أجواء مليئة بالألوان في حفل افتتاح الدورة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب عاشه الملعب الأولمبي 5 جويلية، ليلة الأربعاء إلى الخميس، بحضور حوالي 10 آلاف متفرج في المدرجات، لمتابعة ضربة الانطلاقة للمنافسة التي يشارك فيها 3300 رياضي ورياضية يمثلون 54 دولة. حفل الافتتاح كان مميزا ويعبر فعلا عن المبادئ الرياضية في القارة الإفريقية وملتقى الثقافات، برسم صور ولوحات فنية كوريغرافية خلابة ضمن عمل إبداعي تحت عنوان "شمس إفريقيا"، تجسد بفضل سواعد جزائرية أظهر تاريخ وإنجازات وطموحات قارة إفريقيا في عرس بهيج. يحاكي العمل الفني "شمس إفريقيا"، تاريخ إفريقيا وإنجازاتها المختلفة، عبر شخصية "السيدة الشمس" التي أدت دورها الممثلة والمغنية ياسمين عماري، وهي شخصية رمزية، تعبر عن صوت الشباب الإفريقي وطموحاته، وتعد "السيدة الشمس" دليل العرض، أين يلتقي السحر مع الواقع. تشكل هذا العرض الإبداعي من ثماني لوحات فنية، كانت بدايتها إبراز مكانة إفريقيا من الكون، عبر استعمال آخر تقنية لعرض الكون والتوجه نحو خريطة إفريقيا، جسده 50 راقصا بأزياء معبّرة، بواسطة رسومات ولوحات فنية إفريقية مرفوقة بمؤثرات خاصة تحاكي مكانة إفريقيا في الكون، مع ظهور المرأة الشمس، مظهرين مكانة القارة السمراء في تاريخ البشرية. تميزت الانطلاقة بالألوان والإيقاعات الموسيقية التي امتزجت لتشكل فيسفاء جميلة، بأداء المغني "جميل"، الشهير بطابع "القناوي"، المنبثق من عمق الثقافة الإفريقية، فضلا عن المغني "عزو"، المتخصص في طابع "الراب"، إضافة إلى ياسمين عماري، حيث تغنى الفنانون الثلاثة بتاريخ وجمال وواقع القارة السمراء. أبرز الكوريغرافيون الدور الذي لعبته إفريقيا في النهوض بمختلف العلوم، بمساهمة علمائها ومفكريها، من خلال لوحة فنية جمعت 100 فنان راقص مرفوق بعرض صور على الشاشات، منهم 54 يحملون أعلام الدول الإفريقية. تطرق الحفل الاستعراضي إلى أهم الإنجازات التي حققها الأبطال الأفارقة في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، من خلال إبرازها في شاشات العرض العملاقة، المنصوبة بهذه المناسبة داخل ملعب 5 جويلية، الذي اكتسى حلة بهيجة ترحيبا بشباب إفريقيا. كانت بداية الحفل الافتتاحي، بدخول وفود ال45 دولة المشاركين حسب الترتيب الأبجدي للحروف، قبل دخول الوفد الجزائري، وهو أكبر وفد مشارك، إلى أرضية الميدان تحت التصفيقات والأهازيج التشجيعية من الجمهور الحاضر. تبقى الصور بارزة لكل الألوان المقدمة والكلمة الترحيبية التي كانت تصب في استقبال مختلف الوفود، لحضور تنافس شريف طيلة 10 أيام في الرياضات المبرمجة في هذه الدورة، التي سوف تختتم يوم 28 جويلية الجاري. ركز الوزير الأول، أحمد أويحيى، لدى إعلانه الرسمي باسم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن الانطلاق الرسمي للطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب، على أن الجزائر ارتبطت دائما بالرياضة في إفريقيا، من خلال احتضانها للمرة الثالثة في تاريخ الألعاب القارية. صرح الوزير الأول في كلمة قصيرة رحب فيها بضيوف الجزائر قائلا: "أعلن رسميا باسم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن انطلاق الطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب". من جهته، أوضح وزير الرياضة و الشباب، محمد حطاب، في كلمته أن الجزائر تلتزم بأن لا تدخر أي جهد من أجل تعزيز الشراكة الإفريقية في مجال الرياضة. وأضاف الوزير قائلا: "تلتزم الجزائر بأن لا تدخر أي جهد من أجل المساهمة في تعزيز الشراكة بين البلدان الإفريقية والسماح للحركة الرياضية القارية أن تبرز جميع قدراتها". اعتبر الوزير أن هذا العمل يندرج في إطار تقاليد بلادنا التي لم تتوان في توفير جميع الظروف اللازمة، في سبيل تكريس تضامنها مع الشعوب الإفريقية. ذكر المسؤول من جهة أخرى، بالوسائل المادية والإنسانية الهامة التي تم توفيرها على مستوى ولايتي الجزائر العاصمة وتيبازة في إطار هذه الطبعة، بهدف ضمان الرفاهية وأفضل شروط الإقامة لأعضاء الوفود. ستسعى الجزائر من خلال هذه الألعاب، إلى الظفر بالمرتبة الأول في الترتيب العام من خلال وفد يضم 432 رياضيا (247 ذكورا و185 إناثا) يتنافسون في 30 رياضة. اختتم الحفل بلوحة عبرت عن الفرحة والبهجة، بظهور كل المشاركين في هذا العمل الفني، مصحوبة بعمل إبداعي بتقنية الإضاءة، قبل إطلاق العنان للألعاب النارية التي حولت سماء ملعب 5 جويلية في هذه السهرة إلى كوكب من النجوم الزاهية، دفعت بجميع الحضور من جمهور، صحفيين، رياضيين ومسؤولين، إلى استغلال الفرصة لالتقاط العديد من الصور التذكارية لهذه المشاهد التي ستبقى راسخة في أذهان الأفارقة. عرف العمل الفني الإبداعي "شمس إفريقيا"، المصمم خصيصا لافتتاح النسخة الثالثة من الألعاب الإفريقية للشباب، مشاركة "جيش" من الفنانين والمبدعين الجزائريين الشباب من كتاب، كوريغرافيين، ملحنين، سينوغرافيين، مصممي ملابس، مطربين، فرق فنية وفلكلورية، فناني البالي والرقص، تقنيي الفيديو، الصوت والإضاءة، من إنتاج الديوان الوطني للثقافة والإعلام. فروجة.ن/ تصوير: ياسين أكسوس