سجلت مصالح مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، منذ بداية تفعيل مخطط مكافحة الحرائق مطلع شهر جوان المنصرم، 30 بؤرة حريق تم إخمادها قبل انتشارها، فيما لم تتعد المساحة المتلفة من الحشائش اليابسة 1,5 هكتار. وأوضح رئيس مصلحة الحيوانات والنباتات بذات المديرية السيد كمال لعراس، لوكالة الأنباء، بأن تقلص عدد الحرائق بنسبة يفوق 50 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة المنصرمة (أزيد من 70 بؤرة حريق)، راجع إلى التدخل السريع والأولى لأعوان محافظة الغابات ونجاعة الحملات التحسيسية في مجال تعزيز الوعي البيئي وهو ما مكّن حسبه من حصر تلك البؤر في شرارتها الأولى في مساحة لا تزيد عن 1,5 هكتار من الحشائش اليابسة والأحراش، موزعة عبر كل من غابات بينام وبن عكنون وبوشاوي ومقطع خيرة. وإذ أرجع نفس المسؤول أسباب هذه الحرائق إلى نقص الوعي لدى بعض المواطنين بفعل الرمي العشوائي للنفايات في الغابات، اعتبر مخطط مكافحة حرائق الغابات الذي يمتد إلى غاية 31 أكتوبر القادم "آلية أثبتت نجاعتها لمواجهة الحرائق وتقليص المساحات الغابية المتلفة"، مشيرا إلى أن الهدف من هذا المخطط هو حماية أزيد من 5000 هكتار من المساحات الغابية بالعاصمة، حيث تم تسخير 4 فرق تضم أزيد من 120 عونا للتدخل السريع تم تزويدها بالمعدات والوسائل اللازمة للتدخل قبل وصول النجدة من مصالح الحماية المدنية في حال انتشار الحريق. كما تم تسخير شاحنات ذات صهاريج للإطفاء موزعة عبر مقرات الفرق على مستوى غابات بوشاوي وباينام وبن عكنون، علاوة على تخصيص عشرات النقاط للتزود بالمياه بكل المساحات الغابية الكبرى بالولاية، فضلا على اتخاذ عدة إجراءات كتعميم الأجهزة اللاسلكية لتسهيل عمليات الاتصال عبر المقاطعات الغابية بالعاصمة. وقد سخرت السلطات لتنفيذ مخطط هذه السنة 3 فرق متنقلة مشكلة من أزيد من 130 عون غابات مدعمين بأعوان موسميين للتدخل الأولي السريع يعملون وفق نظام المداومة 24/ 24 ساعة، لرصد بؤر الحرائق ويتمركزون خاصة بالجهة الغربية من العاصمة التي تضم 70 بالمائة من الغطاء النباتي على غرار غابات "الوئام" ببن عكنون و«بوشاوي" و«باينام". وأفاد المتحدث بأنه تم تزويد تلك الفرق الثلاثة بالمعدات اللازمة للتدخل السريع الفعّال كمركبات رباعية الدفع وعددها 3 مجهزة بالصهاريج لرصد البؤر والتدخل الأولي، وكذا 3 شاحنات مزودة بصهاريج المياه للإطفاء مجهزة بالأجهزة اللاسلكية. كما تم تخصيص 25 نقطة للتزود بالمياه إلى جانب تنصيب 5 أبراج مراقبة موزعة عبر الغابات الرئيسية بالعاصمة. بالمقابل أشار السيد لعراس، إلى أنه منذ بداية موسم الإصطياف تم تسجيل تدفق قرابة 200 ألف مواطن أسبوعيا عبر 20 موقع غابي بالعاصمة تم تجهيز 16 فضاء منها، بمختلف التجهيزات والألعاب ودورات المياه والأكشاك وكذا الإنارة العمومية على غرار بوشاوي (7000 زائر) وباينام (5000) وغابة 5 جويلية ببن عكنون. وحسب ذات المسؤول فإن زائري الغابات يخلّفون بعض النفايات، حيث يتم جمع ما يفوق 200 كيس أسبوعيا (بقايا المأكولات والعلب والقارورات البلاستيكية) من طرف 20 عون نظافة. من جهة أخرى تقوم محافظة الغابات لولاية الجزائر بالتعاون مع مصالح الدرك الوطني بالتصدي لتصرفات بعض المواطنين الذين يقومون برمي أطنان من الردوم والنفايات بصورة عشوائية داخل المسالك الغابية ومنها غابة باينام، حيث يتم رصدهم والتبليغ عنهم للحد من الظاهرة.