تعيش مديريات الفلاحة عبر مختلف ولايات القطر الوطني حالة طوارئ حقيقية بسبب تفشي مرض الحمى القلاعية الذي بات ينتشر كالنار في الهشيم، وقد تم تسجيل عدد كبير من الإصابات في ظرف قصير، وسط محاولات طمأنة تبذلها المصالح المختصة التي تؤكد اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وتعتبر الحمى القلاعية مرضا فيروسيا يصيب الحيوانات ويشكل خطرا كبيرا على الحيوانات المجترة ويمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في رؤوس الماشية، ومن أعراض الإصابة بالحمى القلاعية الارتفاع في درجة الحرارة وظهور تقرحات على مستوى الفم والأنف والثدي وكذا على مستوى الحوافر، مما يؤدي إلى العرج. وكانت الجزائر في منأى عن مرض الحمى القلاعية منذ سنة 1999 بفضل حملات منتظمة لتلقيح رؤوس الماشية. واجتاح مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الماشية ولاية بومرداس، حيث تم تسجيل حلات إصابة في عدد من الابقار في الوقت الذي أعلنت فيه مصالح البيطرة حالة طوارى واتخاذ إجراءات استعجالية لاحتواء المرض، فيما هددت مفتشية البيطرة بعقوبات صارمة للمربين الذين يخفون إصابة أبقارهم. وفي الوقت أعلنت فيه السلطات الجزائرية أن الحمى القلاعية اجتاحت ولايات في الوسط الجزائري تجندت المصالح الفلاحية من أجل عدم تنقل المرض إلى الولاية وهي التي قامت بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية سابقا بخرجات ميدانية من اجل وضع الاجراءات اللازمة لحماية المواشي والأبقار عبر كافة بلديات الولاية، على أن ذلك لم يمنع من أجتياح المرض للولاية، حيث علمت أمس أخبار اليوم من مصادر موثوقة أنه تم اكتشاف الإصابة بمرض الحمى القلاعية بكل من بلدية تاورقة، شعبة العامر وحمادي عند مربين خواص، وهي الحالات الأولى على مستوى الولاية ما جعل المصالح الفلاحية بولاية بومرداس تدق ناقوس الخطر حيث اتخذت المصالح البيطرية اجراءات استعجالية للحد من انتشار هذا المرض الخطير وتطويق البؤر الوبائية المعلن عنها في البلديات المذكورة وتلقيح رؤوس المواشي الذي لم يمسها الوباء، مع دعوة المربين الى الإبلاغ عن أية اصابة أو الإشتباه فيها على مستوى الولاية حفاظا على الثروة الحيوانية، مع التزام المواليين بإجراءات التطهير بجميع مداخل مستثمراتهم مع غلق جميع الأسواق الأسبوعية واليومية للمواشي، ومنع نقل المواشي بالولاية الى غاية القضاء على المرض، وتطبيقا للتلعيمة الوزارية انه يتم تعويض المربين بنسبة 80 بالمائة عن الخسائر الناجمة عن الإصابة بمرض الحمى القلاعية لدى الأبقار لمواصلة نشاطهم، كما أكدت مفتشية البيطرة على المربين عدم نقل ماشيتهم لبيعها في الأسواق وتحويلها إلى مناطق أخرى لمنع ذبحها، كما دعتهم للتصريح في حالة الشك بإصابة الأبقار والمواشي بالحمى القلاعية لمساعدة المصالح البيطرية على أداء مهامها، محذرة أن عقوبة إخفاء الإصابة تصل إلى حد مصادرة المواشي والمنع من الحصول على التعويض في حالة نفوقها مع المتابعة القضائية، من جانب آخر، تحرص مصالح الدرك الوطني على منع تنقل الأبقار من الولايات وإدخالها إلى ولاية بومرداس بغرض ذبحها أو تسويقها، حيث يتم إرجاع جميع الشاحنات التي تنقل الأبقار إلى ولاياتها، وهذا من أجل تفادي تنقل المرض الخطير للماشية خاصة أمام زحف هذا الوباء ببعض بلديات الولاية، ما جعل المربون يستنجدون بمصالح البيطرة بعد تكبد البعض منهم خسائر في هلاك الأبقار، خاصة أن الفيروس سريع الانتشار مع سرعة الرياح، للإشارة أن مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الأبقار مسّ سبع ولايات عبر الوطن وتم ذبح 150 بقرة مصرح بمرضها على مستوى الولايات التي سجلت بها حالات المرض، للتذكير فإن المربي يستفيد من تعويض ب100 في المائة عن كل بقرة مصابة بفيروس الحمى القلاعية، حيث يتم منح نسبة 80 في المائة من السعر الحقيقي في السوق للمربي من طرف مصالح وزارة الفلاحة ويتم تعويض 20 في المائة المتبقية بعد ذبح البقرة وبيع لحومها. 163 إصابة بالحمى القلاعية خلال يومين في البويرة ارتفعت حالات الاصابة بمرض الحمى القلاعية بالبويرة خلال اليومين الاخيرين الى 163 حالة اصابة بعدما كانت الى غاية الاحد الاخير 40 حالة موزعة عبر العديد من بلديات الولاية منها عدة حالات تم تسجيلها مساء اول امس بجباحية الواقعة غرب البويرة لتضاف الى الاخضرية وقرومة بغرب الولاية وحيزر، شرفة وتاغزوت بشرقها الى جانب عين الترك التي كانت اولى المناطق المسجلة بها الفيروس. وضمن اجراءاتها الوقائية اكدت مصالح الفلاحة بالولاية تكفلها بذبح الحالات المصابة مع تنظيف أماكن تواجدها فيما تم لحد الآن استهلاك 2000 جرعة لقاح منذ اكتشاف الاصابة من اصل 30 جرعة لقاح تم توفيرها ضمن المخطط الاستعجالي للتصدي للمرض ومحاولة حصره بالمناطق المؤكدة إصابتها والتقليل من انتقاله الى ولايات مجاورة على اعتبار ان البويرة نقطة عبور تتوسط عدة ولايات من الوطن وفي هذا الإطار فيما دعت الفلاحين الى ضرورة الإبلاغ السريع عن اي اشتباه بالإصابة لتفادي انتشاره عن طريق الرياح.