دعت الأخصائية الاجتماعية عبير سعداوي، إلى ضرورة مرافقة الأطفال والمراهقين خلال العطل المدرسية، بغرض توجيههم نحو تمضية أوقات الفراغ في أشغال مثمرة لهم، "لاسيما أن الطفل في مرحلة العطل يبرمج ذهنه للخمول، مما يجعل العطل تتحول إلى وقت لا يجني منه أية منفعة"، في وقت تدوم العطلة أكثر من شهرين، "وهو الوقت الكافي لتعلم شيء مفيد". قالت الأخصائية بأنه بهدف عدم تضييع وقت الطفل خلال العطلة الصيفية، من الضروري مرافقته وتوجيهه، مشيرة إلى أنه حتى وإن كانت العطل المدرسية بالنسبة للطفل فرصة للراحة والاستمتاع والتسلية، إلا أنه لابد أن لا يمضى كامل وقته في اللهو والمرح، دون تخصيص وقت لتغذية الفكر. كما أن عطلة الصيف تدوم من شهرين إلى ثلاثة أشهر كاملة، تختلف باختلاف المستوى الدراسي، مما يعني أنه على الأولياء توجيه الطفل ومرافقته في تقسيم وقته بين الراحة والتعلم، لأنه إذا ما تُرك على راحته خلال العطلة المدرسية، فسيجد نفسه يقسم فراغه بين النوم والراحة ومشاهدة التلفاز والإبحار على الأنترنت أو الخروج للعب خارج البيت. تضيف المختصة أن لا شيء يمنع من استغلال وقت العطلة في أنشطة مفيدة، وأن تفكير الكثيرين بأن بعد عام دراسي كامل من الاجتهاد والعمل، يحق للطفل الاستمتاع بالراحة، وهذا بطبيعة الحال صحيح، لكن الأفضل أن يتم الجمع بذكاء بين الاستمتاع والفائدة في تغذية الفكر والعقل. وقد تختلف تلك الأنشطة المفيدة التي يحمل منها الطفل أو المراهق منافع عديدة قبل الدخول المدرسي. أوضحت عبير سعداوي أن لبعض الأولياء وعي بخصوص أهمية استغلال وقت الفراغ، وهو ما يجعلهم يدفعون أطفالهم إلى ملء فراغهم في أنشطة مفيدة ومثمرة، على غرار الالتحاق بنادي معين أو مخيم صيفي للجمع بين المتعة والمنفعة. أشارت الأخصائية إلى أن الأنشطة التي يمكن أن ينضم إليها الطفل أو المراهق، أو حتى الشاب الجامعي خلال عطلة الصيف، تختلف باختلاف سنه وميوله، وهي فرصة لاكتشاف تلك الميول، على أن تكون أنشطة جماعية، فمن الأحسن أن تمارس مع الأصدقاء أو العائلة، حتى تكون المتعة أكبر ولا يشعر ممارسها بالملل والوحدة والعزلة. كما يتوفر لديه ذلك الجو من المتعة الذي يمكن استغلاله لتعلم شيء جديد ومفيد، مثل الألعاب الفكرية، تبادل الألغاز، ممارسة رياضة جماعية، أو التطوع في أعمال خيرية، مثلا، في تنظيف الشواطئ أو الغابات، وتمضية وقت في الاستجمام والتسلية رفقة المجموعة، أو ممارسة أشغال يدوية جماعية كتعلم صنع الأشياء.. تبقى هذه الأفكار وسيلة ناجعة لجعل الأطفال مشغولين فيما يفيدهم، وتقسيم أيامهم بين المتعة والتعلم، تارة للراحة وأخرى للتعلم، وأحيانا للجمع بين الإثنين، وعلى الأولياء في هذه الحالة توفير الجو والوسيلة للطفل أو المراهق للقيام بذلك. كما تعد الأشغال الفردية ذات منفعة كبيرة، تعود بالإيجاب على تفكير الطفل ومهاراته العلمية والفنية، تضيف المتحدثة، ولعل ما يمكن للطفل أن يقوم به فرديا؛ القراءة نظرا لأهميتها، فهي من أهم وسائل التعلم الإنساني لاكتساب المعارف والخبرات والمهارات، وفتح آفاق تعلم مختلف أصناف العلوم والأدب والفنون، وهي شيء يجب تعويد الأطفال عليه منذ الصغر، لذا فإن حثهم على قراءة القصص والكتب والمجلات والصحف أمر في غاية الأهمية، خاصة خلال العطل المدرسية، إلى جانب الرسم، التلوين أو تعلم بعض أبجديات لغة جديدة أجنبية، آو تحسين اللغة الأم لاكتساب مهارات أكبر. ❊نور الهدى بوطيبة