تشارك الجزائر في الطبعة الأولى لمنتدى "أفريك آب" التي ستنظم بتونس يومي 2 و3 أكتوبر المقبل، والتي ستكون بمثابة أول تجمع للجيل الجديد من رواد الأعمال والشركات الناشئة وصنّاع القرار في القارة الإفريقية. وهي فرصة لممثلي الشركات الناشئة لتوسيع شبكاتهم المهنية والانخراط في علاقات تجارية جديدة. ولإنجاح المشاركة الجزائرية في هذه المبادرة التي أطلقتها تونس، دعا المدير العام لشركة "أنتاريس ديفلوبمت" المنظم الرسمي لتنقل الوفد الجزائري المشارك في المنتدى، الشركات الناشئة وكذا المؤسسات الاقتصادية والمهتمين بهذا المجال، للمشاركة الفعالة في هذا الحدث، "الذي من المهم جدا أن تكون الجزائر حاضرة فيه بقوة"، كما قال السيد مصطفى مسعودي، خلال ندوة صحفية نشطها أمس، بالجزائر العاصمة. وأشار المتحدث إلى أن الندوة مناسبة هامة للشباب الذين يريدون تطوير مؤسساتهم الناشئة للاحتكاك مع نظيراتها في إفريقيا، وكذا مع صنّاع القرار والممولين بغية الانخراط في الاقتصاد الجهوي والعالمي، وفتح مجال التصدير أمامها لولوج الأسواق الدولية. وأوضح السيد مسعودي، أنه يجري حاليا البحث عن مؤسسات ممولة للمشاركة الجزائرية من أجل تمكين أكبر عدد من الشركات الناشئة من الحضور بمقابل رمزي، مشيرا إلى أن عددها سيكون مرهونا بمدى انخراط عدد هام من "الممولين"، داعيا هذه الأطراف إلى الاتصال بالجهة المنظمة قبل موعد انعقاد الندوة الإفريقية. وفي برنامج هذا الحدث الاقتصادي سيتم تنظيم ندوات ومحاضرات وورشات تكوينية، كما سيتم تقديم مشاريع رائدة لشركات ناشئة في إفريقيا، أمام عشرات المستثمرين ووسائل الإعلام وممثلي الحكومات، وهو ما قد يفتح الباب أمام تطوير مشاريع الشباب وتوسيع نشاطاتهم. وثمّن الخبير الاقتصادي إسماعيل لالماس هذه المبادرة، مشيرا في تدخل له في الندوة الصحفية أنه من الضروري معرفة القدرات الوطنية في مجال الشركات الناشئة، لكنه اعتبر أنه من المهم توفر "رؤية واضحة وحقيقية". وشدد على أهمية أن لا تكون المشاركة الجزائرية في الندوة الإفريقية "مجرد مشاركة" ولكن مشاركة لها أهداف. وفي نفس السياق، نبه المتدخل إلى أن هناك نقص في المعلومات حول نسيج المؤسسات الناشئة ببلادنا، وهو ما دفعه إلى تقديم اقتراح للمؤسسة المنظمة، من أجل عقد ندوة وطنية حول هذا النوع من المؤسسات وجمعها وتقديم ما تنجزه والعراقيل التي تواجهها خاصا بالذكر التمويل. كما أكد وجود قدرات هائلة لدى الشباب الجامعي خصوصا في مجال الابتكار، تسمح بإنشاء شركات ناشئة، لكن الواقع الذي يواجهونه ميدانيا، لا يسمح بتحويلها إلى مشاريع اقتصادية ذات جدوى. ولحل إشكال التمويل دعا السيد لالماس، بورصة الجزائر إلى توفير صيغ لتمويل هاته المؤسسات، معبّرا عن اقتناعه بأن البورصة هي القادرة على توفير أرضية خصبة لتناميها، مستشهدا بأكبر الشركات في مجال تكنولوجيات الإعلام على المستوى العالمي، والتي بدأت كشركات ناشئة وتطورت بفضل البورصة. كما تحدث عن ضرورة إعادة النظر في بعض التشريعات الوطنية التي تقيد حاليا الشركات الناشئة، الراغبة في التوسع نحو آفاق جهوية أو دولية للبحث عن ممولين أو شركاء أجانب والانتشار خارج الوطن. ❊ حنان/ح