أكد مدير المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو فريد محيوت، في هذا اللقاء على أن هذه المؤسسة الثقافية والفنية تمتاز بنشاط وديناميكية مستمرة يتم فيها الحرص على ضمان مرافقة الفرق المسرحية في مجال الإبداع والإنتاج، وهي السمة التي تطبع هذا الفضاء الذي ساهم في إنشاء أكثر من 30 فرقة مسرحية ناشطة بتراب الولاية،و التي تعمل على تطوير الفن الرابع بفضل دعم ومساندة الوزارة الوصية، التي تولي عناية كبيرة للإنتاج المسرحي الأمازيغي. ❊ مسرح كاتب ياسين معروف بالنشاط ما السر في ذلك؟ ❊❊ هذا صحيح فالمسرح الجهوي كاتب ياسين، معروف بالنشاط والحيوية الدائمين، حيث هناك ديناميكية متواصلة لضمان إحاطة الفرق المسرحية الناشطة بتراب الولاية بكل الإمكانيات المطلوبة التي تسهل عملها على خشبة المسرح وكذا للإبداع والإنتاج الذي من شأنه تطوير وترقية الفن الرابع، حيث أن هذا المسرح يعمل باستمرار على ضمان مرافقة المنتجين الشباب وأصحاب المواهب وعشّاق الفن الرابع، ما سمح بإنشاء أكثر من 30 فرقة مسرحية التي تنشط في مجال ترقية وتطوير الفن والثقافة الأمازيغية والوطنية عامة، ووجود هذا العدد من الفرق المسرحية هو تأكيد على الدعم والعناية التي توليها وزارة الثقافة، لتطوير ومرافقة الشباب في مجال الإبداع والإنتاج المسرحي والفنّي والثقافي بصفة عامة، وكذا من خلال تشجيع ومرافقة العروض المبرمجة عبر التراب الوطني خاصة المنتجة بالأمازيغية وهذا بفضل دعم الصندوق الوطني لترقية الفنون وتطويرها «لوفدال»، الذي يموّل الفرق المسرحية من أجل العمل أكثر وقصد ضمان إنتاج ذي مستوى ونوعية. ❊ ماذا حققت هذه الفرق المسرحية لفائدة الفن الرابع بتيزي وزو؟ ❊❊ المسرح الجهوي لتيزي وزو في نشاط دائم وكان المرافق والداعم مما أثمر نتائج جيدة، وقد تم تسجيل واستقبال وإيداع خلال السداسي الأول للسنة الجارية، 11 عملا مسرحيا من إنتاج 11 فرقة مسرحية «هواة»، وكل هذه العروض الجديدة تتناول مواضع مختلفة منها حول التاريخ مثلا أنتجتها جمعيات منها «آيت علي «بذراع الميزان، وتاقربوزت، وجمعية ثقافية ابتوران بالأربعاء ناث ايراثن، وتعاونية مسرحية أساطير العاصمة ومؤسسة معطوب الوناس وغيرها. المسرح الجهوي بدوره يعمل بشكل مستمر على مرافقة الفرق المسرحية وإنتاجاتها من خلال ضمان برمجة هذه العروض الجديدة بالمسرح الجهوي، وكذا بالفضاءات الثقافية عبر بلديات الولاية في إطار برنامج المرافقة والمساندة، وقرر المسرح برمجة مسابقة «لاختيار أحسن إنتاج مسرحي لعام 2018»، حيث أن هذه المسابقة موجهة لفائدة هذه الفرق المسرحية «هواة» والتي ينتظر تنظيمها نهاية السنة، و المسابقة مفتوحة لجميع الفرق الراغبة في المشاركة لإيداع أعمالها والتي هي عبارة عن فديوهات مسجلة للعروض المسرحية، حيث سيتم خلال هذه المسابقة اختيار أحسن عمل مسرحي وتخصيص مكافأة مهمة، مع مرافقة الفرقة الفائزة للقيام بجولة عبر 5 عروض تتكفل بها مؤسسة المسرح. نعتبر إنتاج 11 عرضا مسرحيا أمرا مشجعا ومحفزا لدعم ومرافقة كل المبادرات الشبانية بغية تحقيق إنتاج أكثر والعمل على رفع مستوى التمثيل المسرحي عبر تنظيم ورشات وأيام مسرحية تنظم من طرف الجمعيات والعمل على تشجيعها، منها أيام مسرحية «لونجا» بالأربعاء ناث ايراثن ومسرح الجبل باث بوادو، كما يقوم المسرح الجهوي بمهمة وسيط من خلال عرض هذه الإنتاجات على الوزارة الوصية لتحظى بدعم وتمويل من طرف الصندوق «لوفدال» ما يتيح الفرصة للفرق للقيام بجولات لعرض مسرحيتها، مثال مسرحية «لالا فاظمة نسومر» المنتجة هذه السنة للمخرج حدبي ماسيسنيا، التي حظيت بدعم ومرافقة الصندوق. ❊ هل هناك ورشات مبرمجة هذه السنة؟ ❊❊ ككل سنة يتم تنظيم ورشات وتربصات لفائدة ممارسي الفن الرابع من أجل رفع مستوى الأداء المسرحي وضمان إنتاج ذي نوعية، حيث تم تنظيم ورشتي تربص لفائدة الناشطين في المجال المسرحي بالولاية أولاهما متعلقة بالتكوين في مجال ال»سينوغرافيا» الذي استفاد منه نحو 20 متربصا المكلفين بوضع ديكورات منصة المسرح، كما استفاد من هذا التربص طلبة مدرسة الفنون الجميلة لعزازقة، و هذا التربص دام أسبوع وتم تأطيره من طرف ارزقي العربي، في حين أن الورشة الثانية متعلقة بالكتابة الدرامية الموجهة لفائدة نحو 10 متربصين، وهذه الورشة هي استمرار للتكوين الموجه لفائدة المتربصين الذين استفادوا من المستوى الأول والثاني والذين يتخرجون بإنجاز عمل عبر كتابة مسرحية وتركيبها بمسرح كاتب ياسين تحت تأطير نور الدين آيت سليمان، إلى جانب برمجة وقبل نهاية السنة الجارية ورشتين جديدتين إحداهما في الإخراج المسرحي والثانية في فن التمثيل، حيث أن هاتين الورشتين مسجلتين في إطار ترقية ورفع مستوى ممارسي الفن الرابع على مستوى الفرق المسرحية. ❊ هل من إنتاج جديد لمسرح كاتب ياسين لهذه السنة؟ ❊❊ المسرح الجهوي كاتب ياسين يحضّر لإنتاج ثلاثة أعمال مسرحية جديدة منها عملان موجهان للجمهور الكبير وعمل للجمهور الصغير مما يعتبر تعزيزا لرصيد الإنتاج المسرحي، وينتظر إنتاج مسرحتين باللغة الأمازيغية موجهة للكبار ومسرحية موجهة للأطفال باللغتين الأمازيغية والعربية، وتحمل المسرحية الجديدة الأولى «سيليباتونت» وهو عمل ثنائي من كتابة وإخراج عبد الرحمان هوش، أما المسرحية الثانية فهي» جوبا الثاني «النص والإخراج لإلياس مقران، في حين الإنتاج الثالث الموجه للأطفال يحمل عنوان «الطفل العنيد» للكاتب عبد الرحمان دعماش، والتي يتكفل ثلاثة شباب بإخراجها، والهدف هو تحفيز الشباب من ممارسي الفنون التمثيلية من الإبداع وتعلّم مهن ذات صلة بالفن الرابع. ❊ شاركتم في عدة مهرجانات، فهل من تتويجات لهذه السنة؟ ❊❊ العام الماضي وفي إطار المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة، شارك المسرح الجهوي كاتب ياسين بمسرحية «امث ايهي» من إخراج ماسيسينا حدبي، ونال هذا العمل المسرحي جائزتين أولهما في أحسن إخراج مسرحي والثانية في أحسن نص، كما شارك المسرح الجهوي بمسرحية «ريح الحرور «للكاتب مولود معمري ترجمة واقتباس إلى اللغة الأمازيغية كل من بوستة رابح و نور الدين آيت سليمان، من إخراج أحمد بن عيسي والتي شاركت في المهرجان المحترف بالمسرح الوطني، والتي تدخل في إطار الاحتفال بمئوية معمري تكريما لهذا الأديب والكاتب والأنتروبولوجي الكبير. ❊ يطالب جمهور المسرح بالخروج إلى الشارع فهل من مبادرات؟ ❊❊ العروض المسرحية عندنا لا تجري فقط بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بل حتى بالقرى، حيث انتقل الفن الرابع إلى حضن القرويين، حيث تمت برمجة عدة عروض مسرحية بالقرى في إطار إحياء تظاهرات وأعياد منها مسرحية» امث ايهي» التي تم عرضها في إطار الطبعة ال15 لعيد الفضة باث يني، وشاهدها سكان هذه المناطق الجبلية، كما تم تنصيب منصة مسرح بقرية احريق في إطار تظاهرة إحياء عيد العسل، وعرضت مسرحية «امث ايهي» وتعرف العروض المسرحية المبرمجة بالقرى إقبالا كبيرا من طرف الجمهور. تعرف تيزي وزو بحراك ثقافي مستمر والفن الرابع جزء منه، لذلك أصبح أكثر إقبالا ونشاطا، فالمسرح الجهوي اليوم يعمل على نقل هذا الفن إلى المناطق النائية والبعيدة التي يستمتع سكناها بعروض في الهواء الطلق، كما أن مديرية الثقافة لديها برنامج في هذا الإطار من خلال برمجة عروض مسرحية في الشارع. ❊ هل هناك توأمة بين مسرح كاتب ياسين ومسارح وطنية أو أجنبية؟ ❊❊ هناك اتفاق بين المسرح الجهوي كاتب ياسين والمسارح الوطنية في إطار تبادل العروض المسرحية، حيث يستقبل فضاء كاتب ياسين عروضا لمسرحيات منتجة من مسارح أخرى، كما تجوب المسرحيات المنتجة من طرف مسرح كاتب ياسين عدة ولايات. وعلى الصعيد الدولي شارك مسرح كاتب ياسين في مهرجان الكاف 2018 بتونس بعرض مسرحية «ماسينسيا»، وفي حال تلقي دعوة للمشاركة في أي مهرجان حتما سيشارك المسرح الجهوي كاتب ياسين بعروضه المسرحية بالتنسيق مع الوزارة الوصية التي تبرمج هذه العروض. ❊ كلمة أخيرة؟ ❊❊ أشكر كثيرا «المساء» وكل الصحافة المحلية التي تعمل باستمرار مع المسرح الجهوي كاتب ياسين، عبر إعطاء أهمية لهذا الفضاء والنشاط الذي يقوم به على مدار أيام السنة، علما أن الفن الرابع جد هام خاصة بالنسبة للشباب والطفل، وأود الإشارة إلى أن هذا الفضاء الذي يحمل اسم أحد عمالقة الأدب كاتب ياسين، لديه جمهور عريض ورائع، كما أن هناك من الشباب الذين يولون أهمية قصوى للفن الرابع والذين يأتون لمتابعة النشاطات سواء عبر الورشات والعروض وغيرهما. المسرح مرتبط بقوة بالفرق المسرحية، حيث أن ال30 فرقة مسرحية التي تحصيها الولاية هي «خزان»، كما أننا وكإدارة نحرص على توفير الظروف الملائمة لقاصدي المسرح، حيث أن الجمهور يبحث عن الراحة والاستقبال الجيد ما يجعل إدارة المسرح تسهر على توفيرهما مع العمل على الأفضل. إن العروض المسرحية التي تقدم تتناول مواضيع تغذّي الذاكرة وتحيي التراث كونها تشكل جزء من الشخصية والهوية الوطنية، ومسرح كاتب ياسين لديه هذه البصمة منذ زمن، ولا ننسى فضل ودور وزارة الثقافة، في مرافقة ودعم مسرح كاتب ياسين والفرق المسرحية لضمان إنتاج ذي نوعية وفي المستوى.