أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، السيد عبد القادر بوعزغي، أمس، أن حالات الإصابة بمرض الحمى القلاعية وسط المواشي لا تستدعي دق ناقوس الخطر، مشيرا إلى إحصاء مصالح الصحة البيطرية ل40 حالة تم، حسبه، التكفل بها، في حين تمت مراسلة الولاة لمنع تنقل المواشي ما بين الولايات مع تشديد المراقبة عبر الحدود لمنع دخول رؤوس الماشية من الخارج. كما أوضح وزير الفلاحة في رده عن سؤال «المساء» حول الإجراءات المتخذة من طرف مصالحه بعد تسجيل حالات الإصابة بالحمى القلاعية بولاية البويرة، الأسبوع الفارط، بأن مصلحة الصحة البيطرية تتابع الوضعية عن قرب، مؤكدا التكفل بالحالات المسجلة من خلال العزل والتلقيح، كما تم في نفس الإطار، حسب الوزير، مطالبة الولاة بمراسلة مصالح الأمن لمنع تنقل كل رؤوس الماشية ما بين 4 ولايات محاذية لولاية البويرة لضمان عدم انتقال العدوي. وهون بوعزغي من حدة تأثير الإصابات المسجلة في مرض الحمى القلاعية، واحتمال انتشارها إلى المستوى الذي بلغه منذ سنتين، حيث أدى حينها هذا المرض إلى نفوق عدد كبير من المواشي، خاصة الأبقار، مشيرا إلى أن مصالح الصحة البيطرية تملك من التجربة ما يمكنها من للتكفل بمثل هذه الأمراض، وذلك من خلال التحسيس وسط المربين وتدعيم فرق المراقبة البيطرية عبر المذابح وأسواق الجملة للتأكد من سلامة المواشي. أما فيما يخص ضمان سلامة لحوم أضاحي العيد، بعد تسجيل حالة تعفن اللحوم السنة الفارطة للعام الثاني على التوالي، أكد الوزير أنه لا يمكن الجزم بأن الظاهرة لن تتكرر خاصة وأن الأمر يتعلق بتزامن عيد الأضحى مع ارتفاع درجات الحرارة، غير أنه طمأن في المقابل المواطنين بحرص الوزارة على ضمان سلامة المواشي المخصصة للنحر وذلك من خلال مراسلة كل مصالح الصحة البيطرية عبر التراب الوطني لمراقبة نوعية الأغذية عبر الإسطبلات والأسواق، مع توقيف كل عمليات التلقيح لضمان عدم تأثير الأدوية على نوعية اللحوم الحمراء، مشددا في هذا الصدد على ضرورة احترام شروط النظافة وحفظ اللحوم لضمان عدم تعفنها. وعن أسعار المواشي تحسبا لعيد الأضحى، جدد الوزير تأكيده بأن الأمر مرتبط بالقواعد التي تنظم السوق عبر معادلة العرض والطلب، مؤكدا في سياق متصل بأن المربين قادرون على تلبية كل طلبات السوق الوطنية من دون اللجوء إلى استيراد الأغنام. وبمناسبة إشرافه على افتتاح الجمعية العادية للغرفة الوطنية للفلاحة، بحضور الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، دعا بوعزغي رؤساء الغرف إلى الانخراط في مسار تنمية الاقتصاد الفلاحي، من خلال الاستجابة لتطلعات الفلاحين والمربين، مع فتح باب الانخراط للمتعاملين الاقتصاديين للمساهمة في تطوير نشاط الصناعات التحويلية وتطوير الصادرات الفلاحية، التي تعول عليها الحكومة لتنويع المداخيل خارج المحروقات. ومن بين التوجيهات التي قدمها الوزير للمشاركين في الجمعية، ضرورة وضع حد لتداخل الصلاحيات ما بين أعضاء الغرفة وتشجيع الحوار والتنافسية، خاصة بعد تنصيب 462 مجلسا محليا لمختلف الفروع الفلاحية، والشروع في انتخاب أعضاء 17 مجلسا متعدد المهن لعدة شعب، على غرار اللحوم البيضاء، اللحوم الحمراء، البطاطا والبقوليات، الخضر والفواكه. كما أشار الوزير إلى أن الغرفة مطالبة بتنصيب المجلس الوطني المتعدد المهن للنشاط الفلاحي قبل نهاية الشهر الجاري، متعهدا بتوفير كل الآليات لتحرير المبادرات واستقطاب 11 بالمائة من الشباب المنخرط حديثا في الغرف الفلاحية و60 ألف امرأة ريفية للنهوض بالنشاط الفلاحي. ودعا السيد بوعزغي أيضا إلى استقطاب الشباب من متخرجي معاهد التكوين التابعة للقطاع الفلاحى والتي أحصت هذه السنة تخرج 68323 متربصا في عدة تخصصات، وذلك بغرض استغلال قدراتهم ومعارفهم لعصرنة النشاط الفلاحي.