تتزامن احتفائيات الذكرى الثامنة والثامنون لوفاة القطب الرباني المشهور بتلقين الاسم الأعظم سيدي أحمد بن مصطفى بن عليوة المعروف بالعلاوي المستغانمي قدس الله سره مع غرة شهر ذي القعدة المحرم 1439ه عشية منتصف شهر جويلية 2018 سيدي الشيخ العلوي رضي الله تعالى عنه وأرضاه طبقت شهرته الآفاق وذاع صيته في شتى بقاع المعمورة بسبب انتشار الزوايا المنسوبة إليه وعبرها، فقد جاد الله عليه بالعلم اللدني الموهوب، إلى جانب ما جناه من علم مكسوب على يدي والده من الصلب، ووالده الروحي العلامة الجليل الشيخ سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي المتوفى سنة 1909 رضي الله عنهم، إذ لازمه بمستغانم نحو خمس عشرة سنة، فبويع بعده بالخلافة على رأس الطريقة الدرقاوية، قبل تأسيسه- في مستهل العقد الثاني من القرن العشرين - الطريقة العلوية المنسوبة إليه. ولمعرفة مدى غزارة علمه، وعلو شأنه، وذيوع صيته نكتفي بإيراد أسماء بعض مشاهير تلامذته وبعض عناوين مؤلفاته، دحضا لافتراءات بعض مرضى القلوب الذين أعماهم الحقد الدفين عن مطالعة آثار تلامذته، والاستفادة ولو من أقل القليل من مصنفاته العديدة. فمن تلامذته الأعلام الذين أشرفوا على الزوايا المنسوبة إليه، الحاج أحسن الطرابلسي بعنابة، الحاج عميمور الهلالي دفين عنابة، وهو والد الوزير الأسبق محي الدين عميمور، الحاج المداني القصيبي بتونس، الحاج الفيتوري في بنغازي ليبيا، الحاج البوديلمي المسيلي بتلمسان، والعلامة المولود الحافظي الورثلاني، والشيخ أحمد بن حسين بن قدور الزموري، شيخ وصهر العلامة الغني عن التعريف الشيخ عمر أبو حفص الزموري، وغيرهم من العلماء والمقاديم الذين لا يتسع المقام لذكرهم رضي الله عن الجميع. وقد أثرى الشيخ العلوي رضي الله عنه الفضاء الثقافي الجزائري والإسلامي بمؤلفات ورسائل ومقالات نذكر منها، «الرسالة العلاوية في البعض من المسائل الشرعية» تقع في ألف بيت وتحتوي على أهم الأحكام الشرعية من توحيد وعبادات وأحكام الصيام والحج وغيرها، وختمها بكتاب «التصوف» في 132 بيتا، «مبادئ التأييد في بعض ما يحتاج إليه المريد»، «رسالة الناصر معروف في الذب عن مجد التصوف»، طبعه تلميذه الشيخ محمد بن الهاشمي التلمساني وذيلها بتقاريظ العلماء الأجلاء في المشرق والمغرب. والشيخ محمد بن الهاشمي، هذا لمن لا يعرفه فلينظر مقامه في الشام، «القول المقبول فيما تتوصل إليه العقول»، «القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد»، «رسالة القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف»، «المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية» في جزأين شرح فيهما حكم سيدي بومدين الغوث دفين تلمسان رضي الله عنهما، «النور الضاوي في حكم ومناجاة الشيخ العلاوي»، «دوحة الأسرار في معنى الصلاة على النبي المختار» صلى الله عليه واله وسلم، «البحر المسجور في تفسير القرآن بمحض النور» في جزئين، «منهل العرفان في تفسير البسملة وسور من القرآن». كما أن له أبحاثا شيقة في الفلسفة الإسلامية على غرار «مظهر البينات في التمهيد بالمقدمات»، وأبحاثا في علم الفلك (مفتاح الشهود في مظاهر الوجود). وقد دأبت الزاوية العلوية العامرة بحيدرة بالعاصمة، على الاحتفاء كل سنة بهذه الذكرى العطرة، انطلاقا من عشية الخميس، إلى ما بعد منتصف ليلة الجمعة بإقامة جلسات روحية نورانية تفتتح بختم القرآن العظيم، وبالذكر الجماعي لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، متلوة بمداخلات ومذاكرات للأمة والأساتذة القادمين من الجهات الأربع للوطن، تتخللها مدائح دينية تمجد الله الواحد الأحد، وتعدد شمائل وخصال حبيبه ومجتباه سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والإكثار من الصلوات والتسليمات المباركات عليه وعلى آله وصحبه، والتسليمات ببشائر النصر والسؤود للإسلام وللمسليمن، وحفظ الوطن المفدى الجزائر من الفتن والمحن وكيد الكائدين، ولأولى الأمر بالرشاد والسداد، وللحاضرين بالخيرات والعودة إلى ذويهم سالمين غانمين. فاللهم أفض على الشيخ العلوي وأصوله وفصوله ومشايخه وتلامذته ومريديه، ومحبيه وإخوانه من الأولياء الصالحين وعلينا معهم أجمعين من كرمك وجودك ما يرضيهم وفوق الرضا، وأعد اللهم علينا من علومهم الظاهرة والباطنة، وبركاتهم وكراماتهم وبشرياتهم ما تجمع لنا به خيري الحياة والوفاة وتقينا به شر الحياة والمماة وعرفنا اللهم النعم بدوامها ولا تعرفنا النعم بزوالها انك المنعم الجواد الكريم. ❊◄بقلم الأستاذ: بلقاسم أيت حمو