السيد حجار، في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على حفل تكريم الطلبة المتفوقين بجامعة الجزائر «يوسف بن خدة» أنه يحرص على عدم وقوع أي تجاوزات في امتحان شهادة الدكتوراه، تجنبا لما وقع الموسم الماضي، مشيرا بالمناسبة إلى أنه تقرر تمديد التسجيلات الخاصة بالماستر، من أجل تمكين الراغبين من الالتحاق بمقاعد الدراسة. وبخصوص التسجيلات الخاصة بالطلبة الجدد، ذكر الوزير بأنه تم الإبقاء على نفس عدد الاختيارات بالنسبة للناجحين في شهادة البكالوريا، والمقدرة بأربعة اختيارات، قصد السماح للتلاميذ باختيار التخصصات التي تناسبهم وفق العلامات التي تحصلوا عليها، مؤكدا تجند القطاع لعملية التسجيل التي ستتم عبر البوابة الإلكترونية على غرار السنوات الماضية. وشدد الوزير، على ضرورة منع التحزب بالجامعة تجنبا للتأثير على رسالتها البيداغوجية، موضحا مرة أخرى بأن هذا لا يعني منع الأفراد المنتمين للجامعة من التفكير السياسي الحر، «شريطة أن يكون نشاطهم خارج الحرم الجامعي». في سياق متصل، تجنب الوزير الرد على سؤال «المساء» حول الإجراءات الممكن اتخاذها ضد كل من يجعل الجامعة فضاء للصراعات السياسية ووعاء انتخابيا لحزبه، مكتفيا بالقول إنه «لا يجب التصادم بين ممارسة السياسة والعلم والرسالة البيداغوجية، وأن المتحزب حرّ في ممارسة ما يناسب قناعاته خارج أسوار الحرم الجامعي لأنه مواطن وحر في ممارسة هذه المواطنة». التيار السفلي عينة من المجتمع وفي توضيح حول انتشار أفراد منتمين للتيار السلفي في بعض الجامعات في الآونة الأخيرة، قلل الوزير من أثر ذلك قائلا «إن الجامعة هي عينة صغيرة لما يقع في المجتمع، وبالتالي فإن ظهور تلك العلامات أمر عادي وتتابعه الجامعة عن قرب». وعاد السيد حجار للحديث عن الأطباء المقيمين، حيث أشار إلى أنهم يجرون امتحاناتهم في جو عادي، بعد أشهر من الإضراب، مثمنا عودتهم «لجادة الصواب». وفي تقييمه للجامعة الجزائرية، أكد الوزير أن الجامعة الجزائرية بخير، مستنكرا الإقصاء الذي تتعرض له من قبل بعض الهيئات المكلفة بالتصنيف العالمي، والتي أكد أنها تعتمد على معايير غير موضوعية، بسبب طبيعة الجامعة الجزائرية التي هي امتداد لخيارات الدولة الاجتماعية، حيث ذكر في هذا الصدد بأن التعليم في جميع الأطوار بالجزائر، مجاني وفي متناول الجميع، عكس ما هو معمول به في الكثير من الدول الأخرى. وأعطى الوزير في هذا الخصوص أمثلة عن بعض الدول التي ينفق فيها الطالب زهاء 73 ألف دولار في السنة من أجل الدراسة، «فيما يكلف الطالب الجزائري الدولة 70 مليون سنتيم في بعض التخصصات، باحتساب الإقامة والنقل والإطعام»، مؤكدا بالمناسبة حرص الدولة على الاستمرار في هذه السياسية لتمكين جميع أبناء الشعب من الدراسة والتعلم وإعطاء الفرصة للجميع. الباحثون مدعوون لذكر الجامعة خلال النشر الإلكتروني في سياق متصل، أكد وزير التعليم العالي والبحث والعلمي في الكلمة التي ألقاها بمناسبة حفل تكريم الطلبة المتفوقين، بأن الجوائز التي تمنح ببعض الجامعات بالخارج، لا يمكن أن تكون مقياسا علميا لمستوى الجامعة. وأرجع تدني الجامعة الجزائرية في التصنيفات العالمية، إلى افتقاد المنشورات العلمية الجامعية للشكل المطلوب عند النشر، حيث يغفل الباحث في الكثير من الأحيان حسبه ذكر اسم الجامعة ويكتفي بذكر المخبر أو الكلية، «ما يؤدي إلى إسقاط البحوث الجزائرية من القائمة وبالتالي من التصنيف». ودعا حجار بالمناسبة الباحثين إلى عدم إغفال ذكر اسم الجامعة عند النشر الإلكتروني للبحث. وفي حين كشف عن استفادة القطاع من 20 جامعة جديدة خلال الثلاث سنوات القادمة في العديد من مناطق الوطن، جدد السيد حجار حرص القطاع على إشراك كافة الشركاء الاجتماعيين، مؤكدا بأن الوزارة تعتمد على الحوار في فض النزاعات ومعالجة المشاكل العالقة، وأنها تحرص على سير جميع مديري المؤسسات الجامعية على هذا المبدأ لترقية العلاقة بين المؤطر وممثلي كافة النقابات والتنظيمات الطلابية.