يناشد سكان حسين داي، خاصة القاطنين منهم بالعمارات القديمة والهشة، السلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية العاصمة، عبد القادر زوخ، التدخل العاجل لمباشرة أشغال ترميم هذه العمارات التي أصبحت تشكل خطرا على حياتهم، وحياة المارة عبر الشوارع الرئيسية، حيث كانت حادثة وفاة شخص بعد سقوط جزء من شرفة عمارة تقع على مستوى 59 شارع طرابلس، نهاية الأسبوع الماضي، القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت السلطات المحلية والسكان يتحركون قبل تسجيل مزيد من الضحايا، خاصة أن المجلس الشعبي البلدي السابق، خصص خمسة ملايير سنتيم لهذه العملية. عبر عدد من السكان، في لقاء مع رئيس البلدية بن عيدة عبد القادر، بحضور "المساء"، عن مخاوفهم من الأخطار التي تهددهم، جراء تضرر العمارات التي يقطنون بها، والتي يعود تاريخ تشييدها للعهد الاستعماري، حيث تحولت إلى هاجس بالنسبة إليهم، وللمارة الذين يعبرون يوميا شارع طرابلس الرئيسي، مثلما حدث يوم الخميس الماضي لشخص من غرداية، توفي متأثرا بالجروح الخطيرة التي أصابته، بعد أن هوت حجارة من الطابق الرابع على رأسه، إذ يطالب هؤلاء بمباشرة الأشغال بصفة مستعجلة، لتجنب حدوث مزيد من الضحايا الذين بلغ عددهم إلى حد الآن أربعة قتلى، في سقوط أجزاء شرفات عمارات قديمة بالبلدية. تأخر الترميم يتحمله "الأميار" تأسف هؤلاء لتأخر عملية الترميم، وعدم تحرك سلطات بلدية حسين داي إلى غاية تسجيل ضحية، خاصة أن برنامج إعادة التأهيل وترميم البنايات القديمة، الذي باشرته ولاية الجزائر، قطع شوطا مهما على مستوى عدة بلديات، عماراتها توجد في أحسن حال من تلك الواقعة ببلديتهم، وما يثير مخاوفهم أكثر، تردد أبنائهم ولجوئهم للعب بهذه الأماكن، بسبب قلة فضاءات اللعب التي تحتضنهم، كما يعبر الشوارع الرئيسية، على غرار طرابلس وبوجمعة موغني، عدد كبير من المواطنين الذين يقصدون المرافق والهياكل المتواجدة بها، على غرار مستشفى نفيسة حمود ومحكمة حسين داي وباقي الخدمات التي تضطرهم للعبور مثل الترامواي المحاذي لشارع طرابلس. اعتبر مجموعة من السكان في لقائهم ب«المير"، الشروع في صيانة الشرفات من الأولويات في الوقت الراهن، مؤكدين أنهم مستعدين للتوجه إلى مقر ولاية الجزائر لرفع مطلبهم، إذا لم يتمكن رئيس بلديتهم من تحمل مسؤوليته، في حين لجأت البلدية إلى تسييج أسفل العمارات القديمة والمتضررة، لمنع مرور الأشخاص، في انتظار الترميم الذي تأخر حسب الكثير من المتحدثين، نتيجة تهاون المسؤولين، خاصة "الأميار" الذين تعاقبوا على تسيير بلديتهم، سعيا إلى تلبية مطالب المواطنين وتجسيد الوعود التي أطلقوها، على رأسها حل أزمة السكن التي تعاني منها أغلب العائلات، وتوفير الإطار المعيشي المناسب لهم. من جهته، وعد رئيس البلدية عبد القادر بن عيدة المحتجين من ممثلي الأحياء، بالسعي لمباشرة أشغال الترميم في الأيام القليلة المقبلة، على مستوى مختلف العمارات الهشة المتواجدة بعدة شوارع، خاصة طرابلس، ثم إدريس يعقوب وبوجمعة موغني والطاهر بن سنوسي، الذين ستكون لهم الأولوية، بينما تشرف الأشغال على مستوى الحي العائلي على الانتهاء، وتتواصل كذلك بحي عميروش، غير أن وتيرتها بطيئة، بسبب المقاولين الذين أوكلت لهم مهمة ترميم البنايات في العاصمة، حسب المير الذي أشار إلى أن البلدية راسلت منذ 2014 ولاية الجزائر، والهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء "سي تي سي"، غير أنها ليست مسؤولة على اتخاذ القرارات وليس من صلاحيتها منح صفقات للمقاولين، لأنها من مهمة والي العاصمة عبد القادر زوخ، الذي أرسل له تقريرا عما حدث نهاية الأسبوع الماضي، من أجل تسريع عملية ترميم البنايات الهشة، خاصة شرفات العمارات التي تتساقط تدريجيا. العقار يرهن تجسيد المشاريع من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن البلدية لم تتحصل بعد على حصة السكن الاجتماعي، التي وعدت بها الولاية، وأنها مستعدة لتوزيعها على مستحقيها الفعليين، من بين الذين أودعوا ملفاتهم، حيث تجاوز عدد الملفات 4 آلاف طلب سكن، مما عقّد أزمة السكن بالبلدية، التي لا تزال تضم أيضا المقيمين بالأسطح والأقبية، في انتظار إدراجهم في عمليات الترحيل المقبلة، مشيرا إلى أن المجلس الشعبي الحالي، يواجه صعوبة في تجسيد بعض المشاريع بسبب مشكل العقار، منها إنجاز مسبح شبه أولمبي، حيث تم إعداد الدراسة في انتظار الحصول على الأرضية التي تحتضنه، وكذا قاعة متعددة الرياضات، لتوفير بعض الهياكل الضرورية التي يطالب بها السكان، خاصة الشباب الذي يتنقل للبلديات الأخرى لممارسة السباحة، كما يجري إنجاز مقر جديد للبلدية. أما فيما يخص انتشار النفايات في مختلف الشوارع بما فيها الرئيسية، والتي تبقى نقطة سوداء بهذه البلدية، فحمّل "المير" المسؤولية للسكان، الذين لا يحترمون أوقات رمي القمامة ووضعها بطريقة فوضوية، مؤكدا استعداد المجلس لحل هذا المشكل والقضاء عليه، إلى جانب تلبية بعض المطالب، مشيرا إلى أن أشغال تجديد قنوات الصرف الصحي التي باشرتها مؤسسة "سيال"، ستتواصل إلى غاية إتمام كافة المشروع، الذي سيقضي على مشكل تجمع المياه على مستوى شارع طرابلس، وتحول العديد من المسالك إلى شبه مسابح، كلما تساقطت الأمطار. على صعيد آخر وفيما تعلق بالسوق الجواري المتواجد على مستوى شارع طرابلس، الذي تبقى جل محلاته مغلقة، فاعتبره بن عيدة كارثي، بالنظر إلى موقعه واستعمال القصدير في تشييده، مما شوّه وجه المدينة التي تعاني الكثير من المظاهر السلبية، حيث رغم أن معظم محلاته تبقى مغلقة إلى حد الآن، لم يتمكن المجلس من اتخاذ قرار بإزالته، خوفا من ردة فعل المستفيدين منه، بينما تنطلق عملية إعادة تهيئة سوق بروسات في الدخول الاجتماعي القادم، كما تم توزيع 28 محلا تجاريا بشارع عمار حميتي، على أن تتم برمجة مشاريع أخرى كلما تم الحصول على عقار. أما فيما يخص الحظائر الصغيرة لركن المركبات، التي تم وضعها ببعض الأحياء، فأكد رئيس البلدية أن ولاية الجزائر أصدرت تعليمة لمنع مثل هذه الحظائر، التي توجد في أماكن ضيقة، مشيرا من جهة أخرى، إلى مباشرة عملية تهيئة المؤسسات التربوية منذ بداية العطلة الصيفية ووضعها في حلة جديدة أمام التلاميذ في الدخول المدرسي المقبل، حيث تمس العملية 13 مؤسسة تربوية، و11 مطعما مجهزا بتجهيزات جديدة.