أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس على أهمية تملك مفاهيم اقتصاد المعرفة وممارساته باعتبارها من المقتضيات الجديدة التي ينبغي الانصياع لها، وشدد على حاجة الجزائر إلى قدرات وموارد جديدة من شأنها منح البلاد طموحا فعليا. وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالة بعثها للمشاركين في الملتقى الدولي حول الكفاءات الوطنية بالخارج المنظم بفندق "المركير" قرأها نيابة عنه السيد محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية أن "توطين الابتداعات الأكثر نفعا لتقدم الجزائر ووجود قدرة على التكيف الدائم مع الغير الذي يفرضه الاقتصاد العالمي المعولم تشكل كلها مقتضيات جديدة ينبغي الانصياع لها"، مشيرا إلى أن "التسليم بأهمية هذا الأمر لا يعني سوى فهم المغزى الحقيقي من تعميق الإصلاحات الهيكلية التي نخوض غمارها من أجل وضع منظومة إنتاجية قائمة على خلق الثروات". وأكد في هذا الصدد على حاجة الجزائر الماسة إلى قدرات وموارد جديدة تمنحها طموحا فعليا "سواء تعلق الأمر بالحماية الناشطة للاقتصاد الوطني في سبيل اندماج أفضل في العولمة أم بالدور المتنامي للجزائر في العمليات التعاونية للتنمية والأمن بالمنطقة أو بتعزيز نشاطها الخارجي من أجل ترجمة أهدافنا وأولوياتنا ومواصلتها على الساحة الدولية". وأكد في هذا السياق على أن أمرا مثل هذا يستلزم أوجها جديدة من الالتزام من قبل كافة الجزائريين "التزام يكون في مستوى مقتضيات ظرفنا التاريخي الذي لست في حاجة إلى التذكير بدقته على كافة الصعد". وأشار إلى أن الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام ويشهد مشاركة نخبة من الباحثين من القارات الأربع "يتوخى تحقيق طموحات كبرى" كما دعا المشاركين فيه إلى ابتكار حلول جديدة في مجالات عدة "والبحث بصبر وأناة وفي عديد الاتجاهات عن مواقع التمفصل حتى يكون لالتزامكم هذا كامل مغزاه" مؤكدا أن برنامج العمل الذي سيعده المشاركون في الملتقى "سيكون له أثر مضاعف من حيث استفادة الكل من الجهود التي يبذلها الجميع" مضيفا أنه "بفضل إسهامكم وإسهام كافة الجزائريات والجزائريين يصبح الأمل مشروعا بل تصبح كل الآمال مشروعة". وفي سياق متصل عبر رئيس الجمهورية عن رضاه وارتياحه لإقبال الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج للمساهمة في عملية التقويم مؤكدا إن "إحساسا عميقا من الرضا والارتياح ينتابني حين أرى مجددا أبناء للجزائر مقيمين بالخارج يقبلون للدلاء بدلوهم في عملية تقويم بلادهم بوضع ما يتمتعون به من كفاءات ومهارات في خدمتها" مضيفا أن "هذا ليشرفكم وليعزز قناعتنا بأن الجزائريين هم على الدوام مثال التفاني والوطنية حين يجد الجد ويحمى الوطيس". وذكر بأن لقاء اليوم يأتي في ظرف "تخوض الجزائر فيه مسار تعزيز مؤسساتها توخيا لدعم دولة الحق والقانون وتوطيد استقرارها السياسي وبناء أمنها الشامل" وأكد أنه "لاغنى عن الانتقال من اقتصاد الإعلام إلى اقتصاد المعرفة لتوصيل الاقتصاد الوطني ضمن شبكة بينية سيكون من دونها من الصعب استكمال الإصلاحات التي باشرناها في مجالات التربية والعدالة وهياكل الدولة ومهامها والبحث والثقافة والمالية وتهيئة الإقليم والبيئة والزراعة والصناعة". وفي هذا السياق أشار إلى أن خطة عمل الوزير الأول من أجل تنفيذ برنامج الرئيس "تندرج رأسا ضمن طموحنا إلى تحقيق التنمية المستدامة على أسس متجددة مع أخذ تطلعات شعبنا بالحسبان" مضيفا أن سعة التطلعات والاحتياجات وتفاقم التقلبات والصعوبات التي يعرفها العالم تتطلب ذكاء نساء هذا البلد ورجاله باعتبار ذلك "أفضل ضمان وعدة نعدها للمستقبل". وأكد رئيس الجمهورية أن الجزائر دخلت مرحلة هامة من تطورها وأن المضي في هذه المرحلة يقتضي "التزاما من نوع جديد من قبل كافة أبناءها وعلى الأخص من قبل نخبتها باللجوء أكثر من أي وقت مضى إلى المعرفة والخبرة والحس التجديدي". يذكر أن الملتقى يدوم -حسب المشرف عليه رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفى خياطي - ثلاثة أيام وسيتناول مواضيع مهمة ذات صلة وثيقة ببرنامج التنمية الوطنية منها مشكل التكوين واستعمال الآليات الجديدة في هذا المجال والنمو المتواصل ومحاربة الفقر وكذا الطاقات المتجددة بالإضافة إلى بعض المواضيع الأخرى المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.