توجت مسرحية "تاوسر" أو (تجاعيد) للجمعية الثقافية تافات آث عباس قرية قندوز ببجاية سهرة أمس الجمعة بجائزة أحسن عرض متكامل في ختام المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته التاسعة الذي احتضنه المسرح الجهوي لباتنة في الفترة من 10 إلى 15 ديسمبر الجاري. وتروي هذه المسرحية التي لاقت إعجابا كبيرا من طرف عشاق أب الفنون وتكهن لها كل من تابعها بالفوز قصة مجموعة من الأشخاص كبار السن تجمعهم دار للمسنين وخلال رحلة العلاج التي يخضعون لها يقوم الطبيب المشرف عليهم بالتعريف بحكاية كل واحد منهم وقصته مع الحياة و ذلك في قالب كوميدي موسيقي فمنهم الفنان و رجل الأعمال المتقاعد والماكثة بالبيت. وحسب مخرج العرض المتوج الشيخ عقباوي فإن هذا العمل المسرحي هو بمثابة رسالة للتصالح مع الذات وتوصية لرد الجميل للآباء موضحا بأن الفكرة لم يتم تناولها من قبل على خشبة المسرح مما يجعل الفرقة الثقافية تافات آث عباس قرية قندوز ببجاية السباقة ûكما قال- لهذا الموضوع الذي هو عبارة عن اعتذار للآباء لما تحملوه في الحياة من أجل أبنائهم. وباستثناء جائزتي أحسن دور نسائي الذي عاد للفنانة جوهرة دراغلة عن مسرحية "أغبار سالان" أو (غبرة لفهامة) الذي توج بها المسرح الجهوي لبجاية وكذا لجنة التحكيم التي منحت للفنانة ليندا سلام عن مسارها الفني ومجمل أعمالها والتي كانت من طاقم فرقة التعاونية الثقافية والفنية لنوماد من بجاية أيضا فإن باقي الجوائز الخمس حصدتها الفرق الأربعة من ولاية تيزي وزو. و فيما فاز المسرح الجهوي لهذه الولاية عن مسرحيته "أمت إيهي" أو ( مت إن أردت) بجائزتي أحسن إخراج لماسينيسا حدبي و أحسن نص للكاتب سلام عمران عادت أحسن موسيقى لفرقة إسماعيل حبار لدار الشباب ياكوران بنفس الولاية عن مسرحية "أن سرف أن و رنتو" أو (لكن لا تنسى) وفاز سعدون عميروش عن المسرحية الأخيرة للجمعية الثقافية اثران قرية آيث لحسن بجائزة أحسن سينوغرافيا و وزين رحموني بجائزة أحسن دور رجالي في مسرحية "سينني" أو (هذان الاثنان) للتعاونية المسرحية ما شهو أفرحونان. وجرى حفل الاختتام الذي استقطب جمهورا غفيرا غصت به قاعة المسرح الجهوي لعاصمة الأوراس في أجواء بهيجة تخللتها مقاطع موسيقية وغنائية للفرقة المحلية "نيو زيك" أو (الجديد القديم) التي رقص على أنغامها الحضور. ودعت توصيات الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي تحتضنه سنويا مدينة باتنة إلى ضرورة إنشاء "بنك معلومات" لاحتواء النصوص المسرحية الأمازيغية خاصة الأصلية منها لبعث الأدب والتراث وترقية الثقافة واللغة الأمازيغية وحث المسارح في القطاع العام على إنتاج أعمال مسرحية ناطقة بالأمازيغية وكذا تدعيم المهرجان من خلال إقامة ورشات في مختلف ألوان المسرح عبر ربوع الوطن وبتأطير من فنانين وتقنيين مختصين في المسرح. وفيما أشادت التوصيات بالحضور الفني اللافت والمتميز للعنصر النسوي في الأعمال المقدمة فإنها تضمنت كذلك أن الميزانية المخصصة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي وعلى الرغم من أنه الوحيد على المستوى الوطني قد أثرت سلبا عليه كما ونوعا حيث لم يعد بالإمكان لقلتها استقطاب الأعمال الفنية المسرحية من مختلف أنحاء الوطن. من جهته أكد محافظ التظاهرة سليم سهالي بأن محافظة المهرجان حاولت بالإمكانات التي أتيحت لها المحافظة على استمراريته وتقديم الأفضل لعشاق الفن الرابع وجعل هذا الموعد الفني فضاء لترقية المسرح الناطق بالأمازيغية. و قد تنافس على جوائز طبعة 2017 لهذه التظاهرة التي حملت شعار "نلتقي لنرتقي" وعرفت تقليصا في عدد أيامها من 10 إلى 6 فقط مقارنة بطبعات السنوات السابقة كما اقتصر عدد الفرق المشاركة على 9 فرق مسرحية فقط من باتنة وتيزي وزو و بجاية وسطيف وكذا الجزائر العاصمة. وكان الجمهور الوفي لأب الفنون بعاصمة الأوراس وفيا على عادته لهذه التظاهرة وتابع باهتمام كل العروض لاسيما تلك التي قدمت في السهرات كما تجاوب مع الندوة العلمية التي نظمت بالمناسبة حول المسرحي الجزائري المكي شباح (1894-1991).