أكد الرئيس الصحراوي السيد إبراهيم غالي، أن المعركة الوجودية للشعب الصحراوي من أجل الحرية والكرامة متواصلة بلا انقطاع، وأن قضيته العادلة لا تنفك تنتزع الانتصارات والمكاسب، معبّرا في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الثالث لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب عن ارتياحه لتوطيد مكانة الدولة الصحراوية على مستوى القارة الإفريقية، في وقت جدد فيه ممثلو العديد من الدول والوفود المشاركة في اللقاء دعمهم المطلق لحق الشعب الصحراوي في الحرية والإنعتاق. وحيا السيد غالي، لدى إشرافه أول أمس، على افتتاح أشغال المؤتمر الثالث لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب بالداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، جهود ومواقف الاتحاد الإفريقي"المتشبث بقانونه التأسيسي ومبادئه وقراراته"، قائلا في هذا الصدد بأن الجمهورية الصحراوية العضو المؤسس للاتحاد، تشيد بقرار قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في نواكشوط بالجمهورية الموريتانية الشقيقة، والتي كرست دوره ومكانته ومسؤوليته كشريك للأمم المتحدة في جهود استكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا". وجدد إبراهيم غالي، إرادة الطرف الصحراوي في التعاون مع هذه الجهود الأممية الإفريقية، منوّها في هذا الشأن بالخطوات التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الرئيس هورست كوهلر، بما في ذلك الدعوة إلى مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع (جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية) بحسن نية وبدون شروط مسبقة، لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. كما أكد الرئيس الصحراوي، من جهة أخرى الدور الريادي الذي يلعبه الطلبة الصحراويون في خدمة القضية الصحراوية العادلة، مشيرا إلى أن انخراطهم في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي كان له الدور البارز في حملات محو الأمية والتثقيف الشعبي في أوساط الجماهير الصحراوية، مسخرين جهودهم ووقتهم ومعارفهم لخدمة قضيتهم الوطنية العادلة. وجدد ممثلون عن العديد من الوفود المشاركة في المؤتمر المنعقد تحت شعار" الطلبة الصحراويون .. استمرار في العطاء لربح معركة التحرير والبناء"، دعمهم المطلق لحق الشعب الصحراوي في الحرية والإنعتاق، داعين إلى ضرورة توسيع دائرة التضامن واستغلال كافة المنابر من أجل الإسراع في إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية، وإنهاء معاناة الشعب الصحراوي التي استمرت لأكثر من 42 سنة. ففي هذا الصدد أكد عبد الله شطي، ممثل الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في هذا المؤتمر المنعقد بمخيمات اللاجئين الصحراويين والذي يحمل اسم الشهيد "بلاه سويدي محمد أحمدا" الموقف الثابت للدولة الجزائرية الداعم لحق الشعب الصحراوي العادل في تقرير المصير والاستقلال، معبّرا عن "عميق سعادته بالمشاركة في أشغال هذا المؤتمر بين أحضان الشعب الصحراوي"، ما يدل على قوة الروابط الأخوية التي تميّز العلاقة بين الشبيبة الجزائرية واتحاد الطلبة الصحراويين". واعتبر السيد شطي، مشاركته في هذا الحدث الذي حضره مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليزاريو السيد حمة سلامة "رسالة للعالم نؤكد من خلالها دعم ومساندة اتحاد الشبيبة الجزائرية لهذه القضية التي نعتبرها مرجعية نضالية في محاربة الاستعمار بالقارة الإفريقية". من جهته جدد ممثل الوفد الكوبي المشارك في أشغال المؤتمر السيد أليخانذو غونزاليز، دعم بلاده لكفاح الشعب الصحراوي العادل في الحرية والاستقلال، معربا عن "تضامن وتآزر الشعب الكوبي إلى جانب الشعب الصحراوي حتى تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية وتقرير المصير". بدورها دعت الأمينة العامة للاتحاد المستقل للطلبة الموريتانيين السيدة سومة عبد الله، إلى ضرورة "دعم ومساندة الطلبة الموريتانيين لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، مؤكدة في هذا السياق على "أهمية تطوير العلاقات وتبادل التجارب من أجل تحقيق الهدف الأسمى للشعب الصحراوي ألا وهو الاستقلال الكامل لهذا الشعب الشقيق". وأكدت ممثلة الوفد الطلابي الموريتاني بالمناسبة استعداد كافة التنظيمات الطلابية الموريتانية لمساعدة ومرافقة اتحاد الطلبة الصحراويين ومن خلاله الشعب الصحراوي في مسيرتهم في الكفاح إلى غاية الاستقلال. وحث المشاركون المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، والإسراع إلى تنظيم استفتاء يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. في هذا السياق حمّل مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليزاريو السيد حمة سلامة، في كلمة له كافة الوفود المشاركة مسؤولية نشر والتعريف بالقضية الصحراوية في كل المشاركات الطلابية والشبانية التي تنظم عبر مختلف دول العالم. ونظمت على هامش الندوة وقفة تضامنية مع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، حيث طالب المشاركون بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم مجموعة الصف الطلابي ومجموعة أقديم إزيك، مرددين شعارات منددة بسياسات القمع المستخدمة من طرف السلطات المغربية ضد الصحراويين بالمناطق المحتلّة. كما دعا المتضامنون في هذه الوقفة التي عرفت مشاركة قوية لمختلف التنظيمات الطلابية الصحراوية وممثلي الوفود الأجنبية المشاركة القادمة من الجزائر وموريتانيا وكوبا والنرويج وإسبانيا وناميبيا، إلى تدخل المجتمع الدولي ومن خلاله هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، من أجل وقف انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية ومطالبة المغرب بإطلاق السراح الفوري لجميع المعتقلين السياسيين دون أية شروط. ويعكف المشاركون في هذا اللقاء الطلابي على وضع إستراتيجية عمل الاتحاد للسنوات الأربع المقبلة، فضلا عن انتخاب قيادة الاتحاد (الأمين العام وأعضاء المكتب التنفيذي). للإشارة تطرقت الندوة إلى مجموعة من المواضيع السياسية ذات صلة بالقضية الصحراوية، من بينها ما تعلق بقرار محكمة العدل الأوروبية حول النهب غير الشرعي للثروات الطبيعية للشعب الصحراوي والقضية الصحراوية داخل هيئات الاتحاد الإفريقي إلى جانب موضوع المعتقلين السياسيين الصحراويين. وشهدت هذه الطبعة من المؤتمر حضور أكثر من 500 مندوب يمثلون امتدادات المنظمة الطلابية ووفد من المناطق المحتلّة وأكثر من 150 مدعوا يمثلون منظمات طلابية دولية تربطها والمنظمة الصحراوية علاقات عمل وتعاون. ❊ م /خ