كشف مدير معهد باستور، البروفسور زوبير حراث، أن التحاليل الأخيرة التي تمت على 10 عينات لمرضى يشتبه في إصابتهم بوباء الكوليرا أثبتت عدم إصابة 08 حالات، ما يقلص عدد الحالات المؤكدة حسبه، إلى 56 حالة، فيما أكد رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفي بوفاريك رمضان شويكرات، من جهته، استقرار الوضعية الصحية لكل الحالات التي تتلقى العلاج بالمستشفى، مشيرا إلى أن مصالح هذا الأخير تنتظر نتائج تحاليل مخبر باستور لإخلاء سبيل 100 مريض. ونفى مدير معهد باستور، في تصريح للقناة الإذاعية الأولي، توزيع لقاحات أو أدوية على المواطنين للوقاية من وباء الكوليرا، حيث أشار إلى أنه لا يمكن تشخيص أدوية للمرضى إلا بعد التأكد من إصابتهم بالوباء، مؤكدا أن علاج المصابين يستوجب دواء خاصا مع فرض الحجز الصحي لضمان عدم انتقال العدوى. على صعيد آخر، أشار حراث إلى تسجيل تضارب في أرقام عدد المصابين بالوباء مع الحديث عن ظهور عدة حالات جديدة عبر عدد من الولايات الوطن، مؤكدا أن معهد باستور قام لغاية أمس بتحليل عينات ل147 مريضا مشتبه بإصابته بالوباء، بالنظر إلى الأعراض التي كانوا يعانون منها، ليتم التأكد من إصابة 49 حالة فقط تتلقى اليوم العلاج المكثف عبر المصحات المتخصصة. وأعلن في سياق متصل بأنه تم الترخيص أمس بخروج 8 حالات بعد التأكد من سلامتها من الوباء، وذلك من أصل 10 عينات تم إرسالها لإجراء التحليل عليها أول أمس، مع العلم أن الحالات السابقة تلقت العلاج المناسب عبر مستشفيات القطار بالعاصمة وبوفاريك بالبليدة، ولا يزال التشخيص جاريا لباقي الحالات التي وصلت لمخابر المعهد. على صعيد آخر، جدد البروفيسور حراث تأكيده على أن مخابر معهد باستور هي الوحيدة التي لها التقنيات العلمية التي تسمح بالتأكد من حالات الإصابة، مشيرا إلى أن كل الادعاءات التي تخص اكتشاف حالات جديد بالإصابة بوباء الكوليرا غير صحيحة، ما لم يصل للمخبر طلب تحليل عينات لمرضى جدد، وهو ما يؤكد حصر الوباء و التحكم في انتشاره، على حد تعبيره. وقصد تحديد بؤر انتشار الوباء، كشف مدير المعهد عن تنظيم خرجات ميدانية لأعوانه رفقة ممثلين عن وزارة الموارد المائية، لمعاينة كل المنابع غير المحروسة وتلك التابعة للخواص بولايات تيبازة، البليدة، الجزائر العاصمة والبويرة ، وذلك قصد تحليل عينات من المياه والتأكد من سلامتها من أي نوع من البكتيريا أو الجراثيم المسببة للأمراض المتنقلة عن طريق المياه، على أن يتم الكشف عن النتائج خلال الأيام المقبلة. كما أكد بالمناسبة بأن المنبع الوحيد الذي اكتشفت به الجرثومة المسببة لوباء الكوليرا هو منبع "سيدي الكبير" ببلدية حمر العين بولاية تيبازة، مشيرا إلى أن السلطات المحلية قامت بردم المنبع، على أن يتم في مرحلة ثانية إعادة تهيئته ومعالجة مياهه قبل فتحه لسكان المنطقة الذين تعودوا على التزود بالمياه من هذا المنبع. أما فيما يخص نتائج التحاليل التي تمت على عدد من المنابع ببلديات بوقرة وبوفاريك، أشار البروفيسور إلى أنها لم تكشف عن أية نتائج غير طبيعية، لكن بالمقابل سجل عدم صلاحية مياه 5 منابع بسبب تلوثها. من جهته، أكد رئيس قسم الأوبئة بمستشفى بوفاريك، رمضان شويكرات، أن مستشفى بوفاريك استقبل منذ 14 أوت إلى غاية أمس، 140 حالة مشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا، منها 106 حالات من ولاية البليدة وحدها، والحالات المتبقية من العاصمة وعين الدفلى وتيبازة ، مشيرا إلى تسليم تراخيص بخروج 35 مريض إلى غاية أمس بعد التأكد من سلامتهم، فيما لا يزال 105 مرضى يتلقون العلاج بالمصحة، منهم 100 حالة شفيت من الوباء تماما وينتظر وصول آخر نتائج التحاليل من معهد باستور للسماح لهم بالخروج، بينما يخضع ال5 مرضى الآخرين لعلاج مكثف. أما فيما يخص الإجراءات المعتمدة من طرف إدارة المستشفى بخصوص رفض كل الزيارات للمرضى، أكد رئيس قسم الأوبئة أن الإجراء يدخل في إطار الوقاية، حيث أشار إلى أن وباء الكوليرا معدي ولا يمكن السماح بزيارة المرضى المشتبه في إصابتهم، لحصر انتشار الوباء، مؤكدا أن الطاقم الطبي وشبه الطبي يقدم العلاج المناسب ويتكفل بالمرضى بالشكل اللازم إلى غاية انتهاء فترة العلاج .