انتخب إبراهيم غالي مسؤول الأمانة السياسية لجبهة البوليزاريو، أمس، أمينا عاما لجبهة البوليزاريو ورئيسا للجمهورية العربية الصحراوية بالأغلبية الساحقة للمشاركين ال2300 في المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليزاريو الذي انتهت أشغاله أمس بمدينة الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف. وبانتخابه سيكون إبراهيم غالي الرئيس الثاني للجمهورية العربية الصحراوية منذ إعلان تأسيسها سنة 1976 خلفا للرئيس الراحل محمد عبد العزيز، الذي وافته المنية نهاية شهر ماي الماضي بعد مرض عضال. وسبق للرئيس الصحراوي الجديد أن شغل منصب وزير الدفاع طيلة 13 سنة قبل أن يعين ممثلا لجبهة البوليزاريو بالعاصمة الاسبانية مدريد وسفيرا لبلاده بالجزائر إلى غاية التعديل الحكومي الأخير بداية العام الجاري، حيث عين في منصب منسق الأمانة السياسية لجبهة البوليزاريو وهو ثاني أهم منصب في هرم السلطة الصحراوية بعد الأمين العام ورئيس الجمهورية. ولد إبراهيم غالي في 16 سبتمبر 1949 بمدينة السمارة المحتلة وشكل أحد أقطاب مقاومة المحتل الاسباني قبل أن يؤسس رفقة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز والشهيد الوالي مصطفى السيد جبهة البوليزاريو التي حملت على عاتقها مشعل محاربة الاحتلال المغربي منذ سنة 1973. وكان انتخاب إبراهيم غالي في هذا المنصب بالأغلبية الساحقة لأكثر من ألفي مشارك في أشغال المؤتمر الاستثنائي منتظرا بالنظر إلى الوزن السياسي الذي أصبح يمثله داخل هياكل جبهة تحرير الساقية الحمراء والجمهورية الصحراوية بدليل أنه كان المرشح الوحيد لخلافة رمز الكفاح التحرري الصحراوي الرئيس الراحل محمد عبد العزيز. وأكد عمر منصور الناطق باسم المؤتمر الاستثنائي أن إبراهيم غالي هو المرشح الوحيد لمنصبي الأمين العام لجبهة البوليزاريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وعرفت أشغال المؤتمر الاستثنائي مشاركة قياسية لأعضاء الوفد الصحراوي القادمين من المناطق المحتلة لتأكيد إصرارهم على مواصلة الكفاح بالرغم من الحصار المضروب عليهم من طرف الاحتلال المغربي. وقال سيدي محمد مولود ددش أحد أقدم المعتقلين السياسيين الصحراويين بالمناطق المحتلة بأن وفاة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز "بقدر ما أثارت حزنا شديدا في نفوس المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة بقدر ما زادت من عزمهم في مواصلة النضال والكفاح من أجل افتكاك حقهم في تقرير المصير". ودعا كافة الصحراويين إلى ضرورة الالتفاف حول جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والرئيس الجديد إبراهيم غالي. وعبرت من جهتها فاطمتو دهوار عن فخرها واعتزازها بالانتماء إلى الشعب الصحراوي وبحضورها إلى فعاليات مؤتمر الداخلة، حيث أكدت تحديها للسلطات المغربية بعد مشاركتها في هذا المؤتمر الذي اعتبرته "منعرجا جديدا في مسيرة كفاح الشعب الصحراوي"، داعية المجتمع الدولي للضغط على المملكة المغربية للانصياع إلى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ولوائح الأممالمتحدة. يذكر أشغال المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليزاريو التي انتهت، أمس، شكلت مناسبة لوفود الدول المشاركة لمطالبة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحرك عاجل من اجل إنهاء الاحتلال المغربي لآخر مستعمرة في إفريقيا. وهو ما طالب به ممثلو مختلف الأحزاب الجزائرية التي شاركت في فعاليات هذا المؤتمر وطالبت بالبحث عن حلول لقضية الشعب الصحراوي العادلة والتدخل لحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ووقف نهب خيراته الطبيعية. كما أجمعت تدخلات مختلف الوفود المشاركة في المؤتمر الذي حمل اسم الرئيس الراحل محمد عبد العزيز تحت شعار "قوة تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة" على "أهمية تنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من إبداء رأيه في الحرية والاستقلال.