تختلف الوجهات والطرق التي يوجه الآباء إليها أبنائهم في قضاء العطلة الصيفية التي تتميز بطول فترتها مقارنة بباقي العطل التي يستفيد منها الأطفال طوال أيام السنة وبالحديث عن كيفية قضاء الأطفال لعطلهم تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأولياء والأمهات على وجه الخصوص تجد في التلفاز الحل الأمثل للاستراحة من شغب الأطفال غير مباليات بالأضرار الناجمة عن ذلك. مروى رمضاني بما أن الأطفال يتحررون خلال العطلة الصيفية من كل الضغوطات والمسؤوليات التي تثقل كاهلهم فإنهم يرون في العطلة فسحة لا تتعدى التسلية والترفيه والراحة وهو ما يقومون به طوال فترة العطلة. يحذر الأخصائيون الاجتماعيون من إهدار وقت العطلة في الأشياء التي لا تفيد الشخص ولا تزيد من ثقافته أو تحسن مهاراته خاصة الجلوس أمام التلفاز لساعات غير محدودة بل يدعون إلى الجمع بين ما هو ترفيهي ومفيد في الوقت نفسه حيث دعا الأستاذ اسماعيل دباح أستاذ في علم الاجتماع والتربية إلى جعل العطلة الصيفية مرحلة للاستدراك لدى الكبار والصغار خاصة ممن تأخذ مشاغل الحياة والعمل والدراسة جل وقتهم حيث اقترح أن يحرص الفرد منا على تقسيم وقت عطلة الصيف وفق ثلاث محاور يخصص الأول لتدارك جوانب العبادات كالإكثار من النوافل وحفظ القرآن وتعلم العلوم الشرعية في حين يخص المحور الثاني للقراءة والتعلم والتثقف وكذا مساعدة الأبناء على عدم نسيان ما تعلموه خلال السنة الدراسية. أما بالنسبة للمحور الثالث يرى الأستاذ دباح أنه ينبغي أن يشمل الترفيه والسياحة شرط أن تكون مفيدة ناصحا الأمهات باختيار الأماكن التي يتوجهون إليها في الصيف كالمتاحف والأماكن الأثرية ليتمكنوا من الجمع بين الترفيه والفائدة. هذا وتثبت الدراسات أن عطلة الصيف هي أكثر فترة تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للأطفال حيث ينسون جزء كبير مما تعلموه خلال السنة الدراسية منشغلين بالتسلية والترفيه وبالتالي على الأولياء ألا يغفلوا هذا الجانب وذلك عن طريق المحافظة على جو المطالعة والقراءة قائما في البيت حتى في أيام العطلة. وتمثل النشاطات التي تنظمها الجمعيات الثقافية وجهة صائبة للأطفال الذين يبحثون على الترفيه والفائدة في الوقت نفسه لأنها تنظم نشاطات توفر ذلك كما تنمي الشعور بالمسؤولية لدى الأطفال وتلقنهم العديد من القيم الإيجابية التي تنعكس بالإيجاب على حياتهم اليومية ومنظومة القيم لديهم وبالتالي يسهمون في نشرها بين أفراد المجتمع في المستقبل.