تتواصل حملة ترميم وإعادة تأهيل المباني القديمة بالأحياء والمجمعات السكنية الكبرى، التي أطلقتها ولاية الجزائر بالتنسيق مع البلديات ودواوين الترقية والتسيير العقاري منذ قرابة سنتين، حيث غيّرت عملية ترميم الجدران والشرفات وطلاء العمارات، وجه كثير من بلديات العاصمة خاصة بالشوارع الرئيسية. وجهت ولاية الجزائر إعذارات للمؤسسات التي تتكفل ببرنامج ترميم العمارات بالعاصمة، حيث أمهل الوالي عبد القادر زوخ رؤساء الورشات المكلفين بأشغال الترميم حتى أواخر سنة 2017 كأقصى تقدير، للانتقال إلى المرحلة الثانية من مشروع "الجزائر البيضاء". والإشكال في الموضوع، أن بعض بلديات العاصمة التي تحتاج عماراتها إلى ترميم فعلي وسريع، لم تنطلق بها الأشغال إلى اليوم بحجج واهية، في حين استفادت أحياء أخرى غير رئيسية من عملية ترميم واسعة. فأحياء بلدية حسين داي تحولت إلى ورشة كبيرة خلال الصائفة، حيث يسابق عمال مقاولات خاصة الزمن، للانتهاء من عملية ترميم وطلاء عمارات البلدية، والعملية استحسنها سكان البلدية، خاصة أن عملية التهيئة والطلاء امتدت حتى إلى أبواب شققهم ونوافذهم الداخلية وباللون الذي يريدون. وفي الموضوع، أكد رئيس البلدية، محمد سدراتي، في اتصال مع "الشروق"، أن عملية تزيين وجه العاصمة، كان هو من أوائل من اقترحها على والي العاصمة عبد القادر زوخ، والعملية تتم– بحسبه- بالتنسيق مع ثلاثة أطراف، وهي البلديات التي تسهم بجزء من الأموال ودواوين الترقية العقارية، وتحت إشراف مديرية التهيئة الحضرية وإعادة هيكلة الأحياء "دارْك" يتم اختيار المؤسسات المكلفة بعملية الترميم، التي 90 بالمائة منها هي مقاولات خاصة ومؤسسات مصغرة. ويؤكد "المير"، أنه سلم ل "دارك " مبلغا أوليا يقارب 7 ملايير سنتيم، لغرض تهيئة أحياء شارع علي مدوش "فوبان" وعميروش و"لاريزيدونس"، والعملية متواصلة في شقها الثاني، حيث امتدت إلى أحياء "لافارج" ثم "تريبولي" لتصل تدريجيا حتى الخروبة، حيث تم تخصيص ميزانية ثانية مقدرة ب 5 ملايير سنتيم. وكشف سدراتي أن 28 عمارة ببلدية حسين داي ستستفيد من الترميم خلال عام 2017.
..رئيس لجنة التعمير والسّكن بالمجلس الولائي، عبد القادر صافي: "عمليّة التزيين ستطال جميع أحياء العاصمة" وعلى النقيض، استنكر سكان بلدية سيدي امحمد، عدم استفادة غالبية أحيائهم من عملية الترميم رغم وضعيتها الهشة جدا، فغالبية شرفات العمارات معرضة للسقوط والسلالم مهترئة، والوضعية جعلت كثيرا من المواطنين يلجؤون إلى ترميم شققهم بأنفسهم وبأموالهم الخاصة، رغم ما يشكله الأمر من خطورة، رغم الميزانية الكبيرة التي دفعتها بلدية سيدي أمحمد إلى هيئة "لادراك"، حسب تأكيد رئيس بلديتها نصر الدين زناسني ل "الشروق"، ورغم التقارير التي رفعها ديوان الترقية والتسيير العقاري، مع ذلك لا تزال كثير من العمارات خاصة بحي نصيرة نونو على وضعيتها الكارثية. إلى ذلك، أكد رئيس لجنة التعمير والسكن على مستوى المجلس الولائي، عبد القادر صافي ل "الشروق"، أن عملية تزيين وجه العاصمة متواصلة، بالتنسيق مع دواوين الترقية والتسيير العقاري والبلديات، وأنها ستطال مستقبلا جميع أحياء العاصمة.