أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الوضع الذي يزج بإطاراتنا في متاهات الهجرة، يعكس نقائص واختلالات خطيرة في نظامنا الاقتصادي والمؤسساتي، وزادها تفاقما عشرية الإرهاب الأعمى الذي مازالت الجزائر تحاربه بأشكاله ومظاهره الجديدة الناجمة عن تداخله مع الجريمة المنظمة. وأبرز الرئيس بوتفليقة في رسالة تلاها نيابة عنه محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية أمس بمناسبة لقاء حول الكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج أهمية رفع تحدي الأمن والتنمية وتحقيق التوازنات الضرورية لاستقرار بلدنا على المدى الطويل، عن طريق إقامة علاقات اجتماعية جديدة تضبط الملامح الثابتة لمجموعة وطنية متضامنة، وهذا من خلال إيجاد الشروط اللازمة لمساهمة كافة الجزائريين في البناء الوطني وصنع المستقبل، ومحاربة البطالة المتفشية في أوساط الشباب المتخرج من الجامعات. الأمن والتنمية وتحقيق التوازنات ضروري للاستقرار اختلال نظامنا الاقتصادي زجّ بإطاراتنا في متاهات الهجرة نقص الصرامة في التسيير آفة يتعين اجتثاثها وفي ذات السياق، اعتبر رئيس الجمهورية نقص الصرامة في التسيير آفة يتعين اجتثاثها من أجل الاستعمال الأنسب للموارد البشرية والمادية، مشددا على ضرورة التجند الجديد بضم الجهود وتوجيهها نحو مواجهة التحديات الكبرى المطروحة على الجزائر، في ظل التحولات الجارية في بلادنا والأزمة الحاصلة في النظام الاقتصادي العالمي. كما شدد بوتفليقة على حاجة الجزائر إلى قدرات وموارد من شأنها منح البلاد طموحا فعليا، سواء ما تعلق الأمر بالحماية الناشطة للاقتصاد الوطني في سبيل اندماج أفضل في العولمة أو بالدور المتنامي للجزائر في العمليات التعاونية للتنمية والأمن بالمنطقة أو بتعزيز نشاطها الخارجي من أجل ترجمة أهدافنا وأولوياتنا ومواصلتها على الساحة الدولية، مردفا أن أمرا مثل هذا ''يستلزم أوجها جديدة من الالتزام من قبل الجزائريين كافة''. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمهورية على أهمية تملك مفاهيم اقتصاد المعرفة وممارساته باعتبارها من المقتضيات الجديدة التي ينبغي الانصياع لها، موضحا أن تملك مفاهيم اقتصاد المعرفة وممارساته وتوطين الابتداعات الأكثر نفعا لتقدم الجزائر، فضلا عن وجود قدرة على التكيف الدائم مع الغير الذي يفرضه الاقتصاد العالمي المعولم تشكل كلها مقتضيات جديدة ينبغي الانصياع لها. وبعد أن ذكر بأن لقاء اليوم يأتي في ظرف تخوض الجزائر فيه مسار تعزيز مؤسساتها توخيا لدعم دولة الحق والقانون وتوطيد استقرارها السياسي وبناء أمنها الشامل، أبرز الرئيس بوتفليقة في ذات الشأن أن ''خطة عمل الوزير الأول من أجل تنفيذ برنامجنا إنما تندرج رأسا ضمن طموحنا إلى تحقيق التنمية المستدامة على أسس متجددة مع أخذ تطلعات شعبنا بالحسبان''. وفيما يتعلق باللقاء، دعا بوتفليقة المشاركين إلى ابتكار حلول جديدة في مجالات عدة والبحث بصبر وأناة وفي عديد الاتجاهات عن مواقع التمفصل حتى يكون لالتزامهم هذا كامل مغزاه''، مبرزا تيقنه بأن برنامج العمل المنبثق من اللقاء سيكون له أثر مضاعف من حيث استفادة الكل من الجهود التي يبذلها الجميع.