ينظم مخبر اللغة وفن التواصل التابع لكلية الآداب واللغات بجامعة يحيى فارس بالمدية، ملتقى وطنيا بعنوان: "قيم التعايش والتسامح والسلام في التراث الصوفي"، يوميّ 15و16أفريل المقبل بقاعة محمد بن شنب بالمكتبة المركزية للجامعة. جاء في ديباجة الملتقى أن الجزائر تعد من الدول السبّاقة في الدعوة إلى تبني ثقافة العيش معا بسلام كقاعدة ثابتة وراسخة كرستها قناعات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في المضي قدما نحو تعزيز هذه الثقافة كضمانة أساسية في تثبيت دعائم السلم والسلام والتسامح والعيش معا، في نطاق التعارف والتعاون والتضامن والتراحم بين أفراد البشرية جمعاء، ونبذ كل صور العنف والتطرف والحقد التي من شأنها تزيد من حدة وشدة الصراع بين الحضارات. وأضاف البيان أنه من أهم الأفكار الرئيسة التي تضمنها خطاب رئيس الجمهورية في خطابه الموّجه إلى جمعية الأممالمتحدة يوم 8 ديسمبر والتي بدورها تبنت مقترح الجزائر ليكون "العيش معا بسلا" يوما عالميا يخلد كل سنة في يوم 16ماي، نجد: تثمين جهود المجموعة الدولية في تكريس ثقافة السلم والاحترام المتبادل بين مواطنيها. انطلاق الدعوة من عمق قيم أخلاقية وثقافية واجتماعية وإنسانية يؤمن بها شعبنا المعتدل والتعبير عن التزام بلادنا على ترقية ثقافة السلم والحوار داخل المجتمعات وما بين الأمم. وجاء في البيان أيضا، أنه تجلت معالم بناء فكرة هذا الملتقى، بروز الفكر الصوفي كقاعدة روحية صلبة نفذت في روح هذا المجتمع لتصوغه بجملة من القيم الأخلاقية والثقافية تنبني في كلياتها على ثقافة الحوار الايجابي والتسامح البناء والعيش معا في سلم وسلام، وعليه فإن التراث الصوفي يزخر بمنظومة متكاملة من القيّم تسعى من خلالها إلى بناء مجتمع على مبادئ قيمية تحاول في اغلبها تهيئته التهيئة الايجابية ليروج ثقافتها على المستويين الداخلي والعالمي. بالمقابل، ذكر البيان أهمية مثل هذا الموضوع، حيث يكتسي موضوع التراث الصوفي من خلال مخرجاته، أهمية بالغة في صياغة استنتاجات تصوغ لنا قيم التعايش والتسامح والسلام، وكذا نبذ الخلافات وترسيخ قيم التعارف بين الحضارات، كما يعتبر التراث الصوفي احد أعمدة البناء الإسلامي المتكامل الذي يستحيل إنكار منجزاته في الحد من الظواهر السلبية التي أثرّت على تماسك وحدة المجتمع، ويقصد بالتراث الثقافي ذلك التراث الذي يدعو إلى قيم الوحدة ونبذ الخلاف، وهي قيم تنشر مبادئ التعارف بين الأمم والتعايش فيما بينها في سلام من خلال الاعتقاد بأن الاعتداء على حق الآخر هو نتاج نفس مستبدة لا ترضى للآخر أن ينافسها في حضارتها أو أن يفوقها في علومها وغيرها. أما عن الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها الملتقى، فهي: بناء مدوّنة شاملة لمصطلحات التعايش والتسامح والسلام من خلال منظومة الأدب الصوفي بشتى اتجاهاته وأصنافه. محاولة بناء قاموس شامل لهذه المصطلحات القصد منها تعريف العالم بأسبقية الدين الإسلامي إلى هذا الاتجاه وأنه دين يدعو إلى السلم والحوار والتعايش في سلام بين أفراد العالم. وكذا تجلية دور التصوف والصوفية في ترسيخ ثقافة الحوار والتعايش معا بسلام وأثرها على وحدة نسيج المجتمعات. أما عن محاور الملتقى فتفرعت إلى: مدخل مفاهيمي "التصوف واتجاهاته-التعايش-السلم والسلام، الاختلاف، الاستماع للآخر- قيّم الاحترام، قيّم التعارف، الأنا والآخر". تفكيك دلالات الأنا والآخر من خلال الدور الريادي للتصوف في ترميم تصدعاته. قيّم التعايش والسلام في التراث الصوفي القديم-الحديث-المعاصر. ثقافة السلم والتعايش والحوار ودورها في تضييق دائرة العنف والتطرّف. وجهود المدرسة الصوفية الحديثة والمعاصرة في ترسيخ قيم التعايش والتسامح والسلام في العالم الإسلامي والجزائر خاصة. وقد حدد آخر أجل لاستقبال الملخصات يوم 30 ديسمبر من السنة الجارية، في حين اختير السيد النذير بولمعالي، رئيسا للجنة العلمية، بينما تم انتقاء الأستاذ الدكتور صادق خشاب، رئيسا للجنة التنظيمية.